في مطلع العقد السابع من القرن الماضي ألقى جهاز الاستخبارات الإيرانية (السافاك)القبض على
هرب أبو الحسن بني صدر ومسعود رجوي سرا إلى باريس و نجح المئات من كوادر مجاهدي خلق في اختراق جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية.وقد وجهت إليهم أصابع الاتهام بتفجير مقر الحزب الإسلامي في طهران الذي راح ضحيته بهشتي وخمسة وسبعون من القيادات البارزة في إيران… ثم نجح مجاهدو خلق هذه المرة في تفجير مقر رئاسة الوزراء في أب –أغسطس -1981حيث أودا الانفجار برئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر اللذان كانا مجتمعين لمناقشة التطورات في جبهة القتال.
في شباط- فبراير من عام 1982 وجه الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية (السافاما)ضربة موجعة جدا للمنظمة ستشكل جرحا عميقا في قلب قائدها مسعود رجوي حين انقض هؤلاء على المقر السري للمنظمة في طهران وقاموا بتصفية جميع الموجودين فيه وكان من بين الصرعى زوجة مسعود "أشرف" وقائد المنظمة في الداخل خياباني إضافة إلى سبعةعشر قياديا بارزا من بينهم اذر رضائي ومحمد مقدم وكاضم مرتضوي وخسرو رحيمي وثريا سنماري.
عندما شكل رجوي وبني صدر والمعارضين الأكراد بقيادة قاسملو وإطراف أخرى (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية )عام 1983 كان يدرك بان مجرد المعارضة في المنفى لن تقود إلى إضعاف النظام في طهران.ونجح بعض الوسطاء الغربيين في إقناعه بفتح حوار سري مع بغداد بما شجعه على الانتقال إلى محا فضة واسط العراقية قرب الحدود مع إيران وهو الآمر الذي عارضه بني صدر.توجه رجوي مع زوجته الجديدة مريم إلى بغداد.
كان صدام كريما مع مجاهدي خلق التي انظم إليها المئات من المقاتلين المعارضين للنظام في طهران وفي غضون عامين شكل جيشا نظاميا يضم عشرين ألف مقاتل مزودين بالدبابات والمدفعية الثقيلة والمدرعات التي نقلت من ترسانة الجيش العراقي.وإذا كانت بغداد حريصة على عدم اشتراكهم مباشرة في القتال ضد الجيش الإيراني فان أنصار الحركة في الداخل مثلوا أهم قناة للمعلومات الاستخبارية الهامة طوال سنوات الحرب التالية بين الجارتين.
بعد بضعة أشهر على قبول] الامام[الخميني السلام مع صدام في 8-آب-أغسطس-1988 ذكرت بعض المصادر السرية للمعارضة العراقية إن صدام حسين ومسعود رجوي وبناءا على خطة غربية توصلوا إلى ضرورة قيام فصائل المعارضة الإيرانية لاستغلال الهدوء في الجبهة لشن اكبر عملية عسكرية لمنظمة مجاهدي خلق في العمق الإيراني للسيطرة على مناطق واسعة من إيران وتحريك الاضطرابات في العاصمة طهران تمهيدا لإسقاط النظام شارك فيها آلاف المقاتلين انطلقوا ليلا عبر خمسة محاور في القاطع الأوسط والجنوبي.لكن القدر كان لهم بالمرصاد حيث اصطدموا صدفة بإحدى الدوريات المتقدمة لفيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذين شاغلوهم ريثما وصلت تعزيزات كبيرة من القوات العسكرية والحرس الثوري…
دارت معركة طاحنة ادت إلى مصرع وجرح الآلاف منهم و اعتقال عددا كبيرا من مجاهدي خلق.
لقد توقع الكثيرون بان المنظمة باتت بعد هذه الهزيمة العسكرية مشلولة وغير قادرة على الوقوف إلا أنها نفذت عمليات اغتيالات شملت رئيس أركان الجيش الإيراني ومدير السجون.
خلال انتفاضة عام1991 التي شهدتها المناطق الشيعية والكردية في العراق رضخت قيادة المنظمة تحت ضغط الأوضاع المنهارة التي خلفتها (عاصفة الصحراء)وإقناع صدام حسين بان مصير الجانبين أصبح واحدا مما أجبرهم على القتال إلى جانب الحرس الجمهوري في قمع تلك الانتفاضة في منطقة الفرات الأوسط حيث سقط المئات منهم في الحلة والهندية وكربلاء والنجف.
المنظمة قامت بقتل ثلاثة من كبار رجال الدين المسيحيين الإيرانيين وتقطيعهم والاحتفاظ برئس احدهم في الثلاجة الأمر الذي تسبب في انتقاد واسع وامتعاض أوربي وأمريكي انجح طهران في إدراج المنظمة ضمن قائمة الحركات الإرهابية بمساعدة البارونه ايما نكلسون عضوه البرلمان الأوربي التي تتهمها منظمة مجاهدي خلق بان لديها استثمارات واسعة في إيران.
كما اتهمتهم طهران بأنهم كانوا وراء تفجير قنبلة في ضريح الإمام علي ابن موسى الرضا في مشهد التي راح ضحيتها العشرات.إضافة إلى تهم أخرى مثل المشاركة في الغارة الكيماوية على سكان حلبجة ومشاركة القطعات العراقية في غزو الكويت, والمساهمة في تجفيف الاهوار وإخفاء أسلحة الدمار الشامل فيها ,واجراء الاتصالات مع حركة طالبان.
وخلال الغزو العسكري الأمريكي على العراق ربيع عام 2003 كلفت الحركة من قبل القيادة العراقية بحماية إحدى الطرق المحيطة بمطار صدام في منطقة الرضوانية ألا أن مقاتليها انسحبوا دون مواجهة مع المارينز عندما كانت الدبابات الأمريكية قد وصلت إلى قلب بغداد.وقد تم تجريد المنظمة من سلاحها بعد سقوط نظام صدام حسين ونقلت إلى معسكر ديالى الذي سمي بمعسكر أشرف.
ومنذ البداية طالبت السلطات العراقية الجديدة بإخراج هذه الحركة من العراق.
وفيما تستعد الكتيبة البلغارية المؤلفة من 120 عسكريا والتي تقوم بحراسة معسكر أشرف لمقاتلي من مجاهدي خلق لتحل محلها كتيبة أخرى مؤلفة من 150 بلغاريا سيبقون لغاية مارس 2008 فان بقاء هذه المنظمة المعارضة في العراق سيكون رهينا بالتواجد العسكري الأمريكي في العراق. هابيلييان
* صحفي عراقي -بخارست
عزيز الدفاعي
٢١/٠٧/٢٠٠٨