ما انفكت منظمة خلق الإرهابية تواصل تدخلاتها في شؤون العراق الداخلية لاشعال فتيل الفرقة والفتنة بين مختلف كياناته السياسية والاجتماعية.
وقد كنت شاهدا على العديد من هذه التدخلات اثناء عملي كمترجم اقدم لهذا الجماعة، عبر صياغة بيانات ورسائل وحتى مقابلات مختلقة تم نشرها في الصحافة العراقية والعربية بأسماء وتواقيع مزورة كما لو كانت قد خرجت من شخصيات وكيانات وتنظيمات عراقية، وكانت تكتب البيانات باسم العراقيين باللغة الفارسية وكان تعطى لي لترجمتها إلى العربية، ومن اعمال مسعود رجوي زعيم منظمة خلق سعى بتجريد العراق من الأسلحة والذخائر وتسليمها إلى المحتلين الأمريكان بابتزازه للحكومة العراقية في عهد صدام حسين وباستغلاله كرم الضيافة العربية والعراقية، كما إنه نهب ثروة العراق النفطية حيث وطبقا للرسائل والوثائق والطلبات التي كنت أترجمها أنا من الفارسية إلى العربية في دائرة العلاقات الخارجية للمنظمة في العراق كان يأخذ من العراق كوبينات 100 ألف برميل من النفط يوميا أي 3 ملايين برميل من النفط شهريا وأخذ منه حصته لستة أشهر أي 18 مليون برميل من النفط بالجملة في أيلول (سبتمبر) عام 2002 قبل اندلاع الحرب بستة أشهر طبقا لرسالة طلب ترجمتها أنا إلى العربية إضافة إلى ملايين البراميل من النفط عند الإنتاج فائضا عما ورد في مذكرة التفاهم للنفط مقابل الغذاء والدواء الموقعة آنذاك بين العراق والأمم المتحدة وعشرات الآلاف من صنوف الأسلحة الخفيفة والثقيلة وعشرات آلاف الأطنان من الذخائر بحجة التوفر المحتمل للفرصة لهجوم ما يسمي بجيش التحرير الوطني الإيراني على إيران وإسقاط النظام فيها!!
ثم قام بعد احتلال العراق بتسليم كل هذه الأسلحة والذخائر إلى المحتلين الأمريكان!! وحتى في عهد الاحتلال الأمريكي قال لنا رجوي في أحد خطاباته في معسكر أشرف خلال اجتماع كنت أنا حاضرا فيه ما يأتي نصه المترجم حرفيا: «عند هجوم القوات العراقية عليكم حاولوا تجريد الجنود العراقيين من أسلحتهم لتسلموها في ما بعد للأمريكان وتقولوا لهم: أنتم تدرجوننا في قائمة المنظمات الإرهابية ولكننا ننزع أسلحة الإرهابيين!! ونسلمها لكم»!!.
وأنا كمترجم لرجوي في قسم العلاقات في منظمة مجاهدي خلق شاهد عيان على حالات كثيرة من هذه الخيانة والطعن على العراقيين من قبل رجوي الذي يزعم أنه وقواته وأفراده على أرض العراق ضيوف على العراقيين وحسب تعبير أشخاص من أمثال طارق الهاشمي بتلقين وإيحاء من قيادة منظمة خلق.
ومن محاولتها الاخيرة بدأت قيادة المنظمة في العراق وأوربا بتصعيد تحركاتها الدولية عبر اللعب بورقة طارق الهاشمي الهارب من حكم الاعدام بتهم ارهابية إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع مدفوع الثمن هناك من قبل المنظمة بحضور كل من آلخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوربي ومن اللوبي الصهيوني فيه وأيف بونه الرئيس السابق للجهاز المخابرات والأمن الفرنسي واستراون استيفنسون أحد نواب البرلمان الأوربي الذي صنعت له منظمة خلق منصبا وهميا وهو رئاسة هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوربي وشأنها شأن بقية الهيئات والجمعيات المصطنعة والمختلقة من قبل منظمة خلق خاصة في العراق كمجالس شيوخ العشائر!! وغيرها، واستيفنسون هذا هو الذي قام بتدخل سافر في شؤون العراق واتهام الانتخابات البرلمانية بالتزوير مما أثار حفيظة الحكومة العراقية واحتجاجها الرسمي عندما طارق الهاشمي كان يشغل منصب نائب لرئيس الجمهورية العراقية التي لم تسمح لاستراون استيفنسون بدخول معسكر أشرف عند زيارته له قبل سنوات وطلبت منه مغادرة الأراضي العراقية فورا بسبب اتهامته الباطلة للعملية السياسية في العراق وتدخله السافر في شؤونه.
كما استغلت المنظمة خلافات العملية السياسية فحرضت طارق الهاشمي على الانقلاب ضد حكومة المالكي بدعمه ماديا ومعنويا وكذلك الاستفادة من دعمه وتأييده لبقاء معسكرها في العراق مرة أخرى، لكن تلك التحركات لزرع بذور الفتنة في العراق والبقاء فيه فشلت وبدأت المنظمة بالانهيار خصوصا بعد انفصال مئات الأعضاء منها في السنوات الأخيرة.
علي حسين نجاد ـ مسؤول بارز منشق عن منظمة خلق الإرهابية