الإعلامي وداد عبد الزهرة فاخر لـ"أشرف نيوز": لا مستقبل لمنظمة خلق في العراق
أكد رئيس تحرير جريدة السيمر الإخبارية، الإعلامي العراقي وداد عبد الزهرة فاخر، أنه لا مستقبل لمنظمة خلق الإرهابية في العراق في ظل رفض شعبي ورسمي لوجودها، مضيفاً ان "المتستر والمدافع عن منظمة خلق مشارك بالجرم وفق الشريعة والقانون".
ولفت رئيس تحرير جريدة السيمر الإخبارية في مقابلة مع موقع "أشرف نيوز"، أن " دور الأمم المتحدة في إخراج منظمة خلق "خجول" وعليها الإسراع بطردها من العراق.
وفيما يلي نص المقابلة
أشرف نيوز: رئيس تحرير جريدة السيمر الأخبارية الصحفي وداد عبد الزهرة فاخر تحية طيبة لكم وأهلا وسهلا؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر: اهلا وسهلا بكم ، وتحياتي لكم ولقراءكم الاعزاء
أشرف نيوز: كإعلامي عراقي كيف تقيم أداء وسائل الإعلام في التعريف بجرائم الإرهاب لا سيما جرائم منظمة خلق الإيرانية؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
للاعلام دور كبير وبارز في رسم الحدث ، وخاصة عندما يكون دوره كاشفا ومحذرا وموجها لدور خطير ومعين كجرائم الارهاب التي استفحلت في السنوات الاخيرة ، ونمت اعداد كبيرة من القوى الارهابية متوزعة على مساحة شاسعة من منطقتنا بالخصوص واقصد الشرق الاوسط. وكان لمواقف وادوار اقليمية ودولية دور كبير في هذا النمو المخيف والتوسع في كم اعداد الارهابيين واعمالهم الارهابية البشعة.
ومع الاسف فقد تراجع دور وسائل الاعلام كثيرا في فضح الارهاب وممولية والدافعين له لاسباب عديدة منها الوضع الدولي الحالي ، واستفراد قوة عالمية او كما نسميه بالقطب الاوحد بالتحكم بالسياسة العالمية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي السابق وتفكك منظومة الدول الاشتراكية التي كانت حاجزا بوجه الاطماع الراسمالية العالمية.
ويظل دور الاعلام مقصرا ، وخاصة العراقي في فضح الدور الارهابي والجرائم البشعة التي اقترفتها منظمة خلق الايرانية ان كان اثناء انتفاضة الشعب العراقي في آذار / شعبان العام 1991 ، او بتعاون منظمة خلق الارهابية مع التحالف البعثووهابي ضد ابناء الشعب العراقي ، واشتراكهم بجرائمهم بعد سقوط النظام الفاشي العفلقي بعد الحملة الامريكية عليه يوم 9 نيسان 2003 الاغر.
أشرف نيوز: منظمة خلق إرتكبت جرائم بحق الشعب العراقي، ولكن هناك من يدافع عن من بعض السياسيين والإعلاميين، هل تعد هذه أيضاً مشاركة في الجريمة واستهتاراً بالدم العراقي؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
بالتاكيد فالمتستر والمدافع عن المجرم مشارك بالجرم وفق الشريعة والقانون. فهو اما ان يكون متسترا عن قصد مسبق او عن جهل ، والقانون لا يحمي المغفلين كما يقال ، لكن هذا البعض وجلهم من بقايا نظام البعث الفاشي أو ازلام القاعدة يستخدم مقولة " عدو عدوي صديقي " ، فهو من جهة يشتم الايرانيين اجمع ويستعمل المصطلح الوهابي " الفرس المجوس " ، ومن جهة اخرى يدافع وبشكل ملح عن ارهابيين اصلهم ايراني كان لهم دور فعال في المشاركة باراقة الدم العراقي بصورة مباشرة ان كان ايام سيدهم المشنوق صبيحة العيد ، او بعد سقوطه كجماعة مجاهدي خلق الارهابية لا لشئ سوى لاحقاد طائفية دفينة في
ولا يخفى على الجميع الوجه الآخر للديمقراطية. فالوجه البشع للديمقراطية هي عندما تستخدم ككلمة حق يراد بها باطل كما هو حاصل الان في العراق حيث تعددت وسائل الاعلام المرئية والمقروءة بعيدا عن المراقبة الحقيقية فاخذ كل يغني على ليلاه كما يقال ، واختلطت الامور باسم حرية الراي ، واصبحت وسائل الاعلام جزءا من نشر الارهاب والدفاع عنه كما حصل من قبل بعض السياسيين المحسوبين ضمن المحاصصة القومية والطائفية على النظام الديمقراطي الجديد ، او ما نستطيع ان نطلق عليه اسم " الديموخرافية " التي فسحت المجال للبعض بالعويل والصراخ مدافعين عن الارهاب والارهابيين وظهرت شخوص تدافع علنا عن قتلة الشعب العراقي من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الارهابية ، وتروج لذلك وسائل اعلام معروف انتمائها السياسي والطائفي لمن. وهذا التجاوز والسكوت عنه ادى لظهور اصوات جديدة دافعت وبكل جرأة عن ارهابيي القاعدة وطالبت باطلاق سراحهم كما يجري الان في بعض الساحات العراقية الطائفية.
أشرف نيوز: كشف لنا المترجم السابق لزعيم منظمة خلق، أن المنظمة تقدم دعماً مالياً لبعض القنوات الفضائية والصحف ومواقع عراقية وعربية، برأيك ألا يعد هذا اختراقاً للمؤسسة الإعلامية وللأمن العراقي؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
الامن العراقي يعاني من نقص في البحث والاستقصاء اولا حتى يسبق الحدث ، ولا يترك الحدث يسبقه خاصة في هذه الظروف الامنية الخطرة التي يمر بها العراق. وهذه نقيصة تحتسب على المؤسسة الامنية العراقية حاليا هذا من جهة. والامر الثاني ان الامن العراقي مخترق من عناصر مشبوهة ، ونفعية وبقايا النظام المنهار التي ساهمت المحاصصة القومية والطائفية باعادتهم او حشرهم وسط المؤسسة الامنية العراقية للعمل مجددا.
والمطلوب تطهير المؤسسة الامنية العراقية مما علق بها من نقائص وشوائب وان يتم الاعتماد الكلي على شباب جدد بعيدين كل البعد عن التحزب لاي طرف كان ، وان يكون هدفهم امن وسلامة العراق والعراقيين ، على ان يخضعوا لدورات امنية تاهيلية مكثفة في الداخل والخارج.
وما ألاحظه وهذا ليس هجوما او شتيمة لاحد بل هو واقع مر وأليم ان هناك ترهل اعلامي لا يصل لدرجة الابداع او الحرفية اولا ، ولا يلتزم بالعرف والتقاليد المعمول بها بين رجال الاعلام لنشر الكلمة الحرة والخبر الصادق ، وكشف اساليب الارهاب المعوجه وفضحها ثانيا ، لا ان يتم التستر على الارهاب والارهابيين وفق مبدا المحاصصة او ضمن من يدفع اكثر.
أشرف نيوز: كصحفي عراقي مقيم في أوروبا، كيف ينظر المجتمع الأوروبي لمنظمة خلق الإرهابية؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
الجواب صعب جدا كون المجتمع الراسمالي ينظر بالدرجة الاولى لمصلحته اولا ، وفق مبدأ اناني بحت وضمن مقولة " ألا من بعدي الطوفان " ، او كما يقول المثل العراقي " جلد مو جلدك جره عالشوك ". وهناك ايضا تقصير اعلامي كبير من قبل منطقتنا التي لا تخاطب سوى مواطنيها وتترك الاخرين يتلقفون الأخبار وفق اهواء ورغبات وكالات الانباء العالمية التي تتحرك ضمن اجندات عالمية خاصة. وهذا دور الملحقين الاعلاميين في سفاراتنا اجمع والذي يتطلب ان يتم دائما التوضيح والرد على أي خبر مفبرك او شرح بعض التفصيلات للعمليات الارهابية وعمليات الابادة العرقية كما يجري الان عمليات ابادة مبرمجة للطائفة الشيعية في كل من العراق وسوريا وباكستان.
فرغم ان المنظمة الارهابية خلق وضعت سابقا ضمن المنظمات الارهابية لكن لم تجر اية مواضيع صحفية عن مدى اجرام هذه المنظمة وما قامت به من جرائم في الاعلام الغربي. ووجود قيادة المنظمة في احدى دول الاتحاد الاوربي يعطيها ايضا غطاء رسميا وهي فرنسا.
والمطلوب فضح هذه المنظمة ودورها الارهابي عن طريق اعلام عالمي مبرمج وبلغات متعددة لا ان يقتصر اعلامنا على لغاتنا فقط.
أشرف نيوز: كيف تفسر قيام الإدارة الأمريكية بشطب منظمة خلق من لائحة الإرهاب، وما هي إنعكاسات هذه الخطوة؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
اعتقد ان القرار الامريكي بشطب منظمة خلق من لائحة الارهاب هو موقف سياسي بحت ، واضعه ضمن اساليب الحرب الباردة والتهديدات الامريكية لجمهورية ايران الاسلامية ، وهو احد خطوط الصراع الخفي والحرب الاعلامية الدائرة بين جمهورية ايران والولايات المتحدة الامريكية.
وتعتبر هذه الخطوة تجاوز على السلم الامني في منطقتنا، وتحريض على اعادة عملية العنف او تاجيجها في مناطق الصراع المشتعلة ، ولاحظنا ذلك في حدثين اولاهما ان هناك تعاونا بين الجماعات الارهابية الممثلة بالجيش السوري الحر الخارج عن شرعية الدولة السورية وشركاءه من انصار القاعدة وبين عسكريين من منظمة خلق حضروا لتدريب الجماعات الخارجة عن اطر الشرعية في سورية من الجيش السوري الحر ، وترددت انباء لا ندري مدى صحتها عن وصول عناصر من جماعة خلق لما يسمى بـ " ساحة العز والكرامة " في صحراء الرمادي بقصد تدريب رجال الميليشيات الذين تم تشكيلها هناك للانقضاض على الحكومة الاتحادية واسقاطها كما هو السيناريو السوري.
أشرف نيوز: كيف تقيم أداء بعثة الأمم المتحدة في العراق تجاه إنهاء تواجد منظمة في العراق؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
مشاركة بعثة الامم المتحدة مشاركة يمكن ان اصفها بمشاركة خجولة ، وبطيئة للغاية كونها للان لم تجد الوطن البديل لما تبقى من هذه المنظمة في العراق ، وعليها الاسراع بحل هذه المشكلة لان الوطن المضيف وهو العراق ابدى رغبته بالتخلي عنها ، فالحكومة الحالية غير معنية بالكثير من الاتفاقات التي قام بها النظام السابق المنهار. وعلى مكتب المنظمة الدولية في بغداد السعي الجاد والسريع لايجاد حل لهذه المعضلة التي تسمى بجماعة منظمة خلق الايرانية المتواجدين للان في العراق.
أشرف نيوز: برأيك لماذا تتأخر البلدان الأوروبية في توطين عناصر منظمة خلق رغم شطبها من لائحة الإرهاب؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
تعاني البلدان الاوربية من كم هائل من المتطرفين الذين لجئوا اليها ، وقد لاحظنا الكثير من المشاكل التي قامت بها العديد من العناصر المتطرفة او الارهابية التي اصبحت عبئا امنيا على هذه الدول بحجة اللجوء واضرت بامنها المستقر ، وشاهدنا ماحدث في انكلترا والمانيا والنمسا ، وحتى في السويد. ولجأت الحكومة البريطانية اخيرا للقضاء لترحيل بعض المتهمين بالارهاب او المساندين او الداعين له.
وهناك مساجد عدة في كل بلد اوربي للسلفيين والوهابيين عملا بحرية الدين والمعتقد تعمل لدعم الارهاب ، وجمع التبرعات ، وتجنيد الارهابيين للقتال في البؤر المشتعلة في الشرق الاوسط كالعراق وسورية حاليا ، وقد مرت علينا الكثير من امثال هذه المواقف والمشاهد ، لذلك يقف الغرب الاوربي متأنيا او متخوفا من زيادة عدد الارهابيين او المسلحين سابقا ممن شارك في عمليات عسكرية او ارهابية معينة.
واود ان اكون اكثر وضوحا في التعبير ان هناك تخوف رسمي من هذه المجاميع وضمنها منظمة خلق لان الجهات الرسمية الغربية مطلعة تماما على مايجري من ارهاب في الشرق الاوسط والداعمين له من شخوص ومنظمات ودول ولوجود ملفات عديدة للكثير من الارهابيين والداعمين للارهاب بمسميات عدة.
أشرف نيوز: أخيراً كيف تنظر إلى مستقبل منظمة خلق الإرهابية في حال بقائها في العراق أو طردها؟
الأستاذ وداد عبد الزهرة فاخر:
لا مستقبل لمنظمة خلق الارهابية في العراق فهناك رفض شعبي ورسمي لوجودها والدليل على ذلك الشكوى التي كانت مقدمة من قبل مجموعة من اهالي ديالى للسلطات الامنية ضد المنظمة وطردها من معسكر أشرف الذي كان مقاما لها من قبل نظام المقبور صدام حسين ، بسبب من مشاركتها الفاعلة في العمليات الارهابية في محافظة ديالى.
وللكره المكنون في نفوس المواطنين من عوائل ضحايا المقابر الجماعية اثر انتفاضة آذار / شعبان 1991 التي شاركت منظمة خلق الارهابية في قمع وتصفية ابنائهم مع سلطة البعث المنهارة. وكان ايضا من ضمن الرفض الشعبي صواريخ الهاون التي سقطت في شهر فبراير / شباط الماضي من هذه السنة على معسكر ليبرتي في بغداد حيث مأوى منظمة خلق حاليا وادت لمقتل ستة اشخاص وجرح خمسين تقريبا.
وفي حال طردها من العراق ولجوء افرادها للخارج عليهم القبول بالامر الواقع وترك الارهاب كوسيلة وغاية واللجوء للحوار السياسي لشرح وجهة نظرهم كمواطنين ايرانيين ، والا سيكون مصيرهم دائما المطاردة والابعاد.
اجراء المقابلة ـ الزميل محمد السعد