الأخبار الواصلة من داخل مخيم ليبرتي مكان استقرار قوات منظمة خلق في العراق تفيد توسع اجواء التذمر وطلبات الانفصال عن المنظمة بين افراد القوات. يبدو ظهور حالة الشك واستفسارات مكررة في مجال اسقاط النظام ، والمسؤولين والقادة يظهر عليهم العجز بصورة كاملة. احد المسؤولين القدامى عضو في منظمة خلق اكثر من 30 سنة والذي بدا عليه التذمر بشكل حاد اخذ ولعدة مرات يسأل بصورة علنية امام الجميع في الاجتماعات " اذن ما الذي حل باسقاط النظام؟".
حينما اشار مسعود رجوي الى مسائل غير اخلاقية بخصوص قربان علي حسين نجاد(غلام المترجم) الذي ادى هذا الامر حينها الى ظهور سؤال عند الكثير وخاصة المسؤولون والقادة والافراد والذين هم في مستوى حسين نجاد ، انهم سألوا : ما الذي قاله غلام ليظهر على رجوي هكذا رد فعل ، يبدو ان الذنب الرئيسي الذي ارتكبه امثال حسين نجاد ومصداقي والاخرين هو مجرد سؤالهم لمسعود رجوي بصفته (قائد المقاومة) عن موضوع اسقاط النظام. بعض المسؤولين توصلوا الى هذه النتيجة وهي ان مخاطبين رجوي هم اولئك المسؤولون الذين لازالوا في زمرته وبذا اراد ان يفهمهم بان لا يسألوا مثل هذا السؤال او طلب انفصالهم احيانا فسيقابلون بمثل هذا التصرف.
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وليالي القدر عقدت منظمة خلق مجموعة من الاجتماعات مع قواتها في مخيم ليبرتي بث خلالها صوت مسجل لمسعود رجوي. رجوي في بياناتها في تفسير الايات 146 و147 و148 من سورة ال عمران قارن نفسه بعلي (ع) وقارن مريم بفاطمة الزهرا (س) ووضع اعضاء زمرته في مكان المؤمنين الذين هم في ركابه يقاتلون اعداء الاسلام وطلب منهم التحلي بالصبر ووعدهم بان الله يحب الصابرين.
واشارة منه الى ليالي القدر طلب من الجميع ان يكتبوا تقريرا يتضمن خطتهم السنوية مستلهمة من توجيهاته وأكد بان كل تقرير لم يتضمن النتائج والتحاليل المستلهمة من توجيهاته لا يقبل وسيعاد لتصحيحه. انه طالب قواته ان يذكروا في تقاريرهم بعدم التسليم والاذلال ومرة اخرى طرح موضوع (هيهات منا الذلة).
وبحسب ما يذكره الكثير ممن شارك في هذه الاجتماعات ، فان اظهارات رجوي تشير الى توسع اجواء وحسب تعبيره اليأس بين افراد القوات وبهذه الطريقة يريد الاحتفاظ بهم وكحد اقل الى السنة القادمة. زعماء الجماعات الفئوية لايجيبون على استفسارات اتباعهم مطلقا بل يتوسلون بالطرق النفسية لقمعهم وبشكل ما يمحون الموضوع ، انهم وبدلا عن الاجابة على الاستفسارات يعلمون اتباعهم على عدم افساح المجال لخطور اي سؤال في ذهنهم وعدم تجرأهم على مثل هذا العمل.
يجدر التأمل في كلمة مسعود رجوي التي يؤكد فيها :" نحن لسنا في موضوع اسقاط النظام ولن نسمح لاي احد بالتحدث عن اسقاط النظام او السؤال في هذا الموضوع او حتى التفكير به. فكرة اسقاط النظام اخرجوها من رؤوسكم. انا لست مسؤولا عن اسقاط النظام ، انا مسؤول عن فوزكم بالاخرة." بتمسك رجوي في هذه الاجتماعات بالله والقران والرسول يحاول الاحتفاظ بمكانته وقواته لفترة اطول مايمكن وبدلا الاجابة عن اسئلتهم المشروعة سعى لحرفهم عن هذا الموضوع والتطرق في موضوعات اخرى.
الكثير يسأل ما الذي حل بالوعود السنوية لاسقاط النظام؟ وعود مراحل الستة اشهر والسنة والسنتان التي كان يحددها رجوي اين ذهبت؟ وعود الدورة الثانية لرئاسة جورج بوش وسقوط بشار الاسد ونوري المالكي والمسائل الاخرى خلال هذه السنوات التي كان من المقرر ان تؤدي الى اسقاط النظام الايراني الى اين وصلت؟ ما الذي حدث الان فرجوي كان يعد نفسه مسؤولا عن اسقاط النظام والان يتخلى عن جميع ما رفعه من شعارات ويكون مسؤول عن اخرة قواته فقط؟ لماذا اخذ يعطي الوعود عن الاخرة والجنة بدلا عن وعود اسقاط النظام والحصول على السلطة؟ هل ان الافراد الذن التحقوا به منذ البداية وضحوا بكل شئ خلال هذه الفترة كان عملهم من اجل الاخرة والجنة؟
لا زلنا نتذكر ما ذكره مسعود رجوي في اجتماعات شهر رمضان عام 2010م ( قبل 4 سنوات) في تفسير الاية 57 من سورة الانبياء :"نحن قد اقسمنا باسقاط النظام ولن نتراجع عن ذلك مطلقا والان لم تبقى اية جماعة اخرى سوانا في ساحة المقاومة والجميع تخلوا ونحن بقينا فقط لاننا وخلافا للاخرين قد اقسمنا على اسقاط النظام ولازلنا على قسمنا وسنبقى ملتزمين به ". ثم ردد في نفس الاجتماع ثلاث مرات صارخا مصطلح (اسقاط) واشرطة الفديو التي بثها تلفزيون الزمرة مرات عديدة موجودة.
لقد ذكر في تلك الاجتماعات في تفسير الاية 6 من سورة الاحزاب :" ان الرسول اولى بالمؤمنين من انفسهم ونساء النبي هنّ امهات المؤمنين"، يقول لجميع اعضاء المنظمة انكم ابناء مريم رجوي وانها الام الايدلوجية والعقائدية للجميع. علاوة على النظر لمريم بهذا المنظار فان جميع قيادة المنظمة ينطبق عليهنّ هذا الحكم ويجب النظر اليهنّ بهدا المنظار وجميع مجلس القيادة هنّ كمريم" ، وذكر ان جميع ذلك هو من مستلزمات اسقاط النظام ، وان تأكيده على الثورة الايدلوجية والعمليات الجارية وتسليط النساء وغيرها من امور هو انه لم يعد هناك طريقا اخر لاسقاط النظام غير هذه الصورة.
وكذلك في تفسير الاية 23 من سورة الاحزاب في ذلك الوقت وجه خطابه لمقاتلي خلق قائلا :" يجب الثبات على العهد مع الله مقابل اسقاط النظام ولا تقصروا بذلك ولا تتخلوا عن اهدافكم وتخونوها ومن يفعل ذلك فقد خسر الدنيا والاخرة ويصبح خنزيرا".
كما انه ذكر في تفسير ايات من سورة الكهف في اجتماع شهر رمضان عام 2011 م (قبل 3 سنوات) :"اننا نمتلك جميع امكانيات العمل وغدا نحن مسؤولون عن ذلك امام الله بان لدينا هذه الامكانيات والقدرة على اسقاط النظام الا اننا لم نفعل شئ.
واستمرار في اظهاراته قال :"ان ارض أشرف ذهب والكثير من الامكانيات المختلفة تحت تصرفنا وان أشرف هو الوعاء الاستراتيجي الرئيسي لجيش التحرير الوطني فيجب الاحتفاظ بأشرف وجيش التحرير باي ثمن كان وعدم التفريط بهما". في كلمته ذكر ذوالقرنين مثلا من القران المجيد وقال مثلما انتصر هو على يأجوج ومأجوج ، فانه (رجوي) سيتفوق على النظام وسيسحق الاعداء ، ثم اضاف قائلا :" تراب أشرف مقدس وسندافع عنه مهما بلغ الثمن وسنصمد حتى اخر قطرة من دمائنا"، الان وبعد ان تخلى رجوي عن وعوده في اسقاط النظام ، اليس من الافضل له ان يعيد النظر بماضيه وماضي زمرته ويتجرأ ولو لمرة واحدة ويعترف باخطائه.
السؤال الرئيسي هذه الايام الذي يطرحه الاعضاء وانصارهم وكبار مسؤولي المنظمة على علم به بصورة جيدة هو انه لماذا لم يبقى رجوي ويدافع عن ارض أشرف المقدسة ويخطو متقدما نحو اسقاط النظام؟ إن كان هدفه النهائي هو مجرد مسؤولية فوز اتباعه بالخرة فلماذا قد جرد كل هؤلاء الافراد من اهلهم وذويهم ودفع بهم للقتل دون هدف؟ لماذا تلوث بالتعاون مع العدو المتجاوز على تراب الوطن ولماذا تحول الان الى عميل ينفذ سياسات اسرائيل ودعاة الحرب الامريكان؟ اليست كل هذه الامور والثورة الايدلوجية والطلاق الاجباري غايتها تحقيق اسقاط النظام ثم ادعائه انه بدون هذه الثورة لا يمكن اسقاط النظام؟ هل ان الازواج الذين انفصلوا عن زوجاتهم والنساء اللاتي تم عقدهنّ على رجوي قد عملوا هذا من اجل الاخرة والجنة ام انهم وبحسب مقولة رجوي يعتقدون ان ذلك من مستلزمات اسقاط النظام؟
صحيح ان منظمة خلق بصرفها اموالا طائلة واقامة التجمعات وسفر مريم رجوي في اوربا تحاول اظهار انها لازالت قائمة على قديمها وتسعى لاعادة الباخرة الى المياه، لكن الجميع يعلم انها في حالة انهيار داخلي وإن ركائزها واسسها ركيكة اكثر من اي وقت مضى. ان هذه الباخرة المتحطمة حتى وان عادت الى المياه فانها ستغرق دون شك. الحقيقة الان هي ان مسئلة التذمر قد عمت ووصلت حتى اعلى المسؤولين في المنظمة وليس لدى رجوي من جواب وان الاساليب النفسية للزمرة هي الاخرى قد فقدت تأثيرها بمرور الوقت.
الم يحين الوقت بان يعترف رجوي بخطأ استراتيجيته منذ البداية (اي منذ ان التجأ الى الدعم من اعداء ايران لاسقاط النظام) وان لا يقامر اكثر من هذا بحياة ووجود اتباعه؟