أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في جنيف تتابع محادثات وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة أوعزت الى عناصر منظمة خلق الإرهابية المتواجدين حالياً في الموصل، بالرحيل والتوجه صوب عمان في العاصمة الاردنية والالتحاق بغرفة العمليات الخاصة الموجودة على الحدود مع سوريا.
وقالت المصادر لمراسل موقع "أشرف نيوز"، إن الولايات المتحدة تُحضِّر لعمليات واسعة في الموصل، وللقيام بعمليات خاصة بمشاركة مقاتلين من المعارضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد،في إطار عملية لاستعادة الموصل، وأخرى في الجنوب السوري لتعديل ميزان القوى ، والتهيؤ لمرحلة الحل السياسي في سوريا
وكانت منظمة مجاهدي خلق أرسلت عددا كبيراً من عناصرها من فرنسا الى الموصل، وقامت طائرات تركية بنقلهم من أنقرة، وانضموا الى داعش في الموصل والى "الجيش الحر" وجبهة النصرة في سوريا، والتحق قسم منهم بغرفة عمليات كان رئيس الاستخبارات السعودي السابق الأمير بندر بن سلطان شارك في تأسيسها على الحدود الاردنية السورية وتضم مسؤولين استخباريين أمريكيين وفرنسيين بالاضافة الى قادة عسكريين وأمنيين من السعودية والأردن.
خلق" الارهابية تقاتل منذ اشهر في سوريا والآن في العراق
وأكد المؤلف والصحفي الفرنسي المعروف، تيري ميسان الذي يعمل مراسلاً لقناة روسيا اليوم في سوريا، ان عناصر تنتمي لجماعة خلق تقاتل منذ العام الماضي في سوريا ، وتساهم في العراق أيضاً منذ أحداث الموصل.
وأشار تيري ميسان الى ماوصفه "الاجتماع الضخم" الذي عقد عناصر "خلق"الممولين من واشنطن، في حي فيلينبت بباريس يوم 27 من يونيو حزيران وحضره مسؤولون كبار سابقون في حلف شمال الأطلسي الناتو ومسؤولون أميركيون وأوروبيون ، وذكر أن الاجتماع حضره الآلاف من عناصر خلق ومؤيدون أوروبيون لها، وهاجمت خلاله مريم رجوي الحكومة العراقية وأشادت بالعمليات التي تنفذها داعش في العراق، واصفة أحداث الموصل بأنها "غضب العراقيين" حسب تعبيرها.
ولاحظ ميسان انه إذا كان ذلك الاجتماع كان يهدف في البداية الى دعم ومساندة القاعدة العسكرية لعناصر خلق في العراق في معسكري إشرف وليبرتي، فإن زعيمتهم، مريم رجوي، استغلت الاجتماع لتهاجم بشدة في كلمتها رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي، وتشيد في الوقت نفسه بـما وصفته "التقدم العسكري" الذي حققه تنظيم داعش في العراق.
ورآى الباحث الفرنسي حينها أن "السياسة الفرنسية تعاني من شيزوفرينيا"، وأوضح بان السياسة الفرنسية "(مثل الولايات المتحدة)، فهي من جانب تندد رسميا بزعزعة استقرار دولة بيد تنظيم ارهابي، في حين ان الحكومة الفرنسية، تشترك الى جانب الولايات المتحدة في حرب سرية في الشرق الاوسط، وترسل ضباطا من قوة العمل الخارجي الفرنسي لتدريب داعش في سوريا والعراق".
وقال ميسان ان ما يزيد عن 600 شخصية سياسية من البلدان الاعضاء في حلف الناتو شاركوا باجتماع جماعة "خلق" بباريس، من بينهم قائد اركان الجيوش الاميركية السابق، الجنرال هيوغ شلتن؛ والقائد السابق لعملية حرية العراق، الجنرال وليم كايسي؛ والرئيس السابق لغرفة النواب نيوت غنغرش؛ والسيناتور جوزف ليبرمان (وصديقه السيناتور جون ماكين لم يتمكن من الحضور، إلا انه شارك عبر الفيديو)؛ وعمدة نيويورك السابق، رودي غيلياني؛ ورئيس الوزراء السابق الاشتراكي الاسباني، خوزيه لويس رودريغيز؛ ووزيرة الدفاع الفرنسية السابقة، ميشيل اليو ـ ماري؛ ووزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير؛ ونائب رئيس الحزب الراديكالي الفرنسي راما ياد.
واوضح ميسان من خلال خبرته الميدانية ومصادر معلوماته الاستخبارية ونقلاً عن المعارضة السورية نفسها، أن عناصر تابعة لجماعة خلق "تقاتل في سوريا والعراق الى جانب تنظيم داعش منذ العام الماضي "، مشيرا الى لقاء مريم رجوي برئيس ما يسمى الائتلاف الوطني السوري في باريس السابق أحمد الجربا ، في 23 من يونيو أيار من العام المنصرم قبل أحداث الموصل ، حيث أكد الجانبان ضرورة التنسيق بينهما خدمة لأهدافهما.
يشار الى أن لقاء الجربا – رجوي تم بأمر مباشر من الأمير بندر الذي كان مسؤولاً مباشراً عن الملف السوري من قبل الملك السعودي السابق عبد الله قبل أن يطيح به خلفه الملك سلمان.
وفي نهاية يونيو/ حزيران نشرت على نطاق واسع نقلا عن "مصادر استخباراتية عراقية" قولها أن 120 من اعضاء منظمة مجاهدي خلق يقاتلون مع داعش والمتبقين من نظام صدام في الموصل… وأن هؤلاء قدموا من فرنسا وعدد من الدول الغربية ودخلوا الموصل.
وقالت المصادر الديبلوماسية الغربية المتابعة لمحادثات كيري – ظريف إن واشنطن وبعد أن عرضت الجمعة ماسمتها "القواعد الأساسية" لاتفاق دولي محتمل مع ايران حول البرنامج النووي قبل شهرمن الموعد النهائي ، فإنها لم تكترث بمزاعم جديدة أطلقتها منظمة مجاهدي خلق عما سمته المنظمة الارهابية مشروع لويزان3 النووي الموازي والسري ، وقد كشف موقع أشرف نيوز أن الموساد الاسرائيلي والمملكة العربية السعودية تقف خلف اطلاق تلك المزاعم بهدف عرقلة التوصل الى اتفاق نووي شامل بين ايران والغرب.
وفي سياق متصل يؤكد أن منظمة "خلق" مجرد أداة لزيادة الضغط على ايران وقت الحاجة، فقد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي عبر حساب الوزارة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن الوزير جون كيري سيسافر إلى جنيف في 2 مارس/ آذار المقبل ليلتقي نظيره الروسي لافروف لمناقشة الملف الأوكراني والقضايا الإقليمية.
وأضافت ساكي: "ومن ثم سيلتقي بنظيره الإيراني ظريف في مونترو لاستكمال مباحثات الملف النووي مع مجموعة الخمسة زائد واحد".
وأشارت ساكي إلى أن الوزير سيسافر بعدها إلى الرياض للقاء الملك سلمان ومسئولين سعوديين آخرين لمناقشة الوضع في اليمن و"داعش" وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك ويبلغه أن واشنطن ماضية في تعاونها مع ايران حول البرنامج النووي للتوصل الى اتفاق شامل