في تقرير لها كشفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الاميركية مؤخرا عن عدم تعاون قيادات منظمة خلق من أجل مغادرة الاراضي العراقية ما يؤدي إلى عرقلة جهود دولية لإيجاد وطن بديل لاعضاء هذه المنظمة التي يتعرض أعضاؤها إلى ابشع انتهاكات لحقوق الانسان من قبل قيادات المنظمة.
ان تعنت قيادة المنظمة وعرقلتها للجهود الدولية ليس بأمر جديد بل يعرفه القاصي والداني بعدما كشف عنه اعضاء سابقون في المنظمة حيث اكدوا انه ليس لدي قيادة المنظمة اية نية لمغادرة العراق وذلك على الرغم من دعوات دولية واميركية لان تتعاون المنظمة في عملية اعادة توطين سكان المخيم.
وأوضح مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية (حسبما أبرزت الصحيفة) أن قيادات المنظمة لم يتعاونوا في تسريع وتيرة عمليات الترحيل رغم المخاطر التي تواجه المنظمة برمتها خلال إقامتهم بالعراق.
من جانبها ذكرت بيث جونز مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى أنه «رغم جهود واشنطن في إقناع قيادات المنظمة بالتعاون في عمليات ترحيل أعضائها، إلا أنها سمحت للقليل منهم بالمغادرة».
لذلك هناك سؤال يطرح نفسه: ما هو سبب هذا الالحاح والتعنت؟ اعتقد ان اساليب المخادعة والتضليل التي تعتمدها قيادة المنظمة لا تخفي على أحد، فالجميع يعرف انه بسبب خوف تلك القيادة من الانهيار تقوم باتخاذ السكان دروعا بشرية ككبش فداء لحماية القيادة حال خروج أعضائها من المخيم لذلك ليس لها الا اللجوء الي الكذب والخداع وتكثيف القمع والكبت داخل المخيم.
وردا علي الصحيفة اصدر مكتب المنظمة في باريس بيانا مليئا بالمغالطات لقلب الحقائق إلا ان المكتب اضطر للاعتراف بأن قيادة المنظمة تخاف من خروج أعضائها من المخيم حيث تطالب «بإعادة توطين فوري لجميع السكان معا»!!
ما يعارض الاتفاق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي يؤكد أن المفوضية لا تعترف بالمنظمة إنما تتم عملية اعادة توطين السكان بشكل انفرادي اضافة الي انه ليست هناك دولة تستقبل جميع سكان المخيم، وهو الأمر الذي يعد دليلا دامغا علي عدم سماح القيادة للاعضاء بمغادرة المخيم واجبارهم علي البقاء في المخيم ليكونوا ضحايا واوراق لدعايات المنظمة ضد كل من يدعو لتحريرهم.
ومن الطريف ان البيان يتحدث عن «الجهد المكثف» الذي بذلته «قيادة المخيم وممثلو السكان في باريس» في «إقناع 340 من السكان لإعادة توطينهم»!! ما يذكرني بالمثل العربي المعروف «شر البلية ما يضحك»!. اعتقد ان قيادة المنظمة تتناسي متعمدة «الجهد» الذي بذلته لاقناع ثلاثة من سكان المخيم برفض اللجوء الى فلندا بذريعة عدم تواجد ايرانيين هناك!! او «الجهد المكثف»! الذي بذلته القيادة في وضع عقبات امام عملية اعادة توطين 210 من السكان في البانيا.
عدنان السراج ـ عضو ائتلاف دول القانون