قال العضو السابق المنشق عن منظمة خلق الإرهابية محمد رزاقي فصل العلاقة بين قيادة المنظمة وقاعدتها فإن ذلك يعني إنهيارها حتى لو بقيت في العراق، مؤكداً ارتكاب المنظمة جرائم بحق العراقيين.
وأوضح رزاقي في حوار مع موقع "أشرف نيوز" أنه كان شاهد عيان على جرائم قيادة المنظمة ضد الأكراد في شمال العراق أثناء انتفاضة عام 1991، واصفاً زعيم المنظمة المتخفي عن الأنظار مسعود رجوي بـ"الجبان".
وعن مكان تواجد مسعود رجوي، قال المنشق محمد رزاقي "مسعود رجوي وفي صفاته الشخصية شخص جبان للغاية يحب حياته أكثر من أي شيء آخر فهو بحث ويبحث دوما عن مخبأ له ولو كان جحر الجرذ ولكني أعتقد أنه مختلف في الأردن".
نبذة عن السيد محمد رزاقي:
السيد محمد رزاقي هو من الأعضاء القدامى لمنظمة مجاهدي خلق والذي انفصل عن المنظمة في عهد الاحتلال الأمريكي للعراق وكان في سجن القوات الأمريكية لمدة 4 سنوات وتعرض للتعذيب على أيدي القوات الأمريكية الحارسة لمعسكر أشرف حتى انتقل إلى فرنسا من قبل الأمم المتحدة وذلك بعد أن كان قد سجن في معسكر أشرف وتعرض للتعذيب على أيدي عناصر مخابرات المنظمة، وهو مقيم الآن في فرنسا. وكان السيد رزاقي شاهد عيان على جرائم قيادة المنظمة ضد الأكراد في شمال العراق أثناء انتفاضة عام 1991.
فأجرينا معه المقابلة التالية:
أشرف نيوز: أين يتواجد مسعود رجوي زعيم منظمة خلق الإرهابية؟
محمد رزاقي: إذ إن مسعود رجوي وفي صفاته الشخصية شخص جبان للغاية يحب حياته أكثر من أي شيء آخر فهو بحث ويبحث دوما عن مخبأ له ولو كان جحر الجرذ ولكني أعتقد حسب رأيي الشخصي أنه مختف في الأردن لعدة أسباب ودلائل:
الأول أن رجوي وفي عهد النظام الصدامي البائد كان يستخدم الأردن كرأس جسر رئيسي له يربطه بأوربا وهو كان قد اشترى مباني في الأردن اضافة إلى شركات تجارية أردنية فيها أسهم استثمارية للمنظمة، كما إن جميع السلع التي كانت المنظمة تشتريها من البلدان الأوربية كانت تستوردها إلى العراق عبر الأردن.
الثاني أن رجوي كان على صلة منذ القدم بنواب في البرلمان الأردني يوالون صدام حسين.
الثالث أن الأردن كان الدولة العربية الوحيدة التي واصلت علاقاتها الوثيقة مع العراق بعد حرب الكويت في عهد صدام حسين.
الرابع أن لإسرائيل تواجد نشط في الأردن فلذلك يمكن لرجوي توفير إمكانيات الأمن لنفسه عن طريق عناصر متواجدة في الأردن تربط بينه وبين إسرائيل.
الخامس أن رجوي كان منذ القدم أي منذ عهد صدام على علاقة وثيقة مع أجهزة المخابرات والأمن الأردنية وكان ولا يزال يتعاون معها بما في ذلك في تبادل المعلومات.
السادس أنه لا توجد هناك علاقات سياسية واقتصادية حميمة ومتماسكة بين الأردن والنظام الإيراني إذن يصبح رجوي في الأردن مطمئن البال بسبب عدم وجود قوي ونشط للنظام الإيراني في هذا البلد.
أشرف نيوز: هل تعتقدون ان مصير منظمة خلق هو الانهيار بعد خروجها من العراق؟
محمد رزاقي: يمكن لي القول بكل تأكيد وإيقان أنه إذا فقد تنظيم رجوي انسجامه وترابطه بين رأسه وقاعدته فسوف يتسارع نحو الانهيار وذلك سواء كان في العراق أو في خارجه. ففي الوقت الحاضر تمسك قيادة زمرة رجوي مقاليد السلطة والسيطرة على الأعضاء وأفراد قاعدتها البؤساء فإن تم فصل العلاقة بين قيادة تنظيم رجوي وقاعدته فسينهار التنظيم حتى في العراق.
علما بأن قيادة زمرة رجوي تحاول جاهدة لتمنع من هذا الانهيار ولهذا السبب تعمل بكل إمكانياتها ولوبيها في العراق وخارجه خاصة في أوربا وأميركا على البقاء في العراق لأنها قادرة على فرض السيطرة على الأعضاء في العراق أكثر من أي بلد آخر، كما شهدت ألبانيا انفصال أكثر من نصف عدد المنقولين إلى هناك من مخيم ليبرتي في العراق عن صفوف المنظمة.
نعم، لو كانت الإمكانية متوفرة في العراق للأعضاء لكي لا يبقوا تحت سيطرة قيادة الزمرة ولو كانت إمكانية ارتباطهم واتصالهم بخارج التنظيم وخاصة بعوائلهم وبالمجتمع العراقي متوفرة لهم في العراق لانهار تنظيم الزمرة حتى في العراق ذاته فما بالك بأنه إذا تم نقلهم إلى خارج العراق.
ولكني وحسب رأيي الشخصي أرى أن تنظيم زمرة رجوي سوف ينهار عاجلا أم أجلا لأن رجوي وبسبب ما ارتكبه من جرائم بحق الشعبين الإيراني والعراقي وكذلك بحق أعضاء المنظمة بالذات فلا يمكن له أن يواصل هذه الحالة الراهنة باللجوء إلى الخداع والدجل. إن انهيار زمرة رجوي سيحصل وسيتم في الواقع الملموس على أي حال لأن هذا هو حكم الله المتجسد في حكم التاريخ وحكم قوانين الطبيعة.
أشرف نيوز: هناك معلومات عن ان قيادة منظمة خلق تلاحق المنشقين والمنفصلين عن المنظمة في الخارج؟
محمد رزاقي: نعم، هذا صحيح لأنه وبوجه خاص يعمل كل من مسعود رجوي وزوجته مريم قجر بشخصهما جاهدين على إسكات صوت المنفصلين والمنشقين عن صفوف المنظمة أي إجبارهم على التزام الصمت. إني وبشخصي تعرضت مرات عديدة في باريس للتهديد بالقتل من قبل كوادر لزمرة رجوي كما تعرضت للهجوم مرات عديدة من قبلهم مع آخرين من المنشقين عن المنظمة خلال مظاهرات أو نشاطات مسالمة نظمناها بتصريح رسمي وقانوني من السلطات الفرنسية للكشف عن الطبيعة الإجرامية لهذه الزمرة وهم عناصر وكوادر تدربوا على الأعمال الإرهابية والاغتيال والتصفية لدى مدربين تابعين للحرس الجمهوري وفدائيي صدام في عهد النظام البائد ثم هربوا إلى فرنسا برفقة مريم رجوي قبل سقوط صدام حسين.
كما ومن الضروري أن أؤكد أن مريم رجوي المقيمة في ضاحية أورسورأوايز الباريسية هي التي تكلف فرق الإرهاب هذه مباشرة بمهمة ضرب وشتم وقتل المنشقين عن زمرة رجوي وكل هذه الهجمات تتم بأمر مباشر صادر عن مريم رجوي وبتوجيه وقيادة منها.
أشرف نيوز: هناك معلومات عن مشاركة عناصر منظمة خلق في قتل الأكراد، كم عدد القتلى وفي أية مدينة تحديدا؟
محمد رزاقي: نعم، مباشرة بعد انتهاء حرب الخليج الثانية أو حرب الكويت في عام 1991 انطلقت قوات البيشمرجة الكردية في العراق من الشمال باتجاه بغداد فقام رجوي بتحريك قواته نحو كردستان العراق لمواجهة القوات الكردية وسد طريقها ومنعها من الزحف نحو بغداد.
فوقعت أولى المواجهات في مدينة طوزخورماتو حيث قتل أكثر من مائة من قوات بيشمرجة الكردية والمواطنين الأبرياء على أيدي قوات زمرة رجوي التي فتحت النار وبدباباتها على منازل في المدينة المذكورة.
كما هاجمت مدرعات زمرة رجوي حافلة صغيرة تقل المواطنين العاملين في مبنى مركز لتربية الدواجن بين مدينتي طوزخورماتو وسليمان بك وهي تحاول إبعادهم من منطقة المواجهة فقتل جميع ركاب الحافلة على الفور نتيجة هذا الهجوم الإجرامي.
وهاجمت قوات زمرة رجوي جميع قوات البيشمرجة الكردية في قرية "شيخ بابا" بالقرب من مدينة جلولاء العراقية الحدودية وقتلوا عددا كبيرا من تلك القوات في القرية المذكورة.
هذا وهاجمت دبابات زمرة رجوي مدينة كلار الكردية فقتلت مواطنين أكراد وحتى شنت الزمرة هجوما على المدينة المذكورة بالمدفعية وصواريخ كاتيوشا.
كما جرت اشتباكات عنيفة على جولتين في مرتفعات مورفاريد بكردستان العراق بين قوات زمرة رجوي وقوات البيشمرجة الكردية أسماها رجوي بسلسلة عمليات مورفاريد وامتدت رقعة عمليات قتل الأكراد هذه من المناطق القريبة من مدينة كفري إلى مدينة الخانقين العراقية الحدودية.
أما عدد الأكراد الذين قتلوا خلال سلسلة العمليات هذه على أيدي قوات رجوي فبلغ مجمله أكثر من ألف شخص حسبما قال شخص مسعود رجوي أمام اجتماع داخلي للتنظيم سمي بالاجتماع الخاص لتحليل عمليات مورفاريد كما وقع 50 من الأكراد في الأسر على أيدي قوات رجوي كانوا يحتجزونهم في معسكر أشرف آنذاك حتى تم إعادتهم إلى الاتحاد الوطني الكردستاني ضمن تبادل الأسرى بين الجانبين.