قلل الكاتب والصحفي العراقي، خالد الخفاجي من أهمية القرار الذي أصدره القضاء الفرنسي الاسبوع الماضي والذي يقضي برفع صفة الإرهاب عن منظمة خلق الإرهابية، مؤكداً أن السياسة الفرنسية أصبحت تابعة لواشنطن في التعاطي مع قضايا الإرهاب.
وقال الكاتب خالد الخفاجي في حوار مع مراسل موقع "أشرف نيوز"، أن "قرار فرنسا بالغاء صفة الارهاب عن منظمة خلق الإرهابية لن يكون بمعزل عن المطالب الأميركية، خاصة اذا ما علمنا ان فرنسا اخذت على عاتقها منذ اندلاع الحرب العراقية الايرانية دعم هذه المنظمة ماديا واعلاميا وحتى سياسيا بصورة علنية ومطلقة
ورفض الصحفي خالد الخفاجي أن يكون قرار السلطات الفرنسية يهدف إلى إمكانية إبقاء عناصر منظمة خلق الإرهابيين في العراق لمدة أطول، مبيناً أن العراق دولة ذات سيادة هو صاحب القرار الأول والأخير في بقاء أو رحيل هذه المنظمة عن أراضيه، وسبق لأبناءه ان تعرضوا لبطش وارهاب هذه المنظمة بالإضافة إلى أن وجودهم يسيء الى علاقات حسن الجوار مع إيران.
وأكد الخفاجي أن قيادات منظمة خلق الإرهابية في فرنسا تمنع بعض الأعضاء في معسكر ليبرتي من العودة إلى إيران، بعد العفو الذي أعلن سفير إيران ببغداد حسن دانائي فر في مارس الماضي عن مجموعة من أعضاء منظمة خلق.
وفيما يخص التعاطي الإعلامي مع موضوع منظمة خلق، أ‘رب الصحفي خالد الخفاجي عن أسفه عن عدم إهتمام الإعلام بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وما تسببته المنظمة من حرج للعراق في علاقاته مع إيران فضلاً عن الجرائم التي قامت بها المنظمة ضد العراقيين خلال فترة وجودهم في العراق.
وفيما يلي نص الحوار
أشرف نيوز: كيف تفسر قرار السلطات القضائية الفرنسية برفع تهمة الإرهاب عن منظمة خلق وزعيمتها مريم رجوي؟
الكاتب والصحفي خالد الخفاجي: علينا اولا تحليل السياسة الخارجية الفرنسية اولا ليتسنى لنا الاجابة على هذا السؤال. السياسة الفرنسية تغيرت تغيريا جذريا منذ وصول ساركوزي للحكم في فرنسا، حيث ارتبطت هذه الشخصية المضطربة بمحاباة السياسة الاميركية ونقل فرنسا من دولة تقف بالند للسياسات الامريكية الى التابع والمنفذ لسياساتها، ولم تتغير سياسة فرنسا وتبعيتها للولايات المتحدة حتى برحيله ووصول فابيوس، ومن المعلوم ان السياسة الامريكية تقوم على اساس التبعية المطلقة لها والانابة في اتخاذ القرارات لهذا فان قرار فرنسا بالغاء صفة الارهاب عن منظمة خلق الارهابية لن يكون بمعزل عن المطالب الاميركية، خاصة اذا ما علمنا ان فرنسا اخذت على عاتقها منذ اندلاع الحرب العراقية الايرانية دعم هذه المنظمة ماديا واعلاميا وحتى سياسيا بصورة علنية ومطلقة، اما الولايات المتحدة فما زالت تحاول الابقاء على قنوات الاتصال بينها وبين ايران فاوعزت لفرنسا باتخاذ مثل هذه الخطوة لزيادة الضغط على ايران في مفاوضاتها حول الملف النووي او حول مناطق النفوذ في المنطقة، القرار لن يؤثر في وضع المنظمة عمليا في كون هذه المنظمة منظمة ارهابية وبنادق مأجورة لمن يدفع وهذا يرتبط بالازمة السورية ومحاولة الزج بهذه المنظمة كطرف مساند للجماعات المسلحة في سوريا لهذا فلابد من مكافئتها اولا برفع صفة الارهاب عنها.
أشرف نيوز: هل مثل هكذا قرار تهدف إلى إبقاء عناصر خلق لفترة أطول في العراق؟
الكاتب والصحفي خالد الخفاجي: لا اعتقد ان هنالك رابطا بين رفع صفة الارهاب عن هذه المنظمة وبين بقاءها في العراق، العراق دولة ذات سيادة هو صاحب القرار الاول والاخير في بقاء او رحيل هذه المنظمة عن اراضيه، وسبق لابناءه ان تعرضوا لبطش وارهاب هذه المنظمة بالاضافة الى ان وجودهم يسيء الى علاقات حسن الجوار مع ايران، اما تأخير بقاءهم في العراق فهذا مرتبط بالحلول المقترحة وما اذا كانت هنالك دولة تسعى لاستضافتهم على اراضيها ولحد الان لم توافق دولة واحدة على استضافتهم ، وبحسب ما صرح به لي احد قيادييهم بان الولايات المتحدة هي من ترفض باستقبالهم في دول اخرى لابقائهم كمصدر تهديد لايران.
أشرف نيوز: هل منشقون عن منظمة خلق الإرهابية أكدوا لنا أن العناصر المتواجدين في ليبرتي هم ضحايا لسياسة مريم رجوي وبعض قادة المنظمة المتواجدين في فرنسا؟
الكاتب والصحفي خالد الخفاجي: نعم هذا مؤكد ، لي اتصالات مع الكثير من اعضاء هذه المنظمة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فهم يشكون من تجاهلهم ومنعهم حتى من العودة الى ايران حين اصدرت عفوا عنهم ، قادة المنظمة في واد واعضاءها في واد آخر.
أشرف نيوز: كيف تفسر تعاطي بعض وسال الإعلام والصحفيين مع موضوع منظمة خلق الإرهابية؟
الكاتب والصحفي خالد الخفاجي: الاعلام العراقي للاسف لم يرتقي بتعاطيه مع هذه المنظمة الى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وما تسببه هذه المنظمة من حرج في علاقاته مع ايران، وكان عليه دوما تسليط الضوء عليها والترويج بان تواجدها على الارض العراقية غير مرحب به، ناهيك عن بعض وسائل الاعلام المرتبطة بجهات خارجية او بساسة يتصرفون وفق مبدأ "عدو عدوي صديق" ويروجون عن مظلومية هذه المنظمة وضرورة استضافتهم كلاجئين دون الاخذ بنظر الاعتبار مشاعر العراقيين من هذه المنظمة وما يسببه بقائهم واحتمالية استغلالهم من اطراف فرضت بقائهم بشتى الذرائع في تقويض الامن والامان في العراق او دول الجوار