الموضوع التالي هو خاطرة من بين خواطر لاحد المنفصلين عن زمرة رجوي تتعلق بمعسكر أشرف قبل سقوط صدام حسين.
مباشرة بعد انتهاء اجتماع العمليات الجارية (الاجتماع اليومي لتفتيش العقائد للتحطيم النفسي) وتفرق الافراد ذهبت الى مسؤول الاجتماع وقلت له: "هل بنظرك استخدام الفاظ بذيئة مع الافراد في الاجتماع عملا صحيحا؟ هل يسموح لنا استخدام مثل هذا السباب الذي لايليق الا بافراد السطوح الدنيا في المجتمع؟ أليس في مقرراتنا ان نكون فوق (الوضع العادي)؟ اذن لماذا يسمح استخدام السباب والشتائم في التعامل مع الفرد (الهدف) في الاجتماع الذي هو وفي كل الاحوال اخونا في النضال؟"
مسؤول الاجتماع وهو يحاول ان لا يعيرني اهمية ولا ينظر اليّ قال: "انه يستحق اكثر من هذا بكثير؛ ثم ان الافراد قد راعوه لانني وقفت امامهم ومنعتهم والا لكانوا قد قطعوه اربا اربا".
قلت :"انا اتصور انه ليس بامكاننا التلفظ بالفاظ ركيكة حتى مع المحكوم بالاعدام واهانته. هل من الصحيح ان عنصرا مناضل يدعي انه قدوة المجتمع يستخدم الفاظ ركيكة ضد في النضال؟"
اجابة مسؤول الاجتماع اثارت حيرتي. انه قال "كأنما انتم الاخوة بلغتم من النزاكة والدلال حدا. يجب ان تشاهدوا كيف يتصرفون في اجتماعات مجلس القيادة. يجلس الفرد (الهدف) وتوجه له مالا يتصور من اهانات، فيسمع منهم سباب وشتائم لم يسمعها طوال عمره، وحتى يتعرض البعض للضرب."
قلت :"هل ان هذا بنظرك عملا صحيحا؛" قال: "بالطبع هو صحيح، بغير هذا كيف يمكن مكافحة الانانية وعدم التمييز بين الجنس؟ بغير هذا كيف يمكن المحافظة على ثورة الاخت مريم؟ غيرة الافراد تدعوهم للتصدي لمعارضي الثورة."
قلت: "يمكن توجيه اشد الانتقادات للفرد (الهدف) ومواخذته، لكن لايمكن سبه وشتمه. على اي حال هو اخي في النضال وانا احبه واحترامه واجب عليّ."
المسؤول المعني الذي كان يذهب تخلصا مني عندما سمع هذه العبارة فجأة عاد وقال: "لم افهم ماذا قلت؟ تحب من؟ احترام من واجب؟" ثم وبانفعال استمر قائلا: "الواجب عليكم احترام القائد وشرفه (يقصد مجلس القيادة) فقط وليس شيئا اخر؛ يمنع عليكم حب غير الاخ (يقصد مسعود رجوي). إن كان لديك شعور بحب واحترام لاحد فيجب عليك تبديله بالكراهية سريعا. هذا هو منطق الثورة الايداوجية، هل اصبح هذا واضحا؟".
بالتأكيد لم يكن واضحا. سألت نفسي ما هو تعارض حب اخي في النضال مع حب القائد؟ لكن لحن المسؤول كان بنحو لم اتمكن من البوح مافي صدري ومباشرة قلت: "نعم واضح" ، المسؤول وهو ينظر اليّ بشك وكأنما ينظر لمجنون قال: "اشك بانه واضح. بالاساس انك تعاني من شيء مما جعلك تتعاطف مع الفرد (الهدف). من المؤكد انك على بعد من ثورة الاخت مريم لتدعي الاداب والنزاهة. قال لي ما الذي في جعبتك لتقف امامنا؟ لماذا تحاول ان تعيب ثورة الاخت مريم؟ انك تخاف على نفسك لانك ضد الثورة وتخشى ان ينفضح امرك. انك عنصر غير شريف وضد الثورة تسعى الوقوف امام الثورة لكن هيهات من ذلك، انا وفي الاجتماع القادم ساعطيك حقك".
عضو مجلس القيادة نفذ وعده وفي الاجتماع اللاحق جعلني (هدفا)، وعمل على تحريك الحاضرين بتوجيه السباب والشتائم لي، وتركهم يضربوني على صدري ويبصقون عليّ. عشرات الافراد يصرخون في اذني ووجهوا لي مختلف التهم. ولتهيجهم اكثر ادعى كذبا ان الاخوات في مجلس القيادة يشكون من نظري اليهم. بعد هذا التكتيك الخادع لمسؤول الاجتماع تعرضت لضرب مبرح من قبل الحاضرين، واخيرا يبدو انه بتوسط المسؤول نجوت منهم ولكن ولفترة اشعر بعدم التعادل. وفيما بعد زعم المسؤول انه إن لم يتدخل لكان قد اريق دمي بسبب نظري الى شرف القيادة. في ذلك الاجتماع اجبرت على الاعتراف باني ضد الثورة وخائن بحق القيادة وطلبت الاعتذار.
وفي الاجتماعات التالية كان المسؤول لديه اصرار عجيب لاقوم بتوجيه الاهانات للافراد (الاهداف) وهو يراقبني بكل دقة وعندما لا افعل ذلك يشير اليّ ويقول لماذا انت ساكت ويعطيني اللاقطة لابدأ باهانة نفسي. انا اصبحت كالجماعة كعبيد الروم تعلمت انه وللمحافظة على نفسي يجب ان اركل الاخرين.
اليوم وبعد مرور سنوات على هروبي من هذا الجهاز الجهنمي الوم نفسي على تضييعي لجميع القيم الانسانية مقابل قبول قيادة مسعود رجوي. رجوي يفرغ البشر من وجودهم ويرمي بهم في ارذل الاوضاع. في جهازه يجب على الجميع ان يكره بعضهم البعض وان يعبدوه هو وحده فقط. في منطقه إن يكن الفرد شيء من الاحترام للاهل والاصدقاء فانه خائن بحقه وهو لايقبل بذلك.