بعد ان قصفت القوات البعثية و عملائهم مدينة طوز، قتل اكثر من مئتي مواطن معظمهم من النساء و الاطفال. استخدم العدو في هذه الهجمات، مخازنه للعتاد بالقرب من مطار حليوه الذي يقع 15 كيلومتر جنوب غربي المدينة.
كانت انتفاضة الشعب الكردي عام 1991 بمثابة حادثة تاريخية مهمة من حيث التداعيات و الدروس و العبر. و الحكومة الكردية ذات الاستقلال الذاتي كانت من نتائج تلك الانتفاضة.
و لعبت مدينة طوزخورماتو دورا هاما في تلك الحقبة الزمنية و هذا الدور بحاجة إلي توثيق و تجميع التقارير و الصور و الوثائق لكي تبقي طوز رمزا للتضحيات التي قدمتها المدينة وابنائها ضد البعثيين و اعوانهم. و لا يعرف شيء عن سر عداء البعثيين و التكفيريين و القاعديين الارهابيين لها حيث لاتزال مستهدفة من قبل هذه الجماعات.
قامت قوات البيشمركة و الوحدات المسلحة السرية التابعة للفصائل و المجموعات الشعبية بالهجوم علي القوات البعثية و بعد عملية تحرير مدينة كفري التي جرت تحت اشراف الشهيد "خالد" في العاشر من آذار عام 1991، اتجهوا صوب جبهة طوزخورماتو حتي يلتحقوا بقوات " عثمان حاجي محمود المشرف ".
في الثالثة عصرا من ذاك اليوم اعلنت نسور الجبال تضامنها مع الوحدات المسلحة الشعبية و اصبحت في خط واحد مع غياري الشعب. هاجمت هذه المجموعات كل مراكز النظام الفاشي( المراكز الامنية، مقرات حزب البعث و مقرات الاستخبارات). لم تظهر القوات البعثية مقاومة تذكر و سلموا هؤلاء انفسهم إلي المجاهدين و تحررت المدينة علي دماء كوكبة من شباب المدينة الذين اشنقوا علي يد القوات البعثية المعتدية قبل تحريرها.
لم يبقي شيء بعد ذلك إلا الانضمام بالقوات المتواجدة في جبال حمرين بالمناطق الحدودية في كردستان. لو كانت تسير الاحداث سيرها الطبيعي، كانت تصل العاصفة إلي حمرين و من هناك إلي بغداد دون شك. لكن العملاء الذين يسمون بـ " مجاهدي خلق " عرقلوا مسيرة الحركة.
زمرة مجاهدي خلق الارهابية كانت تمتلك مخيما في " نوجول " شمال شرقي المدينة. بعد تحرير المدينة علي يد البيشمركة، ترك اعضاء مجاهدي خلق مقرهم العسكري و تحركوا من الجنوب و طريق بغداد الرئيسي نحو طوز. بعد تحرير المدينة، ارسلت زمرة مجاهدي خلق مندوبها إلي قوات البيشمركة و قال لهم: (( مايحدث الآن لا دخل له بنا. نحن نريد منكم ان تفسحوا لنا المجال للعودة إلي مقرنا الاصلي في منطقة العظيم)).
بعد عدة مرات من التفاوض، تم قبول طلبهم. خرجوا من المدينة دون ان يتعرضوا إلي أي أذي. بعد الخروج من المدينة و فور العبور من جسر " آوه سبي " قصفوا اماكن تواجد الثوار بالدبابات و خلافا للإتفاق ذهبوا إلي سليمان بيك بدل العظيم.
هذا الهجوم اعطي الفرصة لصدام لإعادة تنظيم و ترتيب صفوف قواته حتي يشن هجوما جديدا علي مدينة طوز ذات الاهمية العسكرية و الاستراتيجية. هذه المدينة كانت بوابة الدخول إلي تكريت و من جهة ثانية إلي بغداد. لذلك قام النظام بتحشيد عدد كبير من قواته بأسرع وقت ممكن بقيادة المجرم المقبور اللواء " بارق الحاج حنطة " قائد القوات الخاصة في جيش صدام. من جهة أخري تم ارسال المجرم علي حسن المجيد إلي هذه الجبهة للإشراف علي العمليات. بعد تحرير مدينة كركوك في الواحد و العشرين من آذار عام 1991، هرب من الناس باستخدام طائرة مروحية.
بدأت معركة طاحنة و غير متكافئة بين قوات صدام و عناصر مجاهدي خلق من جهة و القوات البيشمركة، سلطان حميد، كاك صالح محمد حسين، نادر مجيد جوامير، احمد زرداوي، شكر قلابي، آزاد رشيد، رمزي حسين، كريم صابر و كريم خليل من جهة أخري. بعد ان فتحت القوات البعثية و عملائها نار المدفعيات علي المدينة، استشهد اكثر من 200 مواطن غالبيتهم من النساء و الاطفال. كان يستخدم العدو في هذه الهجمات، مخازنه للعتاد بالقرب من مطار حليوه الذي يقع 15 كيلومتر جنوب غربي المدينة.
بعد هذا الهجوم تقسمت المدينة إلي عدة جبهات دفاعية:
1 – عثمان حاجي محمود
2- طريق تكريت الغربي، بإشراف الشهيد طيب شفيق
3- طريق بغداد جنوبي المدينة، بإشراف الشهيد مجيد طوزي و جبار ملا علي.
4- جبهة مشرع صدام بالقرب من السايلو، بإشراف الشهيد حمه آخه.
5- طريق كركوك شمالي المدينة، تحت اشراف سيد ملا سعيد احمد مجيد.
6- جبهة مرتفعات هنجيرة شرقي المدينة، تحت اشراف عباس و الشهيد محمد طوزي.
7- جبهة مقالع الملح، تحت اشراف سلطان محمد.
اما القوات العسكرية النظامية التي استخدمت من قبل صدام فهي: لواء 62،65،68 ، القوات الخاصة و وحدة النخب (الكوماندوس) التابعة للواء الثاني، قوات التدخل السريع، و وحدات من قوات حرس الحدود و الجيش الشعبي بالإضافة إلي جماعة مجاهدي خلق.
للمزيد من المعلومات يمكنكم الرجوع إلي صحيفة قنديل العراقية (2005)، شعلة الانتفاضة في محرقة مدينة طوز لكاتبه عثمان حاجي محمود ( دار لجنة الاعلام التابعة للمركز الثالث للإتحاد الوطني الكردستاني)و جرائم منظمة مجاهدي خلق في العراق، تأليف جاسم البياتي.