في مقال سابق واشارة للاجتماع الصوتي لرجوي مع ساكني مخيم ليبرتي ذكرنا انه قد اكتفي بعرض صورة قديمة له تعود لـ(15) سنة سابقة. الأخبار تفيد انه وفي هذا الاجتماع عرض رجوي صورة شخصين وهم في حالة عراك احدهما طرح ارضا على ظهره والثاني جالس على صدر المطروح ممسكا برقبته وحول هذه الصورة قدم رجوي توضحا قائلا انه هو الشخص المطروح على ظهره ارضا ولنهوضه وتغلبه على خصمه هو بحاجة للمساعدة. لقد اعلن بصراحة انه إن كان هناك من يساعده فسينهض والا سيقضى عليه وينتهي امره. وجه خطابه لساكني ليبرتي طالبا منهم المساعدة للتغلب على خصمه ليعود ويقف على قدميه من جديد.
بعد الاجتماع دارت احاديث كثيرة فيما بين الافراد، فهناك من سأل ما الذي يمكن استخلاصه من احاديث مسعود رجوي؟ هل يريد رجوي ان يقول انه قد وصل اخر المطاف؟ ما المساعدة التي يمكن ان يقدمها له المحاصرون والمحتجزون في مخيم ليبرتي؟ هل ان المخاطب جهة اخرى ويقصد طلب المساعدة من امريكا والغرب؟ انه وخلال الثورة الايدلوجية والطلاق التنظيمي كان قد قال لاتباعه إن وضعوا انفسهم تحت تصرفه سيكون بامكانه الاطاحة بالنظام الايراني وطبعا في الاجتماعات المعروفة بالحوض كان قد تحدث انه وللتحقيق النصر على الجمهورية الاسلامية انه بحاجة لدعم واسناد احدى الدول الكبرى. هل ان خطابه هذا الحاقا باحاديثه تلك؟ حتى ان البعض تسأل وقال لماذا لايأتي رجوي للمقر ويعلن انه قد وصل طريقا مسدودا ويسرح افراده ويريح الجميع.
رجوي ولرفع معنويات افراده وألهائهم واشغالهم في ليبرتي قد اصدر امرا بالنوم في خنادق متباعدة ما ادى لاستياء الكثير منهم. في اجتماعه ذكر انه يعلم ان هذا الامر سيؤدي لاصابتهم بالبرد وسيعانون الصعوبات لكن تحمل هذه الصعوبات يتبعه انتصارات الانبار والرمادي والفلوجة وسورية وتركية وان جميع الحركات في العالم قد اتخذوا منه ومن زمرته نموذجا. وفي مجال النوم في الخنادق قد ابتدعوا شعارا: "الكيس، الخندق،… عوامل الاطاحة بالنظام".
رجوي وفي احاديثه ابدى وجهة نظره حول مصر قائلا ان ثورة مصر (يقصد انقلاب العسكر) قد تأثرت بالمقاومة الايرانية حيث قام الشعب المصري بازالة الاخوان المسلمين (التيار الاصولي المشابه للجمهورية الاسلامية) وزعم ان مقاومة الشعب الايراني (يقصد زمرة رجوي) قد نبّهت مصر. هنا سؤال يطرح نفسه وهو ان هذه المقاومة بجميع هذه الكرامات وهذه الانتصارات في جميع انحاء العالم لماذا بقيت الى جنبه عاجزة؟
يبدو ان رجوي وفي جميع الاحوال لايتخلى عن مغامراته ومكائده وحياكة الدسائس ولايرتاح له بال ما لم يقدم حياة جميع افراده هباء ادراج الريح. وهو لايزال في نومه ويتصور العودة مرة اخرى الى معسكر أشرف ليرجع الى عصر صدام حسين الذهبي هو وزمرته.
في هذا المجال يجدر بالمنفصلين عن الزمرة وعوائل ضحاياه الالتفات للظروف الصعبة والخطرة التي تهدد حياة ساكني ليبرتي وعدم الوقوف مكتوفي الايدي والسعي لانقاذ هؤلاء قرابيين الزمرة باية طريقة ممكنة.