هل كان ضحايا معسكر أشرف طعما لتحقيق اهداف أكثر خبثا؟

 يبدو ان ردود الفعل حول مجزرة الاول من ايلول/ سبتمبر في معسكر أشرف تنحصر ضمن اطارين. الاول هو رد الفعل الطبيعي والعادي الذي صدر عن ممثلية الامم المتحدة في بغداد والأمين العام بان كي مون والادارة الامريكة والدول الاوروبة والاتحاد الأوروبي ومنظمة العفو الدولية وغيرهم وتمثل بادانة عملية القتل وتقديم التعازي لأسر الضحايا ومطالبة الحكومة العراقية إجراء التحقيق الفوري وتقديم الجناة إلى العدالة. رئيس الوزراء نوري المالكي يأمر بتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع، وممثلية الأمم المتحدة في بغداد ترسل لجنة لتفقد المعسكر يوم الاثنين الماضي للمرة الثانية  للحصول على معلومات اكثر عن الحادث.

رد الفعل الثاني هو رد فعل منظمة خلق (زمرة رجوي) واتباعها ووسائل الإعلام المتعاطفة واللوبيات الاجيرة (جماعات الضغط) الذين سرعان ما القوا كل التقصير على "عدوهم" وفي هذا الموضوع (مضيفتهم الحكومة العراقية) و بدأوا بسرد رؤاهم من خلال سناريوهات لفظية وتصويرية اعدوها لدعم هذا الزعم. لم تمر عدة ساعات على وقوع الحدث واذا بصدور البيانات والاعلامية بشكل واسع وسريع جدا معززة بصور لافراد قد اعدموا وهم مكبلي الايدي وتوزيعها على الدوائر السياسية والاعلامية بدعوى ان الحكومة العراقية قد ذبحوا سكان المعسكر. علما ان القوات العراقية نفت دخولها المعسكر.

اليوم وبعد مرور عدة ايام على تطعيم وتزويد مثل هذه الصور المبرمج للجرائد لعله يمكن ان يشاهد كيف تحول هذا الموضوع الى شيء مشابه لافلام هوليوود. الصور الاولى عن الجثث صادمة ثم بظهور فلاش للخلف نعود الى فلم يظهر فيه عدد من المسلحين لكن ليسوا بمحترفين واخرين غير مجهزين ملثمين وهم يقتربون من المعسكر (هذه الافلام قد صورت بعناية من قبل الضحايا أنفسهم. اليس من المرجح لكل من يواجه هكذا موقف ان يهرب او على الاقل حمل السلاح بدلا من الكاميرا!؟). هنا سؤال اساسي يطرح نفسه وهو ما السبب الذي يمكن الحصول عليه الذي يدع القوات العراقية ان تقوم بهذه الوحشية بقتل نصف ساكني المعسكر وتترك النصف الاخر ليصوروا هذه الجريمة وارسالها من هناك الى مركز منظمة خلق في باريس لتنشر في انحاء العالم خلال ساعتين؟ ما السبب الذي يمكن تصوره وراء هذا العمل؟

اسرار وما وراء عمليات القتل هذه يمكن البحث عنها من خلال النظر في بعض حقائق ما وراء الجهاز الاعلامي لمنظمة خلق  وعن طريق دراسة تحركات وكيفية عمل وخطاب مسعود رجوي المثير للاشمئزاز وغير الانساني مؤخرا. لقد رأينا نكث رجوي لاتفاقه مع الأمم المتحدة وابقائه 100 شخص في معسكر أشرف وعدم نقلهم الى مخيم ليبرتي المؤقت. هذا يعني ان يضطر مئات من افراد قوات الامن العراقية دون داع لحماية  من هم قد اغتصبوا اراض في صحراء ديالى بشكل غير قانوني والذي يعتبرهم العراق ارهابيون. هذا في وقت يكون الاهالي في جميع انحاء البلد بامس الحاجة لاي فرد من قواته المسلحة اكثر من اي وقت اخر لانهم يواجهون التهديد المستمر بالقتل بمختلف انواعه.

في حين ان ساكني المعسكر لم يسمحوا لاي احد بدخول المعسكر معلنين ان هذه المنطقة هي تحت تصرفهم حتى ان الأمم المتحدة لايمكنها الدخول بسهولة. رغم هذا نرى انهم يشكون من الوضع السيئ للمكان لكنهم في نفس الوقت يهددون ويصرون على البقاء فيه. كما رأينا انه رغم بقائهم هناك بذريعة "بيع" الممتلكات داخل المعسكر لكنهم لم يقوموا باي عمل في هذا المجال مطلقا.

 

لو كان افراد منظمة خلق يزاولون حياتهم في المجتمع العادي او لو كان قد سمح لذويهم بالبقاء خارج المعسكر على ان يكون على اتصال مع اعزتهم بالتأكيد لما حدث مثل التسلل في قلب الصحارى العراقية.

هنا سؤال يطرح نفسه وهو لماذا بقي هؤلاء هناك ومن كان وراء هذا الهجوم؟

 

على الرغم من ان قوى اليمين في ايران والحرس الثوري قد اشادوا ورحبوا بهذا "الانتصار للشعب العراقي" في بياناتهم وخطاباتهم لكن من الواضح ان أيا كان وراء هذه المأساة فهو ليس بصديق للحكومة العراقية بل عدوا لها.

هناك شائعات تفيد بان المنظمة قد تركت هؤلاء الافراد في المعسكر لحماية مسعود رجوي الذي يختبيء هناك. لكنه وبوجهة نظر البعض وحسب معرفتهم برجوي وخاصة انه قد رأى بام عينيه مصير ولي نعمته السابق صدام حسين فهذا غير محتمل.

منذ ان نشرت منظمة خلق أسماء الضحايا اتضح ان جميع الافراد الذين بقوا في معسكر أشرف هم اصحاب جرائم وارهابيين. وان معظم القتلى هم من كبار السن في المنظمة والساخطين عليها وليس بامكانهم الخروج من المنظمة لانه سيلقى القبض عليهم حال تركهم المنظمة مباشرة من قبل القوات المعنية. انهم ، في الواقع ان هؤلاء القتلى كانوا "رهائن لدى رجوي"، وهو يفعل بهم مايشاء ومتى ما يريد.

ومن المثير  اننا نرى ان من اعلن عنهم في عداد المفقودين هم جميعهم اعضاء فريق الحماية الخاصة لرجوي. ضمنهم رئيسة الحماية اي محبوبة جمشيدي ايضا. حقيقة كيف وقع هذا الحدث؟ لماذا لم يكن هؤلاء الافراد ضمن القتلى لكنهم فقدوا؟ والاكثر من هذا اين هو مسعود رجوي؟

في شهر آب من هذه السنة رجوي فاجأ الجميع عندما أعلن أنه قد غسل يديه من اعضاء منظمة خلق الذين كرسوا حياتهم لمدة ثلاثين سنة في خدمته. قال لهم بصراحة : "أنا فقط مسؤول عن اخرتكم ولا أحد يعرف تاريخ سقوط النظام".

لكن إن اراد رجوي خفض أو وقف أنشطة منظمة خلق والتخلي عن طموحه السياسي من أجل "تغيير النظام" ويتقاعد ويذهب لحالحه، فهو بحاجة الى شيئين: الاول عليه إقناع اصدقائه الامريكان بطريقة أو بأخرى لتوفير مكان آمن ليقضي فترة تقاعده في اوروبا أو الشرق الأوسط ، والثاني عليه "التخلص" من "شر" هؤلاء الثلاثة الالف (افراده) في العراق. في مثل هذه الصورة ينبغي على رجوي عقد صفقة لتقديم هؤلاء كقوات مرتزقة لتحقيق اهداف الغرب في العراق وسوريا، على سبيل المثال المواد الكيميائية او تفجير او السم  او ما شابه ذلك. ومن المحتمل افضل سيناريو له هو ان يلقي مسؤولية قتل هؤلاء على الحكومة العراقية. في مثل هذه الحالة قد تضطر الحكومة العراقية الى تقديم نوع من التنازلات للامريكان وفي المقابل يوافق الامريكيون على توفير مكان لرجوي في اوروبا للاحتفاظ به الى يوم قد يكونوا بحاجة اليه  مرة اخرى.

على الرغم من ان  قتل هؤلاء الافراد على يد منظمة خلق نفسها او من يرتبط بها، وقتل نصف الافراد وترك النصف الاخر لالتقاط الصور وفقدان الحماية الخاصة لرجوي قد لا يكون واقعيا حسب وجهة نظر البعض لكن سجل رجوي في اراقة الدماء بين صفوف اتباعه خلال الحروب او الاعمال الارهابية او الانتحارات او حرق الانفس وغيرها هو بحد ذاته كافي.

وهنا سؤال اخر وهو هل ان رجوي استخدم افراد معسكر أشرف الذين قضى تاريخ استهلاكم كطعم لتحقيق هدف اكثر خبثا؟

مسعود خدابندة_ ايران انترلنك

الترجمه:موسسه اسرة سحر

Exit mobile version