اعزى الباحث العراقي الدكتور عبدالخالق حسين، في حوار مع مراسل منظمة هابيليان، سبب بقاء منظمة خلق في العراق طيلة هذه المدة خاصة بعد رحيل النظام الصدامي، هو من اجل تعقيد الوضع العراقي، حيث ان هذه المنظمة هي جزء من التركة الثقيلة للنظام المقبور، مؤكدا ان نظام البعث قد استخدم منظمة خلق في ضرب الانتفاضة العراقية الشعبانية/آذار عام 1991.
نص الحوار:
س: ما سر وجود منظمة خلق على الاراضي العراقية طيلة هذه المدة بعد رحيل النظام الصدامي؟
– جزيل الشكر على هذا اللقاء.
إن سبب وجود منظمة خلق في العراق هو لتعقيدات الوضع العراقي، وهو جزء من التركة الثقيلة لنظام المجرم صدام حسين. فهذه المنظمة الإرهابية تضم عدة آلاف مع عوائلهم، ولأسباب إنسانية من الصعوبة طردهم خارج العراق بدون موافقة الأمم المتحدة وتوفير المكان البديل لهم. ولحد علمي أن الحكومة العراقية فاتحت الأمم المتحدة في هذا الشأن، وأن المنظمة الدولية الآن تبحث عن دول أخرى لقبولهم كلاجئين.
س: ما هي الاهداف المرجوة من تأخير هذه المنظمة على الاراضي العراقية؟
دكتور عبدالخالق: فيما يخص العراق ليست هناك أية أهداف مرجوة، وإنما ولأسباب إنسانية من الصعوبة طردهم دون إعلان دول أخرى قبولهم.
س: هل هناك دول اجنبية واقليمية تمارس الضغط على الحكومة العراقية من اجل بقاء منظمة خلق؟
دكتور عبدالخالق: لا أعتقد ذلك، فأية دولة تحاول فرض الضغط على الحكومة العراقية عليها هي أن تتقبلهم على أراضيها كلاجئين. ولحد وقت قريب وربما لحد الآن، فمنظمة مجاهدي خلق كانت مسجلة في قائمة المنظمات الإرهابية لدى دول شمال أمريكا والوحدة الأوروبية.
س: البعض يتهم منظمة خلق بمساندة تنظيمات داعش الارهابية في الانبار وأيضا في سوريا فهل تتفق مع هكذا رأي؟
دكتور عبدالخالق :نعم أتفق مع هذا الرأي كلياً، فمنظمة داعش هي مؤلفة من فلول البعث، وأغلب أعضائها هم من بقايا جيش الحرس الجمهوري الصدامي، فشكلوا هذا التنظيم باسم إسلامي (الدولة الإسلامية في العراق والشام). ونحن نعرف أن فلول البعث يمارسون إرهابهم منذ سقوط نظامهم الفاشي ولحد الآن تحت أسماء إسلامية وهمية مثل: (جند الإسلام) و(جيش محمد)، و(جيش النقشبندية)، والأن داعش. ولا ننسى أن حكم البعث الصدامي استخدم منظمة خلق في ضرب الانتفاضة العراقية الشعبانية/آذار عام 1991.
س: في حال تولي رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لولاية ثالثة وبحكومة اغلبية فهل سيكون اخراج منظمة خلق من العراق حتميا؟
دكتور عبدالخالق: على الأغلب نعم، لأن في حكومة الشراكة الوطنية كان فيها ممثلون هم امتداد للبعث وإن تحت أسماء أخرى مثل ممثلي (كتلة العراقية)، وكان بعضهم مثل صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء يزور مخيم أشرف (مجاهدي خلق) علناً ويدافع عنهم. فإذا تشكلت حكومة الأغلبية السياسية بقيادة السيد نوري المالكي فربما ستتخلص الحكومة العراقية من هذه العصابات الفاشية.
س: نرى ان بعض السياسيين العراقيين يدعون الى بقاء هذه المنظمة على اراضيهم؟
دكتور عبدالخالق: هذا صحيح، وقد أشرت إلى هؤلاء السياسيين في جوابي أعلاه. أما سكوت منظمات المجتمع المدني فهو ناتج عن كون هذه المنظمات هي الأخرى مدعومة من الجهات التي تدعم منظمة خلق، مستفيدين من الحرية والديمقراطية في العراق الجديد، للدفاع عن هذه العصابات باسم حقوق الانسان وغيرها.
س: هناك قيادات من هذه المنظمة متهمة بقتل العراقيين فكيف الحال معهم اذا اخرجت هذه المنظمة من العراق؟
دكتور عبدالخالق: نعم هناك أشخاص بمختلف المراتب في هذه المنظمة الإرهابية، متهمة بقتل العراقيين وخاصة أيام الانتفاضة الشعبانية عام 1991، ولا أعرف إن كانت الحكومة تعرفهم بالأسماء لكي توجه لهم تهم القتل، ولكن قرأنا في وسائل الإعلام أن منظمة علق كانت قد ساهمت مع القوات البعثية في قمع الانتفاضة وبشراسة.