قال الكاتب بصحيفة الدستور الأردنية ماهر أبو طير، أن بلاده ستدفع ثمن دعم بعض النواب والشخصيات السياسية والإعلامية لمنظمة خلق الإرهابية، مشيراً إلى أن هذا الدعم لا يحصل إلا بضوء أخضر من الحكومة الأردنية.
ولفت أبو طير في مقاله أمس إلى أن سفر الشخصيات التسعة عشر ولقائهم بزعيمة منظمة خلق مريم رجوي لم يكن محسوباً خصوصا في مساعي أمريكية للانفتاح على طهران، مبيناً أن "هذا الانفتاح إذا اكتملت شروطه سيؤدي إلى تداعيات مختلفة في المنطقة".
وأوضح الصحفي الأردني إلى أن أي اقتراب من منظمة خلق سندفع فاتورته عراقيا، لأن فواتير التوترات الإيرانية من هذه العلاقات سيتم دفعها عبر حكومة المالكي وحلفاء إيران في العراق، مضيفاً "في كل المراحل لدينا وفود تتشكل على عجل، بعضها يؤازر النظام الإيراني، وبعضها يدعم المعارضة الإيرانية، بعضها مع بشار الأسد، وبعضها ضد بشار الأسد، وسابقا كنا نرى وفودا مع صدام حسين، ووفودا تزور الكويت لتعلن أنها ضد صدام حسين".
وقال الصحفي ماهر أبو طير "الأغلب أن عواصم كثرة تعتقد أن هذه الوفود تتشكل برعاية رسمية، ودون الضوء الأخضر الرسمي لا يمكن لها أن تسافر، وبالتالي فإن فواتيرها تتنزل على الدولة الرسمية باعتبارها راعية هذه الوفود العابرة للقارات والقضايا"، مشيراً إلى أن هذا يعني أن تشكيل وفد أو الموافقة على دعوة طرف ما أمر قد يبدو شخصيا في إحدى زواياه، لكنه في زاوية أخرى له كلفة على ما هو أعم وأكبر، بخاصة حين تكون تلك الشخصيات اعتبارية ووازنة سياسيا وبرلمانيا.
وطالب الصحفي الأردني بضرورة اللجوء إلى خيار التسكين في الملفات المتحركة مثل الملف الإيراني بسبب عدم المعرفة بمآلات الأمور من جهة، وعدم القدرة على تحمل كلف هكذا تحركات، مؤكداً القول "في الحد الأدنى قد نرى فواتير غير مباشرة ترتد علينا عبر عواصم إقليمية قريبة بإمكانها أن تجعلنا ندفع الثمن نيابة عن الآخرين".
وختم ماهر أبو طير القول إلى أن "الوفد من عمان، واللقاء ضد طهران، والفاتورة ستأتينا من بغداد، ولم تربح سوى باريس باعتبارها استضافت وفدا عربيا مع إطلالة خريفها، وانفضاض سيّاحها!".