قبل ان تكمل " 13" سنة من عمرها , وجدت نفسها تقع في شرك التنظيم او مايسمى انذاك ب" منظمة المجاهدين" التي تنادي بالحرية والمساواة ,
عن طريق شقيقها الاكبر الذي سبقها للمنظمة المزيفة , في الوقت الذي تم قبولها في الجامعة فرع الكيمياء , لكنها لم تذهب الى الجامعة , بل قادها قدرها الاسود الى معسكر أشرف الذي اكتشفت فيه خبايا وخفايا منظمة خلق الارهابية , انها " مريم سنجاني " احد ضحايا منظمة مجاهدي خلق التي غسلت عقول الشباب المسلم لتدفعهم نحو الهاوية , مريم فتحت قلبها ل " البينة " وتحدثت عن رحلتها المرعبة مع هذه المنظمة الارهابية : بداية التعرف الى المنظمة , وماهي الصورة الحقيقية من الداخل؟
وصلت الى المنظمة عن طريق شقيقي الذي كان يحاول اقناعي بان هذه المنظمة تسعى الى تحرير الانسان من القيود.لانها منظمة انسانية تعنى بالانسان كقيمة عليا , وكان عمري عندها لايتجاوز ال "13" سنة , حتى اكملت دراستي الاعدادية وتم قبولي في الجامعة فرع " الكيمياء " ولكن بدل ان اذهب الى الجامعة ذهبت الى معسكر أشرف , وهنا كانت بداية الماساة. ماذا تعنين بالمأساة؟
لأني أكتشفت داخل معسكر أشرف زيف الشعارات والادعاءات التي كان ينظر لها المسؤولين في المنظمة ,فالمنظمة لها شخصيتان مختلفتان ولكن داخل المنظمة لايشبه قط خارج المنظمة , فالدعاية التي يمتلكها التنظيم خارج المنظمة وبين الشباب تحديدا كبيرة جدا فشعار الحرية والمساواة والعدالة وحقوق الانسان هي التي تزين شكل المنظمة ,ولكن جوهر المنظمة مختلف تماما , فلاحرية للعضو داخل المنظمة ولارأي له يسمع , وفي كل المناسبات التي أقيمت في الداخل لم تعطى الرخصة للاعضاء بالاتصال مع عوائلهم التي أتت معهم الى العراق ّ! والاغرب من ذلك تم عزلنا تماما عن جميع وسائل الاتصال ووسائل الاعلام , فلايحق لنا ان نتصل بأي شخص كان , وليس لدينا اجهزة راديو او تلفاز او انترنت , ولاحتى الصحف سواء كانت ايرانية او محلية , وعندما تحررت من التنظيم لم اتعرف على الهاتف النقال لأني لم اشاهده داخل معسكر أشرف , اما قيادة التنظيم فكانت تحاول ان تقنعنا بشعارات دينية او اديولوجيا لغرض السيطرة علينا بل وتقييدنا بالكامل فلا صوت يرتفع على صوت مسعود ومريم رجوي , لأن كلامهم هو المقدس وهو الدستور الذي نطبقه دون اعتراض , اما الزواج والتمتع بوجود اطفال فذلك ممنوع جملة وتفصيلا , حتى الاشخاص المتزوجون داخل المعسكر اجبروا على الطلاق , وليس للنساء حق الانجاب , وتم فصل الامهات عن اطفالهن ,ثم ارسلوا الاطفال خارج البلاد , وبمرور الزمن انقطع الاتصال بالعالم الخارجي تماما , ولايحق للاشخاص حتى اختيار الصديق , ثم فصل محل العمل لكلا الجنسين وتبعثرت العوائل وتمزق النسيج الاجتماعي , والاخطر من ذلك , كان يضخ التنظيم محاضرات طويلة من 10 – 15 ساعة يوميا الهدف منها غسل الادمغة. ماهي الأليات التي كان يستخدمها مسعود لكسب تعاطف العلمانيين او الطوائف الاخرى؟
كانت لرجوي اساليب مختلفة لاتخلو من الحيلة و الدهاء ,وعلى سبيل المثال انتقاده للحجاب وتناول وضع والطوائف والقوميات في الوسط الايراني , لاعطاء الضوء الاخضر للعلمانيين وبعض القوميات الاخرى للانخراط في التنظيم ,مسعود رجوي كان يرى نفسه قائدا أبديا للمنظمة , ويحاول اقناع الاخرين بان كلامه ياتي من الله ويدعي ان له ارتباط بالا.نبياء والرسل , لذا كان يرسم الخطط والستراجيات للمنظمة بمفرده ,وفي حالة حصول الخطأ يرمي المسؤولية على الاخرين , وعلى الرغم من الادعاءات المزيفة التي كان يدعيها بأنه من اتباع الائمة الاطهار وكان يقول ان الامام الحسين "ع" قدوته لكنه كان يهرب ويسحب نفسه من ساحات الحرب او ساحات المواجهة ,وخير دليل الان أختبىء " 12" سنة خوفا من الاعتقال , في الوقت الذي يزج عناصره في المواجهة ,وهذا الحال تكرر كثيرا في السابق , فكان يهرب ويختفي ,وعند زوال الخطر يظهر ويدعي القيادة والبطولة !. – لماذا يتعامل قادة التنظيم بهذا الاسلوب القمعي , من وجهة نظرك؟ –
القائد الذي يفرض افكاره وتعليماته بالقوة دون السماع للاخرين ,يعتبر دكتاتوري وقمعي , وهذا هو مسعود رجوي , لكي يتمكن من السيطرة على جميع من بالمعسكر يفرض كل الاساليب القمعية , ويحيل المعسكر الى سجن كبير , ورجوي يحاول ان يبعد الاعضاء عن العالم الخارجي المتطور بأستمرار , انا بعد" 32" سنة داخل المعسكر خرجت وذهبت الى بلدي ايران وتفاجأت بالتطور الكبير الحاصل في ايران , فالشباب صارت لهم وجهة نظر خاصة بهم ويستطيعون ان يوصلوا افكارهم بالحوار دون قمع , ولم يستخدم ضدهم السلاح , كما يتصرف القاعدة وداعش والمنظمات القمعية ومنها مجاهدي خلق , وهذه الاساليب باتت منبوذة من المجتمعات الانسانية , هذه المجاميع لهم ايديولوجيا متطرفة ومتخلفة وخارجة عن القانون. – اين دوركم النضالي امام هذا النظام الديكتاتوري؟ –
في بداية الثورة تشكلت مجاميع صغيرة من الشباب الذين لايمتلكون حصانة وتفكيرهم سطحي وبسيط , في الوقت الذي كانت اعلانات المنظمة منمقة وجميلة وتغازل طموحات الشباب , وكنا نؤمن بالتغيير ولدينا ثقة بهذه القيادات ولكن بمرور الوقت بدأنا نكتشف المزلق الكبير الذي وجدنا نفسنا فيه , فالاسلوب القمعي والدكتاتوري من قبل قادة المنظمة وصل الى حد التهديد , واستخدام اساليب الشتم ,والضرب احيانا , ففي عام 1993 اصدر رجوي تعليمات صارمة بعدم خروج الاعضاء خارج المعسكر بشكل نهائي , والذي يخالف الاوامر يتعرض الى المحاضرات العنيفة واستخدام اسلوب القوة احيانا , والقرار الثالث هو سجن العضو الذي لايلتزم بهذه التعليمات ونقله الى سجن ابو غريب ويشمل بالقوانين العراقية للمتجاوزين على الحدود ليعاقب بالسجن لمدة " 8" سنوات واحيانا تصل العقوبة الى 10" سنوات اذا كان هنالك تبادل للسجناء بين العراق وايران , واذا حاول البعض الهرب من المعسكر يتم التنسيق مع الاستخبارات العراقية لالقاء القبض عليهم واعادتهم ثانية الى المعسكر , وبعضهم القوا القبض عليهم على الحدود الايرانية ومنهم " محمد مسيح " و " حسن " ليتعرضوا الى انواع التعذيب والضرب. والسبب الاخر هو غسل الادمغة وفصلنا عن العالم بيد اننا لانعرف مايحصل اي شيء في العالم ليتمكن رجوي من التحكم في تحريك الاعضاء كأدوات جامدة ,وظهر نفسه هو بصورة القديس. – لماذا تصر المنظمة على البقاء في العراق؟ –
بعد سقوط صدام وفي حكومة اياد علاوي تحديدا صدرت اوامر بخروج المنظمة وحسب القانون العراقي الذي ينص على ابعاد المنظمات الارهابية المسلحة والتي تشكل خطرا على دول الجوار لكنهم رفضوا هذه الاوامر واصروا على البقاء في العراق ,وخططوا لاسقاط الحكومة , عسى ان تاتي حكومة اخرى تتناغم معهم وتؤيد وجودهم. واستعانت المنظمة ب " 600" شاب عراقي وطلبت منهم التعاون معها , ولكن اغلب الشباب لم يعجبهم اسلوب المنظمة وانسحبوا من المهمة اما البقية فارسلوهم الى المدن ليكونوا جواسيس هناك , ثم وضعوا خطة " سين 40" لاسقاط المالكي , خلال 40 يوما , لكن الخطة فشلت ليجربوا خطة " سين 100" اي اسقاط حكومة المالكي بمئة يوم , والسعي للنفوذ من خلال العشائر السنية , وايجاد شرخ بين العشائر السنية والشيعية لاضعاف الحكومة العراقية ,وكانت تصرف ملايين الدولارات من اجل ذلك , وعمد رجوي على طبع بعض المناشير بأختام وشعارات مزورة وكانت هذه المناشير تطبع داخل المعسكر ومن ثم تنشر باللغة العربية ليحقق بها اغراضه الخاصة , ورجوي كان متيقنا اذا خرجت المنظمة من العراق فان جميع اعضائها سيتمرد عليه ولم يبق احد معه , حينها لم تكن هناك منظمة خلق , – تعاون الكثير من المسؤولين العراقيين مع المنظمة عندما تطالب الحكومة بتطبيق القانون تنبري هذه الاصوات لتدافع عن المنظمة ويعرقلون عمل الحكومة..ترى من هي هذه الاسماء المتعاونة مع المنظمة؟ –
-هنالك اسماء عديدة تعاملت مع المنظمة علنا وسرا , ترى من هي اهم هذه الاسماء؟
نعم هنالك اسماء كثيرة ومهمة من السياسيين والقضاة والاعلاميين والصحفيين والمحامين تعاملوا مع المنظمة ومنهم…. "البينة " تحتفظ بأسماء السياسيين والاعلاميين والقضاة والمحامين الذين تعاملوا مع المنظمة , وكان سعيهم الدائم ايقاف القوانين والاوامر التي تستهدف المنظمة وبقائها في العراق