اجرت مؤسسة اسرة سحر مقابلة خاصة مع السيد ابراهيم خدابندة في بغداد ندرج نصها ادناه:
مؤسسة اسرة سحر: لا اتصور الحاجة لتعريفكم لقراء موقع سحر لكن ولبدء المقابلة اطلب منكم ان تقدموا نفسكم بشي من الاختصار.
ابراهيم خدابندة: انا ابراهيم خدابندة مواليد 1953م تهران، في عام 1971 وبعد انهائي لمرحلة الاعدادية (علمي –رياضيات ) _ اعدادية البرز سافرت الى بريطانيا لاكمال الدراسة الجامعية. حصلت على شهادة الماجيستر بهندسة الكهرباء من جامعة ينوكاسل. قبل واثناء الثورة الاسلامية كنت عضوا في الرابطة الاسلامية وفي هذا المجال كانت لي نشاطات وقضيت فترة في نوفل لوشتو، القيت كلمة باللغة الانكليزية في الجامعة للتعريف بالثورة الاسلامية وفي هذا المجال ايضا كان لي برنامج تلفزيوني في بريطانيا. انذاك كنت اقوم باعمال سياسية وكنت على اتصال مع ممثلي البرلمان البريطاني في نيوكاسل في عام 1970 تم تجنيدي لمنظمة خلق ولفترة 23 سنة كنت عضوا متفرغا في هذه المنظمة. عملي في المنظمة بصورة رئيسية هو العلاقات الدولية في اوربا وقد سافرت الى اكثر من 20 بلد من بلدان العالم في مهمات لصالح المنظمة ، الان ولاكثر من 11 سنة اعيش في ايران اقوم بدراسة ظاهرة باسم (الجماعات الفئوية المخربة لتحكم الذهن) ، ترجمت كتابين وألفت عدة كتب ، القيت الكثير من الكلمات في الجامعات لاساتذتها وطلابها واشتركت في عدد من برامج التلفزيون ، كما وكانت لي الكثير من المقابلات والمقالات في هذا المجال ايضا تم نشرها في الاعلام الداخلي العالمي.
سؤال: ما هو سبب حضوركم في العراق حاليا؟
جواب: المشكلة الرئيسية حاليا مع منظمة خلق تتعلق بموضوع حقوق الانسان بصورة بحتة. الجميع يعلم ان رجوي لايسمح لاعضاء زمرته الاتصال بذويهم وللاسف الشديد ليست هناك ارادة للضغط عليه ليرفع يده عن هكذا نقض فاحش لابسط حق انساني. انا (من طهران) واخي مسعود (من بريطانيا) جئنا الى هنا للبحث عن طريق يمكّن ذوي المحتجزين في مخيم ليبرتي الاتصال بابنائهم في ليبرتي. وفي هذا الصدد كانت لنا عدة لقاءات وهناك لقاءات اخرى ونسعى الاستفادة من اي امكانية لتحقيق هذا الموضوع.
لقد التقيت في ايران بمئات من الافراد (اباء وابناء واقارب) من ذوي اعضاء منظمة خلق وجميعهم يعاونون العذاب بسبب عدم حصولهم على اي خبر يطلعهم عن اوضاع ابنائهم. يبدو انه ليس هناك شخصية او جهة حكومية وغير حكومية او محلية او دولية تتحمل المسؤولية بل ان الجميع يرمي بالمسؤولية على عاتق غيره. حقيقة لايمكن اخفائها وهي ان رجوي قد اتخذ هؤلاء الافراد رهائن واسرى في مخيم ليبرتي وحرمهم حتى من ابسط حقوق السجناء وهو يقصد من وراء ذلك التضحية بهم جميعا من اجل مطامحه ورغباته الصبيانية يجب التحرك الان من اجل انقاذ حياة هؤلاء الافراد.
سؤال: لماذا لايسمح رجوي لافراده الاتصال بذويهم ولماذا لايمكن لاحد ان يرغمه الانصياع لهذا الحق الانساني المشروع؟
جواب: بالتأكيد انتم على معرفة بعمل (الجماعات المخربة للتحكم بالذهن)، احد ابرز صفات هذه الجماعات واختلافها مع الاوساط المشروعة والشعبية هي ان هذه الجماعات ضد كيان الاسرة وضد الارتباط الاجتماعي لاعضائها وذلك لانها تقوم على اساس (التحكم بالذهن المخرب الفئوي) وهذه الظاهرة بشكل عام معروفة بـ(غسيل الدماغ) وبتحريك الاحاسيس والعواطف الاسرية تتلاشى ولم يعد لها من تأثير. رجوي وكباقي زعماء الجماعات الفئوية يخشى انه اذا تم ارتباط هؤلاء الافراد بالعالم خارج زمرته وخاصة باهلهم ستتلاشى حينئذ الشخصية الكاذبة التي زرعها في ضميرهم وتعود وتحيى من جديد وتظهر شخصيتهم الحقيقية.
اما لماذا يتمتع رجوي بكل هذه الحرية في العراق بحيث تمكن من التحكم فكريا وبدنيا واتخذهم اسرى بيده هو سؤال ابغي الحصول على جواب له في هذه السفرة. ان حق مقابلة الاقارب من الدرجة الاولى حتى لسجناء الجرائم الثقيلة في جميع انحاء العالم مصرح به رسميا. بعض هؤلاء الافراد المتواجدون حاليا في مخيم ليبرتي اسرى بيد رجوي مر عليهم اكثر من ثلاثين سنة وقد انقطع اتصالهم مع ذويهم بل مع العالم خارج الزمرة ايضا، ان ما يعرفونه عن العالم وظروف محيطهم هو فقط ما ذكره لهم رجوي خلال هذه السنوات لانه ليس لديهم اي قناة ارتباط.
ان المساعي التي ابذلها ويبذلها الزملاء الاخرون هنا هي اولا لمعرفة اين تكمن المشكلة بحيث لايمكن اجبار رجوي للاعتراف بهذا الامر رسميا وثانيا ماهو طريق الحل للتخلص من هذه المعضلة. انا وبصورة ما جئت الى هنا من قبل الاسر المنتظرة التي تعاني اشد العذاب حاليا لانجز اي اجراء ممكن لعله تحل هذه المشكلة بشكل ما. ذريعة المنظمة هي ان الافراد داخل المخيم هم انفسهم لايرغبون الاتصال باقاربهم وللاسف ان هذه الذريعة اخذت ترددها الاوساط الدولية لتبرير عدم تحركها، في الوقت الذي إن اخذنا بنظر الاعتبار عمل التحكم بالذهن الفئوي المخرب نرى انه من الطبيعي ان لايتخذ هؤلاء الافراد قرارهم بارادتهم وحريتهم ، ثم ان ذوي هؤلاء الافراد كلهم شوق ولهفة لمقابلة ابنائهم وهذا حق لا يمكن انتزاعه منهم.
سؤال: ما الاجراءات التي اتخذتها لحد الان وماهي نتائجها؟
جواب : انا ونيابة عن اهالي وذوي المحتجزين في ليبرتي اريد الاستفادة من جميع الامكانيات المتوفرة هنا لتحقيق هذا الطلب المتعلق بحقوق الانسان وفي هذا الصدر كان لي لقاء وحسب طلبي مع سفير الجمهورية الاسلامية في مبنى السفارة ببغداد، السفير شرح لي الظروف الموجودة ويبدو ان المواضيع معقدة اكثر مما كنت اتصور والعمل اصعب مما يبدو، السيد حسن دانائي فر اعطى وعد مساعد للاستفادة من جميع امكانيات السفارة لتحقيق هذا الامر الانساني والذي يبدو صعبا للغاية على اي حال فان هناك عوامل سياسية تقف مانعا امام تحقق الطلب البسيط لاهالي المحتجزين في ليبرتي.
لحد الان التقيت عضوين من اعضاء البرلمان العراقي لايصال صوتي عن طريقهم الى الحكومة والبرلمان العراقي واطلع على الظروف والوضع الحالي، الدكتور عدنان السراج الذي عاد توا من سفره الى اوربا ، ذكر انه قد تعرض لتهديد ازلام زمرة رجوي في اوربا كما ابدى تعجبه من وسعة الدعاية الاعلامية والتحشيد التي تقوم بها هذه المنظمة في اوربا ضد الحكومة العراقية. السيد عدنان الشحماني ذكر ايضا ان مايتعلق بالحكومة العراقية والبرلمان وجهاز القضاء العراقي فانه ليس للمنظمة مكانا في العراق لكن الموضوع لايتنهي الى هنا بل هناك عوامل اخرى دخيلة فيه.
لقد أكد ان جميع الجهات في الساحة السياسية العراقية تعتبر وجود مقاتلي خلق في هذا البلد مغايرا للقانون الاساسي وهو غير قانوني وضد الامن الوطني للبلد وتطالب باخراجهم وبسرعة ، يبدو ان المشكلة تكمن في عدم استقبالهم من قبل البلدان الاخرى. حاليا فان جميع الدول لها المام كامل بمنظمة خلق ولا تقبل بافراد ينتمون لجماعة فئوية مخربة للتحكم بالذهن وهم تحت امرة شخص غير موثوق ولايمكن الاعتماد عليه كرجوي لنقلهم الى بلدانهم ، ما لم ينفصل هؤلاء الافراد ويخروجون من الكادر الذهني والتنظيمي للمنظمة ويطلبون اللجوء بصورة فردية.
سؤال: هل تتأمل خيرا بالحصول على طريق حل لذوي هؤلاء الافراد؟
جواب: ينبغي على المنظمات الدولية ببذل المساعي ابتداءا اطلاع الافراد داخل مخيم ليبرتي على العالم خارج المنظمة واول خطوة في هذا المجال هي اعادة الارتباط مع ذويهم واتصالهم بهم والذي لايبدو هناك اية رغبة بذلك. مسؤولوا الامم المتحدة في بغداد يقولون انهم يريدون تركيز جميع قدراتهم على اخراج المنظمة من العراق ولايريدون الدخول مع رجوي في موضوع اخر. وجهة نظري ان ترتيب هذه الاولية هو غير صحيح ، انا اعتقد انه يجب عليهم تسليط الضغط على رجوي لاجراء المقابلات. هذا اهم من خروجهم من العراق. يجب ان يتعرف هؤلاء الافراد اولا على العالم خارج اطار الزمرة ويحتكون به ويتعاملون معه ثم بعد ذلك يتخذون قرارهم بارادتهم وبكل حرية لتقرير مصيرهم.
الحكومة العراقية والاوساط الدولية تؤكد على اخراجهم السريع وهذا يتطلب الحصول على مكان لنقلهم اليه وفي هذا المجال لم يحصل اي تقدم ملحوظ. انهم يرون ان ايران هي افضل مكان وحل لهذا الموضوع ، طبعا انا لا اوافق على ذلك لانه رغم ان هؤلاء الافراد باستثناء عدد قليل منهم سوف لايلاحقون قانونيا لكن نظرا لتقدم اكثرهم في العمر وابتعادهم عن المجتمع الايراني منذ فترة طويلة فان الحصول على عمل والبدء بحياة جديدة هو ليس سهلا ، ما لم تتولاهم عوائلهم وتتكفل بهم، علما ان الكثير من هؤلاء الافراد وبسبب افكارهم لايرغبون الذهاب الى ايران ولايمكن اجبارهم على ذلك.
ساحاول مع مسؤولي الامم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين والمسؤولين في الحكومة العراقية في لقاءاتي المقبلة ان اقنعهم انه يجب اولا ان يدخلوا موضوع اهالي الافراد في حساباتهم وال بدونه سيواجهون طريقا مسدودا ولا يحصلون على نتيجة. في هذا المجال طبعا نظرا لتجارب هذه الفترة في العراق فاني لا أتامل الكثير لكن سوف ابذل جميع جهدي.
سؤال: اخر سؤال من رافقك في سفرك هذا؟
جواب: ان سفري هذا هو سفر زيارة مع عائلتي ، والدتي وزوجتي حيث غادرنا طهران الى النجف واقمنا فيها وبعد الزيارة توجهنا الى كربلاء واقمنا فيها والان جئنا الى الكاظمية، شقيقي مسعود جاء من بريطانيا والتحق بنا.
الحق انها سفرة جيدة وخاصة والدتي وزوجتي فرحين جدا لحصولنا على مثل هذه الفرصة.
مؤسسة اسرة سحر: نشكرك لاعطائنا كل هذا الوقت ، نحن ومن صميم القلب نتمنى لك الموفقية ونأمل ان يتحقق موضوع ارتباط العوائل مع ابنائهم في القريب العاجل.
ابراهيم خدا بندة: وانا ايضا اقدم شكري وتقديري لكم ولما تبذلوه من جهود واتمنى لكم كل الموفقية.
ابراهيم خدابندة: وانا ايضا اقدم شكري وتقديري لكم ولما تبذلوه من جهود واتمنى لكم كل الموفقية.