قد يستغرب البعض عنوان المقالة هذه , لكن في النظر الى الواقع بصورة محايدة وتجرد تام ستجد ان مشكلة مايسمى " مجاهدي خلق " هي نقل حي ومباشر دون رتوش لعراق اليوم الذي يحاول أغلب من يعمل في السياسة العراقية ان يزين الصورة وكأن مجرمي القتل والبطش والاختطاف والتهجير والذبح والذين تلطخت ايدهم بدماء العراقيين من زعماء الحرب الطائفية التي حدثت في البلد قد اصبحوا بين ليلة وضحاها ملائكة الله في الارض. بينما الجميع يعرف ان معظم هذه الوجوه هي نفسها لم تتغير وهم في واقع الامر رموز للتفرقة والطائفية المقيته في العراق , وهم وليس غيرهم الذين تم على ايديهم تكسير كل المحرمات العراقية حتى اصبح يوم العراقيين يحمل كل صباح جديد جثث مرمية على الارصفة اغلبها مقطوعة الرأس او قد تم التمثيل بها. ناهيك عن التفجيرات التي كانت تجري بالجملة وكل يوم تحصد ارواح الناس الابرياء بينما كروش هولاء تتضخم من السحت الحرام.
اثارة قضية تواجد " مجرمي خلق " على الاراضي العراقية في هذا الوقت وعلى اثر مؤتمر عقدته هذه المنظمة الارهابية المجرمة بحق الشعب العراقي. يحمل اكثر من اشارة واكثر من تسأول عن سبب السبات ونوم الكهوف منذ خمسة سنوات على تواجد هولاء المجرمين على الارض العراقية. يبدوا ان البعض بحاجة الى استفزاز من نوع هذه المؤتمرات التي تحمل كل معاني التجاوز على العراقيين والعراق حتى يتحرك ويرفع صوته في البرلمان , وكما فعل البعض في الجلسة المخصصة لهذا الموضوع. اما الذين حضروا هذا المؤتمر ورفعوا صوتهم داخل البرلمان مدافعين عن هولاء المجرمين وتكلموا بنفس ومفردات " صدامية " بحته كما فعل صالح المطلك ومن على شاكلته , والذين ابتلى بهم العراقيين شر ابتلاء لاجل تقبلهم كشريك سياسي او كشريك وطني في هذا الكارثة التاريخية التي تسمى " العراق ". والا باي منطق يرسل النائب الثاني لرئيس الجمهورية طارق الهاشمي من يمثله لحضور هذا المؤتمر , ونفس الشيء ينطبق على رئيس قائمة التوافق عدنان الدليمي. فمثل هولاء الثلاثة ومن يتبعهم في خطوتهم المشينة هذه كيف يمكن مجالستهم او الجلوس معهم على طاولة واحدة , وهم يمدون ايدهم ويؤكدون دعمهم الى حفنة مجرمي خلق الذين كان لهم دور دموي اسود بذبح أهل العراق في الجنوب والفرات الاوسط ايام انتفاضة عام 1991. وايضا دورهم في نفس الوقت حينها الذي لايقل دناءة مع الاكراد في كردستان العراق. لذلك حين يستنهض البعض البائس كل مواهبه الطائفيه وقوته الصوتيه وسط قاعة البرلمان ويدافع عن هولاء المجرمين , فان في تلك صورة حقيقية لهذه الوجوه الطائفية المقيته التي تسترت باسم العملية السياسية وبالعنوان الاكثر بؤس " المصالحة الوطنية " لغرض الرجوع الى الواجهة الجديدة في عراق اليوم. وهم في حقيقة الامر طلاب متميزين في مدرسة الموت والقتل والبطش والاقصاء والتفرد الطائفي الذي خيم على العراق طيلة ثمانية عقود من تاريخه السياسي الحديث والباطل. لكن هذا الوجه الاول من الصورة اما الجانب الاخر فهو " جمع " الساكتين في البرلمان والحكومة ممن يدعون التمثيل لشهداء المقابر الجماعية ولضحايا التفرد والاقصاء , ان من يدعم مجرمي خلق هو في حقيقة الامر " صدامي " حد النخاع وهو مجرم بلا لبس. وهو طائفي كبير ومقيت وهو من بقايا النظام الطائفي الذي حكم العراق من اتفاق كوكس النقيب وحتى نظام الحفرة الحقيرة. وهو قبل كل ذلك وهذا لاينتمي لجنس البشر لانه تلذذ بقتل ابناء جلدته على أيدي هولاء الاوباش فقط ولمجرد الاختلاف المذهبي مع الضحية. ولحكم العراق باطلآ وظلمآ. وهو مجرد من الوطنية التي يتبجح بها بل ويقف على الطرف النقيض تماما من ابسط سمات الوطنية.
البعض مازال لم يستوعب الوضع الجديد في العراق رغم كل المأسي التي مرت على البلد. لذلك يمني نفسه المريضة بان تعاد " كرة عام 1991 وماقبلها " وتكون خلق المجرمة جزء من عناصر المعادلة و الدعم الدموي والارهابي والطائفي له. وفات على هولاء المرضى ان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء , وان لعنة المقابر الجماعية لابناء الجنوب الاصيل وضحايا الكمياوي الاجرامي في الاهوار وكردستان لن ترحمهم في الحاضر وفي المستقبل وستلاحقهم في الارض وفي السماء. وان سوق النخاسة " القومجية " والخطابات العنترية التي " عمرها ماقتلت ذبابة " وان رفاق ابو الحفرة الحقيرة لو وصلوا الليل بالنهار. لم ولن يستطيعون تغير ولو جزء يسير من المعادلة " الحق" التي تنتشر في عراق اليوم والتي يضمن حقوقها الدستور والانتخابات وذلك المرعب لهم " صندوق الانتخابات " والذي وضعهم وسوف يستمر الى ابد الابدين في حجمهم الطبيعي الذي يستحقون. اما كل السلبيات الاخرى في نتائج هذا الصندوق سيتم تجاوزها في اقرب فرصة ممكنة. المهم صدام ولى بلا رجعة , والاهم بقاياه يعيشون بعقول العصافير. وهذا هو الانتصار العراقي الحقيقي. ان مجرمي خلق ومن يساندهم هم فضلات حجر لصنم ساقط ومقبور بلا رجعة. قريبا وجدا قريبا سيتم رميهم الى ما وراء الحدود وهذا بحد ذاته تكريم لهم لايستحقوه.
محمد الوادي_هابيلييان