عرضت قناة العربية قبل فترة برنامج وثائقي تحت عنوان " مجاهدي خلق صراع من أجل البقاء " و تحدث فيه عدد من الشخصيات عن هذه المنظمة و تاريخها و مما يجري فيها الان و عمالتها للغرب و الولايات المتحدة الامريكية. اليكم بعض ما جاء في هذا البرنامج :
منظمة مجاهدي خلق تدعي لها دور كبير فيما تسميه الكشف عن برنامج ايران النووي و اعطاء معلومات للغرب عن نشاطات ايران لكن في المقابل يقول مستشار البيت الابيض اثناء الثورة الاسلامية و مسؤول مجلس الامن القومي الامريكي السابق البروفيسور جيري سيك و هو يشكّك بقوة بمصداقية مجاهدي خلق :
في السابق وفي الشأن العراقي أشبعونا بكثير من المعلومات المغلوطة في محاولة لشد انتباهنا ولدفعنا كي نفعل ما فعلناه حتى الآن، صدقنا ما قالوه وعانيت شخصياً من صعوبة بالغة في استيعاب كيف يمكن لأي كان أن يقف بجرأة أمام الجميع ويقول من جديد أن علينا أن نفعل ما فعلناه مرة ثانية. عندما يتحمس بعض الأشخاص حيال هذه القضية أدعوهم بالرجوع إلى تاريخ هذه المنطقة وسلوكها وكيفية انجازها لكل ما حققته حتى الآن, لكنني ببساطة لا أستطيع أن أفهمها إذ أجد صعوبة في تفسير السبب الذي يبعث بالحماس لصالح هذه الجماعة.
يقول المعلق في العربية : لجماعة مجاهدي خلق تاريخ غير عادي فهي كما يصفها بعض الكتّاب والمؤرخين حركة يسارية عسكرية, شاركت في الثورة الإيرانية عام 1979 التي أطاحت بالشاه, ولكن عندما سيطر علماء الدين على الحكم بدأت الجماعة بمحاربة النظام الجديد, ونفذت عمليات تفجير واغتيال عدد من كبار رجال الدين. قامت الجماعة في الثمانينات بنقل قاعدتها العسكرية إلى العراق تحت قيادة صدام حسين آنذاك, ومن هنا في معسكر أشرف أطلق مجاهدي خلق عدداً من الهجمات عبر الحدود العراقية الإيرانية, ونجحوا في تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات داخل الأراضي الإيرانية, لكن الأيام الذهبية للجناح العسكري لمجاهدي خلق قد ولت منذ زمن طويل, حيث بقي أقل من ثلاثة آلاف مقاتل في أحد المعسكرات التي تحرسها حالياً القوات الأميركية, والأكثر من ذلك أن تاريخ الجماعة الذي اتسم بالعنف وضعها رسمياً على قائمة المنظمات الإرهابية التي أعدتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واستراليا. رغم هذا كله تواصل منظمة مجاهدي خلق عملها السياسي في أوروبا كما تواصل حملتها المعارضة.
وهناك من يشاركها الرأي من بعض القوى النافذة في الغرب التي تصغي باهتمام إلى هذه الأصوات رغم تشكيك البعض في مصداقيتها، الداعم الرئيس لمجاهدي خلق في واشنطن هو المؤسسة الفكرية المشكلة حديثاً باسم لجنة السياسة الإيرانية التي يرأسها مسؤول سابق في حكومة ريغان هو ريموند تانتور.
تغيير النظام الإيراني
يعتقد ريموند تانتور(( إن ساعة تغيير النظام الإيراني قد حانت, لكن هذه الساعة لم تبدأ بالعمل حتى الآن)). تضم لجنة السياسة الإيرانية التي شكلها تانتور مجموعةً من مسؤولين سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية, وتحرص على المشاركة في منتديات عدة سواء في مقر الحكومة الرسمية أو غيرها، والهدف محاولة إقناع الحكومة الأميركية أن مجاهدي خلق قادرة على تحقيق هدف تغيير النظام. يقول ريموند تانتور نحن لم نختر مجاهدي خلق لكن خبر تشكيلها جاءنا كصدمة قوية. اما علي صفوي عضو مجلس المقاومة في منظمة خلق يدعي ان المنظمة تنوي اقامة حكومة علمانية ديمقراطية. الحديث عن علمانية الدولة واختيار مريم رجوي رئيساً للجماعة الإيرانية المعارضة أمور تثير الشكوك لدى البعض.
يقول بروفسورجيري سيك فإن أصول حركة مجاهدي خلق أثناء الثورة الإيرانية كانت بعيدةً كل البعد عن الديمقراطية. هناك أيضاً من يكونوا يتحدثون عن الديمقراطية، كانوا يتحدثون عن النفوذ ومن سيتولى السلطة، ولم يكن هناك بالتأكيد أي مؤشر واضح من موقعي في البيت الأبيض على أن هذه الجماعة تحاول بأي شكل من الأشكال أن تجلب الديمقراطية إلى إيران، كل ما كانوا يفعلونه هو محاولة للتخلص من السلطة الحالية وأن ينصبوا أنفسهم في مكانها، وأعتقد أن هذا يصف إلى حد كبير ما كانوا يفعلونه منذ ذلك الحين.
أما مسعود خدا بنده وهو عضوٌ سابق في مجاهدي خلق فيقول إنها ليست فقط غير ديمقراطية بل هي أيضاً جماعة تعمل في داخلها مثل الطوائف الدينية المتشددة، كان مسعودة خدا بنده الذي يقيم حالياً في المملكة المتحدة عضواً رفيع المستوى لمدة 15 عاماً.
مسعود خدا بنده : لديهم قائد ذو شخصية مميزة، ويستخدمون أساليب سيكولوجية في إقناع الناس والمحافظة على ولائهم، الثروة دائماً في خدمة القائد وليس الشعب، يحاولون دوماً الحصول على المال من الشعب وإبقاء المال معهم، وهم يعزلون الناس عن ماضيهم وعن أسرهم وهم شديدوا التزمت، ومنهم مريم ومسعود وأنا شخصياً كوني حارسه الشخصي.
انتقادات منظمة خلق من داخلها
عمل خدا بنده كحارسٍ أمني مع قيادات مجاهدي خلق في العراق لكنه غادر بعد شعوره بخيبة الأمل، ويعتبر الآن واحداً من أشد منتقدي هذه المنظمة.مسعود خوذا بياندا: في وقت لاحق جاءت جلسات الاعتراف الذاتي التي تمثل بدورها أيضاً طقوساً طائفية، حيث يجب عليك أن تأتي يومياً لحضور الاجتماع وتشرح للحضور ما تفكر به أو حتى ما كنت تحلم به أو لم تحلم به، ثم قد يلمحون بأن عليك أن تكذب أو شيء من هذا القبيل، وبالتالي يتم توجيه جهد جماعي تجاهك كي تصل إلى حالة النقاء التام.
يسأل مراسل العربية آن زوجة خدابنده : هل ترتدي جميع النساء(في المنظمة) غطاء الرأس أو الحجاب؟ آن : نعم الغطاء جزء من الملابس.
زوجة مسعود خدابنده آن هي أيضاً كانت عضوة في المنظمة على مدى سبع سنوات، دفعها للانضمام صديق إيراني إضافةً إلى اهتمامها الشخصي بالإسلام.
تقول آن: أصبحت عضواً كاملاً عام 1990، وبعد إضراب عن الطعام لمدة أسبوعين كنت في قمة اقتناعي، وبالتالي كرست نفسي لهذا العمل وتم تشجيع هذا الإخلاص، وقيل لي في مرحلة مبكرة إن ما علي فعله هو اختيار القائد وإتباع هذا القائد، ولن أكون مضطرة إلى اتخاذ القرارات وكان ذلك القائد في النهاية مريم رجوي.
يقول كل من مسعود وآن أنه من أجل تشجيع الولاء للقيادة كانت الجماعة تحث على إضعاف العلاقات الأسرية.
آن : عندما يأتي الأمر لتكون في حركة لتحرير المرأة لا ينطبق عليها سوى العكس، فهم لم يفعلوا سوى فصل النساء قسرياً عن أبنائهن كما أجبرنا على طلاق أزواجهن، وفرضوا عليهن التخلي عن أي تفكير في تكوين أسرةٍ عادية وعلاقات أسرية طبيعية، لقد حرمن حتى من علاقاتهن بأقربائهن من الأعضاء في التنظيم، يمكنك الالتقاء بهم لكن ليس كأقرباء، ولا يسعنا أن نتعامل مع أقربائنا أكثر من علاقتنا بمريم رجوي.
ترفض قيادة مجاهدي خلق هذه الادعاءات و تقول ان خدابنده يعمل للمخابرات الايرانية، التهمة التي ينفيها هو بدوره، لكن التهمة الأكثر خطورة هي تلك المتعلقة بعلاقة مجاهدي خلق مع نظام صدام حسين خلال السنوات الـ 15 التي أمضتها في العراق، و الصور و الافلام التي نشرت مؤخراً تظهر مسعود رجوي زوج مريم رجوي والرجل الثاني في مجاهدي خلق وهو مع الرئيس العراقي المخلوع و يطلب الدعم.
علي صفوي ينفي تلقي الدعم المباشر من صدام لكن مصادر كثيرة بما فيها الخارجية الأميركية تعارض ذلك, قائلةً إن العراق زوّد مجاهدي خلق بالسلاح كما حصلت الجماعة على المساعدة العسكرية من الإيرانيين في المنفى، ويقول العضو الأسبق في الجماعة مسعود خدا بنده أنه بعد حرب الخليج الأولى عام 1991 طالب طه ياسين رمضان أحد كبار معاوني صدام طلب من مجاهدي خلق مساعدة العراق في قمع الأكراد.
قرية كردية دمرها مجاهدو خلق عن بكرة أبيها
مسعود خدابنده : كيف جرت الأمور؟ حسب ما أتذكر في اجتماع مع طه ياسين رمضان الذي كان مؤيداً لمقاتلي مجاهدي خلق والذي أفرط في مدحه بولائهن, قام رمضان بتقسيم القوات أنه لم يعد لديه كثير من الجنود بعد حرب عام 1991 وبقي لديه قوات تكفي فقط لقمع انتفاضة الجنوب، وبالتالي ترك الشمال بين يدي رجوي. سويت القرية بأكملها في الأرض، القرى العراقية صغيرة وبنحو 20 دبابة تخيل مدى الدمار الذي يمكن أن يحدث، لكن القرية سويت بالأرض عمداً. عندما مررت أمام الدبابات مجاهدي خلق كانوا هناك وهم يحتفلون بالنصر.
يقول مسعود أيضاً إنه أثناء عمله مع مجاهدي خلق كان أعضاء المنظمة يتلقون دروساً ضد الإمبريالية والدعاية الأميركية، وهو يعتقد أنهم يحاولون الآن أن يستبدلوا جلدهم ويضعوا قناعاً غربياً جديداً خاصةً عندما ذهبوا إلى العراق لم يكن في حسبانهم أن صدام سيسقط في يوم من الأيام, لذلك صرحوا علناً بعدائيتهم ضد الغرب طوال سنوات اعتمادهم على نظام صدام، وبالتالي فإن الوجه الديمقراطي الذي رأيناه عليهم كان كاذباً.
معلق العربية : بينما تقول منظمة مجاهدي خلق ومؤيدوها إنه لا يوجد ما يخجلون منه في تاريخ الحركة, يقول الخبراء إن هذه ليست صورة الحركة في وطنها.
يقول البروفيسور جيري سيك إنهم بالتأكيد مكرهون وما من خلاف حول ذلك، ينظر الناس إليهم كمنافقين وخونة وأنهم التحقوا بأعداء إيران ليحاولوا الإطاحة بالحكومة.
التعليق الصوتي: بالنسبة لجماعة تدعي أنها قادرة على دفع الشعب الإيراني إلى الثورة والإطاحة بالحكومة ما زال افتقارها إلى الشرعية الدولية يشكل أكبر همومها، ما حجم الدعم الذي تحظون به في إيران؟علي صفوي: حسناً أنتم تعلمون أن حركتنا تدعو منذ يومها الأول إلى إجراء انتخابات حرة تحت مراقبة الأمم المتحدة، أعتقد أنه لو أجريت مثل هذه الانتخابات فمن دون شك ستحصل حركتنا على غالبية الأصوات.منظمة مجاهدي خلق مكروهون ومنبوذون في إيران.
علي صفوي يدعي لو تجري انتخابات في ايران المنظمة ستحصل علي غالبية الأصوات لكن دوخي فصحيان تنفي ذالك و تقول (( إن الادعاء بأن مجاهدي خلق سيفوزون بأي انتخابات إيرانية هو محض افتراء)).
دوخي فصحيان هي المديرة التنفيذية السابقة في المجلس القومي الإيراني الأميركي وهو تجمع غير حزبي، أمضت فصحيان جزءاً كبيراً من التسعينيات في إيران وهي مطلعة جيداً على الساحة السياسية هناك.
هي تقول : هم في الواقع مكروهون ومنبوذون في إيران بسبب مساندتهم العراقيين أثناء الحرب العراقية الإيرانية الطويلة والدائمة, وبالتالي أعتقد أن الإيرانيين داخل إيران يكرهون مجاهدي خلق حتى أكثر من كرههم للإيرانيين الأميركيين, كما أنهم لا يفهمون تماماً كيف يمكن لحكومات ومسؤولين في الخارج أن يدعموا مثل هذه الجماعة غير الديمقراطية التي تتصف بالعنف.
معلومات عن البرنامج النووي الإيراني
بعيداً عن كل هذا
ديفيد أولبرايت عالم فيزياء ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن العاصمة, وهو خبير في برامج التسلح النووي السرية في مختلف أنحاء العالم، وبينما يؤكد أن الفضل في الكشف عن نطنز يعود إلى مجاهدي خلق, فإن الموقع لم يكن فيه أي انتهاك لمعاهدة الحد من انتشار التسلح النووي. زارت الوكالة الدولية للطاقة أحد المواقع ولم تجد فيه شيئاً كان فيه قليل من المعدات المستوردة قالوا إن لها علاقة بالسلاح النووي، وتبين بعد التحليل أن هذه المعدات لم تكن مناسبة للاستخدام في برنامج السلاح النووي، لذا أعتقد أن علينا أن نقرأ بين سطور هذه التفاصيل لنحاول أن نفهم، لكننا على الأغلب لن نفهم شيئاً أو أنها مجرد تكهنات.
معلق العربية : علمنا أيضاً أن الوكالة الدولية درست كثيراً من المعلومات الاستخباراتية الواردة لها من مجاهدي خلق وجناحها السياسي المجلس الوطني، تبين أن بعض المعلومات الأولية حول نشاط ايران النووي كانت صحيحة إلا أن بقية المعلومات ليس فيها أي مصداقية. إن جميع معلوماتهم ترسم صورة عن إيران وكأنها تمتلك برنامجاً نووياً خارقاً.
يقول ديفيد أولبرايت حسب معظم التقديرات بما فيها تقديراتنا ايران ليست بصدد بناء قنبلة نووية.
ريموند تانتور يعتقد لا احد يعرف مدي صحة معلومات مجاهدي خلق فلذا لا يمكن ان التصريح بأن معلومات المنظمة صحيحة.
معلق العربية : تعرف حركة مجاهدي خلق أن المتشددين في واشنطن متلهفون من أجل الحصول على أي معلومات تؤكد شكوكهم حول إيران.
أما مسعود خوذا بايندا أحد الأعضاء السابقين في مجاهدي خلق فهو يعتقد أن الحركة تحاول فقط الصراع من أجل البقاء. هو يقول : إنهم يسعون للبقاء إنهم ينادون بأمر واحد وهو ارفعوا اسمنا عن القائمة, واللعبة النهائية في هذا السياق هي ارفعوا اسمنا عن قائمة الإرهاب واستفيدوا منا.
مراسل العربية يسأل تانتور: أنت لا تقترح أنهم بالضرورة بديل جيد للحكومة الحالية بل أنت تقول إنهم أداة جيدة في يد المصالح الغربية. و هو يجيب: هذا ما سألتني عنه فهم أداة تستغل من أجل المصالح الأميركية وهم متهمون بكونهم أداة بيد الغرب من جانب النظام هذا صحيح. إنهم يرغبون في أن يكونوا جزءاً من الغرب.