مر اكثر من11 سنة على هجوم امريكا على العراق وسقوط صدام حسين وتجريد جيش التحرير الوطني من سلاحه من قبل القوات الامريكية. وفقا للمعلومات الواصلة من داخل مخيم ليبرتي مكان اقامة منظمة خلق في العراق يتضح ان فترة بقائهم في العراق قد طالت ومصيرهم غير معلوم، خاصة بعد سقوط واغلاق معسكر أشرف دمويا مما اوجد جوا من الاستفسارات والشكوك بشكل اخذ كبار مسؤولوا المنظمة الاعلان في تقاريرهم عن حالة الخطر تجاه هذا الوضع واعترافهم ان شعور اليأس تجاه مستقبلهم قد حطم اعصاب ونفسية جميع الافراد من المسؤولين ومجلس القيادة وحتى ادنى مراتب. وفي هذا المجال فان موضوع طول غياب رجوي قد زاد الوضع سوءا واخذ يثير الكثير من الاستفسارات والتساؤلات مما اجبر المسؤولون (ولكي لا يتجرأ احد على طرح الاسئلة) بالصاق عبارة عميل النظام الايراني بكل من يسأل في هذا الموضوع.
الواقع ان منظمة خلق خلال اكثر من 10 سنوات الماضية قد طوت اجواء فوق العادة دراماتيكية التي هي جميعها حاصل السياسات الخاطئة وبسيطة التصور لمسعود رجوي. ليس هناك من يأمل في مستقبل هذه المنظمة فهي من جهة تواجه نهاية قاتلة ومن جهة اخرى طول فترة اختفاء زعيمها وتواريه. لحد الان لم يحدث ان اختفى " قائد مقاومة" كل هذه الفترة ولايظهر امام اتباعه. ان هذا الموضوع قد ترك اثرا سلبيا اكثر من اي شئ اخر على معنويات ساكني ليبرتي الذين هم في حيرة ويأس مطلق.
الافراد يسألون ان مسعود رجوي قد تواجد فترة 5 سنوات في فرنسا و18 سنة في العراق بصورة علنية ما الذي حدث فجأة بحيث اجبر ليختفي بهذه الصورة رجوي الذي كان يزعم انه مستقل وليس له اي ارتباط بصدام حسين وليس وليد الحرب ، اذن لماذا سقط واختفى بسقوط صدام حسين. البعض يقول ان رجوي كان يُسمع صوته دون صورته لكن الان صوته لايسمع ايضا وانما في بعض الاحيان يقرأ المسؤولون بعض الامور نقلا عنه وان موضوع وجوده كزعيم منظمة خلق يثير الشك.
رغم كل المحاولات التي تبذلها منظمة خلق من اجل الا يطلع اعضائها الحاليين شيئا عن المنفصلين عن الزمرة لكن الافراد على اطلاع بالمنفصلين ويتسائلون ويستفسرون عن سبب انفصالهم؟ والجواب الوحيد الذي يتلقونه هو ان هؤلاء الافراد لم يتحملوا مشقة النضال وذهبوا وراء معيشتهم.
وكنموذج وجه سؤال للمسؤولين وهو؛ هل هناك احتمال بالاعلان عن حل التشكيلات ، وفي هذه الحالة هل يتم ذلك دفعة واحدة ام بصورة تدريجية ، لقد عكس هذا الموضوع في تقرير المسؤولين.
امستمرار عقد اجتماعات القمع النفسي وتفتيش العقائد (العمليات الجارية) وغسيل الادمغة وبصورة اشد من قبل في ليبرتي مما حدا بالبعض بفتح جراحاتهم القديمة واحتدت الاجواء، البعض يسأل ليس من العيب ان يقوم رجل مسن تجاوز الـ(70) سنة من عمره في محيط معزول في ليبرتي بالعمل الشاق منذ الصباح ويأتي في الليل ليدلي بما خطر في ذهنه من تصورات جنسية امام الجميع.
الأخبارة الواصلة تفيد انه لاشغال جميع الافراد وزجهم في الاعمال الخدمية ، جعلوا هذه الاعمال دورية لكي يشترك الجميع فيها. الواقع في ليبرتي يختلف عما كان في أشرف ففي ليبرتي لايمكن عزل وتقسيم الافراد بصورة تمنع الاتصال فيما بينهم وهذا ما عقّد سيطرة المسؤولين على القوات والتحكم بهم.
بسبب ضغوط الافراد داخل مخيم ليبرتي بما يخص الأخبار التي تصلهم من جهة واحدة سعت المنظمة ان تنتقي برامج الأخبار من محطات الـ(cnn) والـ (bbc) والجزيرة وتسجيلها ثم عرضها على الافراد ، هذا المقدار من التغيير رغم بساطته فقد ادى لفتح بعض الاذهان نحو العالم الخارج عن نطاق حدود المنظمة وطرحهم الاسئلة والاستفسارات بصورة اكثر.
المصطلحات التي كانت تستخدم في المنظمة سابقا كـ(K2 و N2) اعيد استخدامها من جديد لاهانة وتحقير الافراد، وتبريرهم لهذا هو قصدهم قمع شخصية الافراد (التي تؤدي الى طرح مثل هذه الاسئلة) واراحة بالهم. يقولون للافراد عليهم ان يكونوا مخلصين وذائبين في القيادة ليتمكنوا دون الشعور باي ذنب القيام بعمل انتحاري او قتل الاخرين.
كما ان المسؤولين ونقلا عن رجوي يقولون ان ليبرتي هي ارض العدو ومقاتلي خلق في حالة حرب وكل ما يحدث يصب في اهداف الحرب ولان العدو يرانا فعلينا ان نكون في يقضة وننفذ جميع الاعمال ضمن الاطار الامني. انهم يقولون ان الافراد في خارج المنظمة امثال ممثلوا الامم المتحدة والصليب الاحمر جميعهم عناصر العدو يجب الابتعاد عنهم.
قبل اكثر من ستة اشهر عينت السيدة جين هال لوت من قبل الامين العام للامم المتحدة بصفة مستشارة حول انتقال ساكني ليبرتي الى بلدان اخرى. منذ ذلك الوقت لم يحصل اي تقدم في هذا المجال. في بداية عملها كان لنا لقاءا معها كانت تبدو حازمة وقاطعة في عملها لكن لا نعلم ما الموانع التي واجهتها في طريق عملها بحيث اصابها البرود واخذت تتناسى الوضع تدريجيا.
ان حياة ساكني ليبرتي في خطر حقيقي والتهديد الرئيسي هو مسعود رجوي نفسه وللاسف فان دخان المصالح السياسية الدولية يصيب عيون قرابين ورهائن رجوي وليس هناك من مغيث.
مؤسسة اسرة سحر نيابة عن العوائل المفجوعة مرة اخرى تناشد جميع النشطاء السياسيون والعاملون في مجال حقوق الانسان المساعدة ومد يد العون لهؤلاء اسرى الزمرة الفئوية.