الأخبار الواصلة من داخل مخيم ليبرتي (المقر الرئيسي لزمرة رجوي في العراق) تحكي عن حدة ووخامة الاوضاع داخل المخيم، الناتجة عن الضغوط العصبية المسلطة من قبل المسؤولين على الافراد والتي تجر في بعض الاحيان الى تصادم الافراد مع المسؤولين هذا من جهة ومن جهة اخرى فان سيطرة المسؤولين على الافراد والتحكم بهم اخذت تضعف يوم بعد اخر.
من البديهي ان الجو الحاكم داخل المخيم مضطرب جدا. الخطاب الداخلي لمسعود رجوي الذي ذكر فيه "لن نخرج من العراق مطلقا ولن نذهب الى اي مكان اخر الا لتحرير ايران" سبب بتذمر اكثر اعضاء المنظمة الذين يرون في مسعود رجوي السبب الوحيد لمأزقهم الحالي.
يذكر ان جدران المرافق الصحية قد امتلأت بكتابات ضد المنظمة وخاصة ضد مسعود رجوي، واخذ مسؤولوا المنظمة بمؤاخذة ومحاسبة من يشك بهم كتابة هذه الشعارات ويسألونهم (اليوم كم مرة ذهبت الى المرافق؟) وشددوا المراقبة لمعرفة من يكتب هذه الشعارات. فيما مضى شوهد كتابة عبارة (الموت لرجوي) لكن الان قد توسع الموضوع واخذ ابعاد اخرى مما اثار قلق المسؤولين.
البعض يسأل؛ ان مسعود رجوي رغم ما لديه من حماة اقوياء في العالم لم يتمكن وبعد 10 سنوات من حل موضوع 3000 شخص من اتباعه فكيف يزعم انه البديل للنظام في ايران ويريد حل جميع مشاكل الشعب الايراني (70 ميليون نسمة). منع الافراد من مقابلة مسؤولي الامم المتحدة ادى الى اعتراض البعض.
في اجتماع ذكر مسؤول ان جان كيري (وزير الخارجية الامريكي) قد ابدى قلقه اتجاه امن مخيم ليبرتي وحمّل ايران مسؤوليته قصفه بالصواريخ؛ احد الافراد توجه اليه بالسؤال قائلا: اذن لماذا لم تعمل امريكا شيئا حول امننا، انها تتكلم فقط.
رغم الاجتماعات وكتابة التقارير واستخدام مختلف الاساليب الفئوية للتحكم بالذهن التي تعمل بها الزمرة بشكل منظم داخليا فان رغبة الخروج من العراق بين الافراد اخذت تزداد يوما بعد اخر بشكل بحيث اخذ البعض منهم التصريح بذلك بصورة علنية دون اي اكتراث ويسألون عن مصيرهم في حال بقائهم في العراق. احد المنفصلين عن المنظمة مؤخرا يصف وضع مخيم ليبرتي بالفنر (سبرنك) حيث يزداد الضغط عليه يوما بعد اخر ليترك يوما ما ويطلق الى الخارج بكل قوة.
رجوي في خطاباته الموجه لساكني ليبرتي استخدم مصطلح "لا قتال" وعبر عنه بالخيانة، اي ان على الافراد داخل المنظمة ان لا يفكروا بشيء اخر غير (القتال). انه حتى قد اشار الى انه سيعمل على ان يقصف ليبرتي يوميا بالصواريخ والقذائف لان هذا هو الحل الوحيد لخروجه من المأزق المتورط فيه حاليا. انه قد شبّه الرغبة بالخروج من العراق بالفايروس الذي اصاب ساكني ليبرتي حاليا.
مسعود رجوي وبعد الاعلان عن المؤسسين من النسل الرابع قال لقد تم عزل الشوائب واخراج المتطفلين وان المتبقين هم المخلصين، لكن وبعد كل هذا فان الانفصال والهروب من المنظمة لازال بل بتزايد مستمر ويقال ان هناك الكثير يترصد الفرص للهروب.
من الواضح للجميع ان مسعود رجوي يبذل قصارى جهوده ويصطنع الموانع لكي لايدع افراد زمرته الخروج من العراق بسلامة. انه لن يهدأ ما لم يضحي حتى باخر افراده. انه في الحقيقة يمكن ان يكون زعيم فئوي مثالي لامثيل له في عصرنا الحالي. انه يسعى بالرجوع الى معسكر أشرف لانه يعلم ان امكانية التضحية بافراده هناك اكثر بكثير.
في هذا الوسط نرى عدم جدية مسؤولي الامم المتحدة وسائر الاوساط الدولية الاخرى (الذين قد راعوا رجوي بقدر كبير رغم عدم رضاه عنهم) وعدم تحرك الدول الغربية وكذلك الحكومة العراقية. كأنما اضافة الى رجوي هناك محافل دولية اخرى ترغب ببقاء اعضاء زمرة رجوي هكذا اسرى محتجزين في العراق وعدم نقلهم الى مكان امن اخر.