مع قرب انتخابات الرئاسة الايرانية المقرر اجراؤها في الخامس و العشرين من شهر يونيو – حزيران المقبل ، شهدت باريس مؤتمرا موسعا لحركة " مجاهدي خلق " الايرانية بمشاركة مسؤولين و سياسيين و نواب اوربيين و امريكيين ، بهدف الترويج لبرنامج يتكون من 10 نقاط اطلقتها مريم رجوي زعيمة الحركة ،
وحسب ما افاد مراسل راديو " اوستن " النرويجي: ان " اخطر ما شهده المؤتمر الذي عقد في الثاني من هذا الشهر ، هو الدعوة لتشكيل مجاميع مسلحة في المدن الايرانية لبدء العمل المسلح بهدف اسقاط النظام الاسلامي في البلاد ".
وتابع مراسل راديو " اوستن " قائلا : " ان هذه الدعوة وان كانت لاتثير مخاوف النظام ، لانه يستند الى قاعدة شعبية ويحظى بجهاز امني من الاجهزة الامنية القليلة في العالم الثالث ، التي لاتحتاج الى ممارسة مظاهر امنية فوق الارض لاصطياد الاعداء ، الا ان اطلاقها في عاصمة اوروبية مثل باريس وبمشاركة سياسيين ودبلوماسيين وبرلمانيين اوروبيين ، واطلاقها من قبل حركة " مجاهدي خلق " التي رفعت اسمها الولايات المتحدة والاتحاد الارووبي مؤخرا من قائمة المنظمات الارهابية ، يثير تساؤلات كبيرة حول مقدار وحجم تورط اجهزة امنية ومخابراتية وفرنسية وغربية في المشاركة في تنفيذ مثل هذه الدعوة التي اطلقتها حركة " مجاهدي خلق " لتشكيل مجاميع مسلحة في ايران ، لاسقاط النظام.
في جانب اخر ، فقد لوحظ اشتراك مسؤولين عن اجهزة مخابرات فرنسية وامريكية وبريطانية في مؤتمر " مجاهدي خلق " الذي عقد تحت شعار " 2013 هو عام التغيير في إيران".
ودللت مشاركة السفير الاسرائيلي في باريس " يوسي غال" في المؤتمر ، على عمق روابط حركة " مجاهدي خلق " باسرائيل وسط تقارير استخباراتية تتحدث عن تنسيق وتعاون كبير بين الحركة واجهزة المخابرات الاسرائيلية " الموساد " وخاصة ان الاسرائيليين كانوا ومازالوا يحصلون على معلومات عن مشاريع الايرانية النووية من عناصر في " مجاهدي خلق " تم تجنيدهم لهذا الهدف.
وعن المخابرات المركزية الامريكية شارك في المؤتمر " جان سانو " رئيس " القسم السري " عضو ادارة الاستخبارات المركزية الأمريكية ، في دلالة واضحة على تورط حركة " مجاهدي خلق في التعامل مع واحد من اخطر اجهزة المخابرات في العالم التي تسعى ومنذ عام 1979 لاسقاط نظام الجمهورية الاسلامية بمختلف انواع التامر والاحتيال ، بالاضافة الى مشاركة "العقيد وسلي مارتن" القائد السابق لمكافحة الارهاب في قوات الائتلاف بالعراق وقائد قوات الحماية الأمريكية في أشرف حيث كان يعمل بمثابة " ضابط اتصال " بين الجيش الامريكي المحتل وبين قيادى عناصر " خلق " في المعسكر.
كما لوحظ ان مشاركة " نيوت غينغريتش " الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي ومرشح الرئاسة الأمريكية لعام 2012 في المؤتمر ، كانت لها دلالة على ان " مجاهدي خلق " تحظى بدعم الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة خاصة وان "منظمة ايباك " اللوبي اليهودي في امريكا هي التي تبنت تسويق " مجاهدي خلق " لقيادات الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة.وقال " نيوت غينغريتش " وهو من اشد المتحمسين لاسرائيل ومن اشهر اصدقائها ، في كلمة وجهها في المؤتمر : "إن الربيع الإيراني بدأ في عام 2009، وهو في الطريق لتحقيق أهدافه، وعلينا دعم الشباب والشعب الإيراني ليتمكن من تحقيق حلمه في نيل الحرية وتطبيق الديمقراطية في إيران خالية من أسلحة الدمار الشامل، ودون انتشار المفاعلات النووية التي تقلق شعب إيران والعالم".
ومن المعلوم ان " نيوت غينغريتش" هو من ألد أعداء الشعب الفلسطيني وقال عنهم :
" أن الفلسطينيين مجموعة إرهابيين وشعب تم اختراعه" !! ويبدو ان حركة " مجاهدي خلق " كان يهمها استقطاب الامريكيين من اصدقاء اليهود والمقربين لهم للحصول على دعم توصل مطالبهم الى الادارة الامريكية .
كما شارك في مؤتمر " مجاهدي خلق " كل من " الحاكم هاوارد" دين رئيس الحزب الديمقراطي الأمريكي (2005-2009) مرشح الرئاسة الأمريكية (2004) و "بيل ريتشاردسون" سفير أمريكا لدى الأمم المتحدة و "حاكم نيومكسيكو (2003-2011) " مرشح الرئاسة ووزير الطاقة في حكومة كلنتون و "دومينك لوفور" عضو الجمعية الوطنية الفرنسية و "السفير فيليب كراولي" مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية (2009-2011) و "طاهربومدرا " مسؤول كبير في الامم المتحدة لملف أشرف وكذلك وفد برلماني اسباني ضم "السيدة كارمن كوينتانيا" مسؤول لجنة المرأة و "خوزه ماريا تشيكيو" عضو لجنة الخارجية و "جوردي شوكلا" عضو البرلمان و "وفد استوني ريد يوكوكاله" عضو البرلمان و "رائيت ماروسته " رئيس لجنة الدستور في البرلمان و قاض سابق في محكمة حقوق الانسان الاوربي، ومن الوفد جمهورية التشيك "استانيسلاو بولشاك" رئيس لجنة القضاء في البرلمان.
كما حضر المؤتمر " السكرتير الثاني " في السفارة السعودية " و " دبلوماسي قطري كبير ".
اما "دومينيك لوفور" ، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية والصديق القديم لمريم رجوي وزوجها مسعود رجوي ، فانه لم يكتف بالمشاركة، بل شارك في القاء كلمة في افتتاحية المؤتمر، واشار في كلمته الى البيان الصادر عن الجمعية الوطنية الفرنسية لدعم ورقة عمل مريم رجوي، ودعا إلى الاعتراف بما اسماه "اللمقاومة الإيرانية " لاسقاط النظام في ايران.
هذا واتفق المراقبون على ان مؤتمر مجاهدي خلق تحت شعار " 2013 هو عام التغيير في إيران" يمثل تطورا خطيرا ومعاديا في الموقف الفرنسي من ايران ، خاصة وانه اعلن الدعوة الى تشكيل " مجموعات مسلحة " في كل مدينة واستثمار هذه الامكانات استعدادا ليوم الانتخابات المقبل لاطلاق فعاليات امنية و سياسية و اعلامية و السعي لاطلاق تظاهرات تشبه ماشهدته طهران في انتخابات الرئاسة السابقة ، و ابدى اكثر من مشارك اسفه لفشل تلك التظاهرات في اسقاط النظام ، و الان تسعى كل الاطراف التي شاركت في مؤتمر باريس لمجاهدي خلق ، الى دعم مشروع امني و عسكري و اعلامي و سياسي لاستغلال ايام انتخابات الرئاسة في 25 يونيو ، لاثارة اوسع و اكبر موجة من الاحتجاجات بهدف زعزعة الاستقرار و صولا لاثارة الفتنة و دذالك الى خلق صدامات داخل العاصمة طهران و المدن الكبيرة لاظهار نظام الجمهورية الاسلامية بموقف الضعيف و الايل للسقوط من خلال توفير غطاء اعلامي تشارك فيه قنوات عربية و فارسية و اجنبية اخرى.
فهل ستتحقق كل هذه المشاريع المعادية للثورة الاسلامية الايرانية التي سيتم تنفيذها مع ايام الانتخابات؟؟
ام ان الثورة وابناءها سينتصرون على القادم من اعمال شغب وعمليات ارهاب بذريعة الاعلان عن حصول تزوير في الانتخابات .؟