احد الاشياء الذي يعد جريمة وخطأ في منظمة خلق هو امتلاك الفرد مبلغ من المال! وسبب ذلك هو لئلا يفكر الافراد حال امتلاكهم للمال بالخروج من المنظمة والهروب منها. انا وبحكم مسؤوليتي في المنظمة كنت اتردد على المقرات لعدة ايام في الشهر ولاني كنت مسؤول مجموعة كان يوضع شئ من المال تحت تصرفي لشراء البانزين او اي عمل ضطراري اثناء المهمة التي نخرج من اجلها ويجب عليّ بعد العودة من المهمة الذهاب مباشرة الى غرفة المسؤول وتقديم تصفية المبلغ وتسليمه المبتقي منه.
في المنظمة ليس فقط لا يستلم الافراد اي راتب لا بل يجب عليهم حين دخولهم المنظمة تسليم مالديهم من مبالغ الى مسؤولي المنظمة! اتذكر ان رجوي قال في اجتماع ان المال كآفة تأكل مقاتل خلق وعليه يجب ان لا يمتلك اي مبلغ في اي وقت! انذاك لعله لم افكر في سبب ذلك لكن الان بعد مرور سنوات على ذلك اليوم وذلك الحديث كلما اطلعت على خصوصيات الزمرة اكثر فان درك هذا الموضوع ليس بصعب فهذا هو نهج جميع الجماعات الفئوية حيث يستخدمون اي اسلوب لقمع اتباعهم والتحكم بهم! فمثلا قبل الخروج من المقر في اي مهمة يخضع جميع افراد المجموعة المكلفة بالمهمة فردا فردا للتفتيش امنيا وإن كان هناك اية ملاحظات حول اي منهم يحذف من المهمة ولا يُشرَك فيها!
ان اسلوب القمع هذا للاحتفاظ بالافراد يطبق كذلك على الاعمال الاخرى وحتى التدريبات. فمثلا الافراد الذين هم حسب مصطلح مسؤولي المنظمة ضمن حلقة الضعفاء لا يشركون في دورات التعليم المهني التخصصي والذي قد ينفعهم حال خروجهم من المنظمة ويمكنهم الاستفادة منه للحصول على عمل، وكنموذج على ذلك ينتقى افراد للاشتراك بدورة لتعليم قيادة الاليات الثقيلة (لودر ، بلدوزر…الخ) اتذكر ان احد مسؤولي الزمرة اسمه محمد على محتسبي وبأسم مستعار اسفنديار قال لي اني حذفت اسم فلان من دورة التعليم على قيادة السيارات الثقيلة ! سألته لماذا؟ قال لانه ضمن حلقة الضعفاء وغدا اذا ترك المنظمة فبامكانه ان يحصل على عمل بسبب ما تلقاه من تعليم لدينا !!
كلما تأملنا حول التعقيد في عمل الجماعات الفئوية وخاصة جماعات كامثال منظمة خلق ودققنا اكثر نتعرف على ابعاد جديدة وغير انسانية اكثر تنفرد بها قد لانجدها في جماعات اخرى! الواقع انه في منظمة خلق ينتخب يوميا افراد للقيام باعمال مختلفة، فمثلا في وقت طرحت المنظمة موضوع انها تريد القيام بعمليات ضد النظام وفق اسلوب حرب العصابات! فرح الكثير من الافراد لذلك! وسبب الفرح هو اننا نريد القتال والقيام بعمليات عسكرية مرة اخرى. في الحقيقة لم يعد هناك من يتحمل العمل العسكري هذا اولا وثانيا الجميع يعلم ان رمي عدة قذائف او اغتيال عدة شخصيات سياسية لاتغير شئ في النظام ولا تأثر فيه ، بل ان سبب الفرح هو ان الافراد سيتمكنون حين دخولهم الاراضي الايرانية الهروب والذهاب وراء معيشتهم. لكن مسؤولي الزمرة وبسبب ما لديهم من تجربة حول هروب الافراد اثناء تنفيذ العمليات فهم ينتخبون افراد ممن لا غبار عليهم اي انه لا يُشرِكون الافراد الذين يختلفون مع المنظمة او يعارضون مسيرتها ولا يُشرِكوهم في مثل هذه المهمات وانما يمكن الاستفادة منهم في اعمال المطبخ والاعمال الخدمية والردئية حسب تعبير اعضاء المنظمة!