في الثامن من شهر اذار/مارس من كل سنة المسمى باليوم العالمي للمرأة، تعقد مريم رجوي الاجتماعات وتوجه الكثير من الخطابات مقدمة نفسها على انها رأس المدافعين عن المرأة والنادين بحقوقها على مدى التاريخ ، مجمعة حولها عددا من جارتها النساء وبعض الشخصيات العاملة في مجال حقوق المرأة في مدينة اوفيرسوراواز بباريس بشكل توحي بانها شخصية مفكرة معاصرة ترفع راية حقوق المرأة! من خلال كفاحها المستمر دون توقف ضد الظلم المضاعف للنساء، وبمطالعتها لبعض الكتب الفلسفية والتطرق لبعض ما فيها امام النساء تسعى لاظهار ذلك باسمها ومن افكارها! ولاني قد قضيت ما يقارب العقدين من حياتي داخل تشكيلات هذه المنظمة ارى من الواجب عليّ ان اقدم بعض الشيء عن التناقض بين ادعاءات هذه المرأة وحقيقتها للذين قد يستغفلون ويقعون في فخ مكر هذه المشعوذة!
ان منظمة خلق وبمعنى الكلمة هي تنظيمات مغلقة وفئوية تماما ليست المرأة خاصة لابل ان الانسان في محتواه بصورة عامة ليس له اية مكانة وإن تطرق البعض حول حرية المرأة او مساواتها مع الرجل او حتى التمييز الايجابي فما هي الا احاديث كمالية وتجميلية من اجل تحقيق اهدافهم او عرض انفسهم في الرأي العام! في زمرة خلق المرأة مسلوبة الارادة اكثر من الرجل ولن يسمح لها باتخاذ اي قرار يخصها وحتى تقرير مصيرها، لا يسمح لها حتى التفكير باي موضوع ترغب به ، النساء وبشكل خاص جميعهن ضمن دائرة قائد المنظمة اي شخص رجوي بالذات ولا يسمح لهن الحب! طبعا من وجهة نظر رجوي لا يسمح للرجل او المرأة الا حب القائد اي رجوي فقط وعليهم تقديم اجسادهم وحياتهم وافكارهم فداءا له ولتحقيق اهداف المنظمة! يحرم على النساء في المنظمة التحدث على انفراد مع شخص اخر ولو لعدة لحظات الا بوجود شخص ثالث كي لا تثار عواطف المرأة والرجل اثناء حديثهما !
المرأة في وجهة نظر رجوي حسب ما سمعته منه تكرارا تبقى عفرية سبب الانحراف والفساد في المجتمع ولذا يجب ان تكون بعيدة عن الرجال! النساء في منظمة خلق (والتي تعبر عنها السيدة رجوي بانها المنظمة الثورية الاكثر تفكرا وانفتاحا في التاريخ) يستخدمن (كالرجال) كادوات لتحقق اهداف المنظمة لاغير. يمنعنّ حتى من الاعتناء بوضعهم الشخصي، فان اعتنت احدى النساء قليلا بوضعها الظاهري ستوجه اليها الكثير من الانتقادات من قبل المسؤولين على ان لديك شيئا تخفيه والا لِمَ هذا الاعتناء وتوجه اليها عشرات الاتهامات بالخيانة و…، ومن الواضح يجب على النساء البوح بما يراودهنّ من احلام في منامهنّ وان كانت هذه الاحلام حول الاسرة والاهل او الحياة وماشابه ستتعرض المرأة عندها لكثير من الانتقادات ويستدل على ذلك بانك وخلال اليوم تفكرين في هذه المواضيع لذلك تراودك في منامك؟! لا يسمح للنساء الاشتراك في امكان يتواجد فيها الرجال وان كان لابد من اشتراك النساء في مناسبة عندها يدخلن للمكان المخصص لهنّ على شكل صف وتكثف المراقبة عليهنّ كي لا يتصلنّ بالرجال حين ادخول والخروج!
حرية النساء من وجهة نظر رجوي هي ان يحررون انفسهم من كل شئ ويضعون كل وجودهم وقفا لرجوي وتشكيلات المنظمة وفي غير ذلك لا معنى للحرية! كانت هناك نساء متزوجات وحتى البعض لديهنّ اطفال لكن المنظمة ارغمتهنّ على الطلاق ومنعتهنّ حتى من مقابلة اطفالهنّ وإن طلبت احداهنّ مقابلة اطفالها يقال لها بانها منشغلة بمسائل الحياة وكأن هذه المسائل مخلوطة في دمها؟! في الحقيقة ان وضع النساء في منظمة خلق هي اكثر سوءا من وضع الرجال، لان هذه النساء قد ضيعنّ سنوات شبابهنّ في المنظمة هدرا والان ليس لديهنّ حياة وزوج واسرة واطفال وقد تجاوزنّ سنين العمر وبلغنّ من الكبر وليس لديهنّ قدرة الاستمرار او البقاء على هذا الوضع !
خسرن حياتهن حيث بقائهن اسيرات في مستنقع رجوي المصطنع المسمى بمنظمة خلق! بعد الثورة الداخلية في المنظمة التي اطلقها رجوي وارغم جميع المتزوجين على الطلاق ، عرض هذا الموضوع لتعزيز الثقة في نفوس النساء واللاتي لا يختلفن بشئ عن الرجال يجب ان تكون هناك مرحلة مميزة ايجابية اي ان تتسلم النساء العمل وتناط لهن المناصب المهمة. وهذا ما حصل فقد انيطت مناصب مهمة لنساء لم تكن لديهن اية تجربة في عمل التشكيلات بل وحتى ليست لديهن اي امكانية وهذا ما سبب في اضعاف التشكيلات وحتى في موضوع العمليات المسلحة فتسبب في فشلها وقتل افرادها وكان رجوي يقول هذا ثمن يجب دفعه ولا يمكن عمل شئ اخر!
من جملة النقاط الاخرى التي يجب الاشارة اليها، بسبب الفصل بين النساء والرجال وكذلك موضوع الثورة الداخلية (الطلاق الاجباري) فقد ادى الى الانحراف الاخلاقي للكثير من النساء بل وحتى من الرجال ايضا، اناث وذكور في عز شبابهم حرموا من الشهوات وتسبب في انحرافات اخلاقية في منظمة خلق التي كانوا يعتبرونها انظف منظمة ، هذا في وقت كان رجوي يتمتع بكامل الحرية دون قيد لامتلاك اي من النساء الموجودات في أشرف وكان يمن على المرأة او البنت على انها قد اختيرت بصورة خاصة من قبل القائد!
مريم رجوي المشعوذة في حقيقتها التي قد كبلت يدي مسعود رجوي من الخلف في بعض الامور وفي عبارة واحدة هي لا تعير اية اهمية للانسان بشكل عام وللمرأة بشكل خاص وكل ما تقوله هو كذب محض وهو لحفظ الظاهر وللتظاهر بان المنظمة هي منظمة معاصرة وفقط!
مريم رجوي نرجسية في ذاتها لا تحب احدا الا نفسها، تجلس خلف الطاولة لساعات كي تأتي النساء وحتى الرجال لمدحها والثناء عليها ووصفها بان اسطورة التحرير او حمامة الحرية او ملاك الرحمة او منقذة عالم الوجود لترتسم الابتسامات المشمئزة على وجهها عند سماعها هذه العبارات! رغم كثرة الموضوعات والامثلة الا اني اكتفي بهذه السطور ختاما اقول "ان مريم رجوي ومسعود رجوي ماهما الا اكذوبة ليس الا!"
مراد