منى حسين نجاد لمريم رجوي: شقيقتي الكبرى في مخيم ليبرتي لم أرها طيلة عمري
وجهت فتاة منى حسين نجاد رسالة عبر موقع "أشرف نيوز" قالت فيها أنها لم ترى شقيقتها الكبرى التي تتواجد في معسكر ليبرتي طيلة عمرها"، مطالبة زعيمة منظمة خلق مريم رجوي بفك القيود والمضايقات عن سكان المخيم في اتصالهم بعوائلهم حتى تنتهي هواجس القلق لدى العوائل من أحوال أولادهم وأقاربهم.
منى حسين نجاد: شقيقتي الكبرى متواجدة في مخيم ليبرتي ببغداد لم أرها طيلة عمري
السيدة مريم رجوي‘
بعد التحية‘ إني منى حسين نجاد البالغة من العمر 31 عاما‘ كنت رضيعة أبلغ من العمر 10 أيام فقط حين تم فصلي عن حضن امي وعن حليبها وسط بكاء ونحيب مستمرين وتركوني وحيدة عند جدتي بطهران‘ ثم انتقل والدي ووالدتي مع شقيقتي الكبرى بسرية إلى خارج إيران هربا من بطش النظام الإيراني وذلك ضمن عدد كبير من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الآخرين آنذاك أي قبل واحد وثلاثين عاما. إنني البنت الصغرى للمجاهدة الشهيدة فريدة كريم زاده والشقيقة الصغرى للمجاهدة زينب حسين نجاد من سكان مخيم الحرية (ليبرتي) مقر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في القرب من مطار بغداد.
لقد بكيت لسنوات عجاف تلهفا لرؤية والدتي متطلعة لحضنها الحميم المعطر بحنان الأمومة وهو الحضن الذي لم أجربه إلا لعشرة أيام فقط‘ فبقيت متلهفة متحسرة بلوعة الشوق إلى رؤيتها لأول مرة في عمري حتى بلغت من العمر 18 عاما فاكتشفت أنني فقدت والدتي قبل سنوات وانتهى حينها أملي برؤيتها.
واليوم أنا أتساءل من جديد هل سينتهي أيضا أملي برؤية شقيقتي الوحيدة زينب التي لم أرها قط في حياتي؟. أذكر أنه عندما كنت مراهقة كنت أتمنى لو كان والداي اصطحباني أنا أيضا معهما وكنت أقول بنفسي: طوبى لأختي زينب إنها تعيش مع ماما وبابا ولكني لم أكن أعلم أنها وبعد استشهاد والدتنا أصبحت تعيش تحت رعاية أشخاص وعائلات لا قرابة بيننا وبينهم وكبرت بمشقات ومصاعب عديدة‘ فأصبحت أقول يا ليت أنهما لم يأخذا زينب معهما وتركاها هنا لنعيش ونكبر معا ونتقاسم أفراحنا وأحزاننا.
السيدة رجوي‘
إنني لم أر شقيقتي زينب ولم أعانقها في حياتي وعمري اليوم أكثر من ثلاثين عاما بل لم أسمع خبرا عنها وعن سلامتها خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي تعرض لها مخيما أشرف والحرية (ليبرتي) في العراق وليست عندي أية معلومات عن أحوالها‘ وأتساءل هل يمكن لسيادتك وبصفتك القيادية العليا لمنظمة مجاهدي خلق أن تأذني لها بالاتصال بي لأسمع صوتها على الأقل وأتأكد من سلامتها وصحتها؟ أو أن تسمحي لنا بأن نلتقي معا ونتعانق لأول مرة في حياتنا حتى أشم منها رائحة أمّنا الشهيدة لأنها قد كبرت وترعرعت لسنوات عديدة في حضنها.
لا أعرف ما إذا كان النضال الدؤوب ضد نظام الحكم القائم في إيران قد أبقى في قلبك شيئا من عواطف الأمومة ونزعة الحب التي تربط الأخت بالأخت. فإن كان قد بقي شيء منها فيك فطبعا يمكن لك أن تتفهمي شعوري وإحساسي. لقد سافرت إلى بغداد قبل عام وطلبت من المسؤولين في منظمة مجاهدي خلق عبر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ووزارة حقوق الإنسان العراقية السماح لي بلقاء شقيقتي زينب أو على الأقل أن أراها ولو عن بعد. وقبل موعد إقلاع الطائرة من مطار بغداد المجاور لمخيم الحرية (ليبرتي) ذهبت إلى باب المخيم ولكن المسؤولين في المنظمة لم يسمحوا لنا باللقاء وحتى برؤية بعضنا البعض فرجعت إلى وطني بعيون دامعة.
السيدة رجوي‘
في الختام اسمحي لي أن أطلب منك ما يلي:
1 – توفير الإمكانية لأختي زينب حسين نجاد من سكان مخيم الحرية (ليبرتي) لتتصل بي في أقرب الآجال حتى أطلع على سلامتها وصحتها.
2 – أن لا تسمحي بأن يكون انتظاري طيلة حياتي لرؤية أختي ومعانقتها انتظارا لا ينتهي لا سمح الله مثل انتظاري لرؤية أمي.
3 – أن تقوموا بفك القيود والمضايقات عن سكان المخيم في اتصالهم بعوائلهم حتى تنتهي هواجس القلق لدى العوائل من أحوال أولادهم وأقاربهم.
مع جزيل شكري المسبق لسيادتك.
منى حسين نجاد
2 شباط (فبراير) 2014