إن سئل اي شخص عاقل حتى إن كان معادٍ للجمهورية الاسلامية، حول بقاء زمرة رجوي في العراق بعد الاطاحة بالمدافع عنهم اي الديكتاتور صدام هل هو في صالحهم ام لا؟ لكان الجواب دون ترديد هو النفي!
الموضوع على قدر من البداهة بحيث لايحتاج لعلم ومعلومات سياسية كثيرة لفهمه.
لكن لماذا لايزال افراد الزمرة في العراق رغم بداهة الجواب، لحد الان قتل واصيب المئات منهم دون نتيجة جراء اوهام واصرار قادة الزمرة على البقاء؟
يمكن خلاصة الجواب بنقطتين الاولى هي البنية الفئوية التي يكون فيها الافراد تحت الرقابة المستمرة وفرض المحاصرة والقيود (موانع، سواتر، سيطرات، دوريات…الخ) بصورة دائمية والثانية هي غسيل الدماغ المستمر الذي يخضع له الافراد المؤدي الى ايجاد قيود ذهنية اكثر تأثيرا من غيرها.
الزمرة باستخدامها طرق غسيل الادمغة هذه هي تدفع بالاعضاء الاسرى للقتل و سيستمر هذا الموضوع مادام عمل التشكيلات الفئوية هذا قائما. نود هنا التمعن بالنموذج التالي:
في الاجتماع الصوتي الذي عقده رجوي مع اعضاء الزمرة في العراق بتاريخ 26 شباط 2012م والذي اسماه (حرب السقوط – رقم واحد!!) حول بقائهم في العراق او الخروج منه قال:
"… هناك ثلاثة حلول فقط:
- انقلونا جميعنا الى امريكا بصورة جماعية وهذا ليس بشيء صعب عليكم.
- لايمكن في امريكا اوانها لاتريد ذلك؟ ارجعونا الى أشرف، الحكومة العراقية تعارض؟ رغما على انفها (تصفيق وترديد الهتافات من قبل المستمعين).
- ارجعوا لنا اسلحتنا لتروا من الذي يمكنه ان يقول لافراد الزمرة (على اعينكم حاجب) (تصفيق وترديد الهتافات من قبل المستمعين.)…"
اي من هذه النقاط تم العمل بها، واساسا هل يمكن العمل باي منها؟
اليس من المعلوم سلفا ان نتيجة هذا الاصرار هو لقتل الافراد الذين قطع قادة هذه الزمرة اتصالهم بجميع العالم وانزووا لاستماع ما يهمس رجوي في اذانهم؟
الم يكن رجوي على علم بان ابقاء افراد الزمرة في العراق يعني القضاء عليهم؟
اليس ان طرح موضوع البقاء في العراق من قبل قادة الزمرة في الوقت الذي هم يتهمون السيد المالكي وحكومته دائما بالائتمار باوامر ايران وهم في صراع مع هذه الحكومة بصور مختلفة ما هو الا للقضاء على افراد الزمرة؟
بالتأكيد ان الجميع يفهم ان النقاط الثلاثة اعلاه ماهي الا الاعيب ومخادعة، لكن وبسبب عمل الجهاز الفئوي واعمال غسيل الدماغ فقد بقي افراد الزمرة في العراق (والصحيح ابقي عليهم) وبسبب ذلك قتل واصيب الكثير منهم.
مادام هؤلاء الافراد هم اسرى في الشباك العنكبوتية للقيود الفئوية فلا يمكنهم معرفة الحقيقة وبالنتيجة سيبقون اسرى في هذه المصيدة.
لذا فان الحل الوحيد لانقاذ الاعضاء اسرى الزمرة هو اما انحلال وانهدام التشكيلات الفئوية في العراق او نقل الافراد الاسرى وبسرعة الى بلدان ثالثة، والا فان رجوي سيستمر بارتكاب جرائمه بقتل جميع هؤلاء الافراد حتى اخرهم. انه وخاصة في هذه الظروف التي يتلقى فيها الضربات من جميع الجوانب وقد دوى صدى اندحاره في كل مكان يبحث عن اية فرصة للمناورة لقتل الافراد الاسرى والذي هو ابسط الحلول امامه ليتمكن عن طريق تظلمه ان يجد طريق لهروبه.