طالب عدد من العوائل الايرانية، اليوم الاحد، حقوق الانسان العراقية بالتدخل لمقابلة ذويهم في معسكر لبرتي (مخيم الحرية)، وفيما اكدوا انهم لا يحتاجون سوى لـ"دقائق قليلة"، اكدت وزارة حقوق الانسان ان رفض طلبات هذه العوائل استند الى رفض ذويهم لمقابلتهم، والحاجة لحماية ارواح عناصر هذه المنظمة.
وقال حسين، احد ذوي عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية، في حديث الى (المدى برس) "في جميع المرات التي قدمنا فيها الى العراق لرؤيا ذوينا لم نقابلهم برغم المطالبات الكثيرة ولجميع الجهات منها وزارة حقوق الانسان العراقية والصليب الاحمر وكل من يمكنه المساعدة في هذا الجانب "لافتا الى اننا "لا نريد غير مقابلة ولعدة دقائق للاطمئنان على ذوينا من الذين التحقو منذ سنين طوال بمنظمة خلق".
من جانبها قالت حسناء، وهي ابنة احد عناصر المنظمة، في حديث الى (المدى برس) "حاولت مراراً وتكراراً مقابلة ابي الذي لم اشاهده منذ ولادتي حيث كان عمري 45 يوما عندما قرر الالتحاق بالمنظمة، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بعد انتقاله الى معسكر ليبرتي او مخيم الحرية كما يطلق عليه وهذا المخيم يحتوي على جدران عالية جدا لا يمكن حتى مشاهدته من مكان بعيد"، مبينة ان "المرة الوحيدة التي شاهدته فيها كانت في معسكر أشرف عندما كان في محافظة ديالى حيث شاهدته من مكان بعيد دون الحديث معه".
من جهته قال وزير حقوق الانسان، خلال استقباله العوائل الايرانية في مقر الوزارة، وحضرته (المدى برس)، ان "مسؤوليتنا كدولة عراقية المحافظة على ارواح هؤلاء حسب الاتفاقات بين العراق والامم المتحدة ونحن نحترم جميع القرارات الدولية لكن وجودهم في العراق لفترة زمنية"، مبينا "لن نقصر باي مساعدة يمكن تقديمها وسنعمل بكل جهدنا لتامين حاجة هذه العوائل التي جاءت لمقابلة ذويها في العراق".
من جانبه، أكد مدير عام الدائرة القانونية في وزارة حقوق الانسان، حيدر حسين مهدي في حديث الى (المدى برس)، أن "وزارة حقوق الانسان استقبلت مجموعة من العوائل الايرانية التي ترغب بزيارة اولادها وذويها المتواجدين داخل مخيم الحرية وهذا المخيم كما يعلم الجميع يضم افراد منظمة مجاهدي خلق الايرانية".
واضاف مهدي، ان "افراد هذه المنظمة الذين كان عددهم اكثر من 3000 فرد تواجدوا في معسكر بمحافظة ديالى ابان النظام السابق، فيما بعد ذلك وعقب تغير النظام لاقوا رفضا من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة في البقاء في العراق باعتبار ان بقاءهم محظور بموجب القوانين والدستور العراقي"، لافتاً الى ان "السلطات العراقية حاولت اخراجهم من العراق بالتعاون مع الامم المتحدة والقوات الاميركية اثناء تواجدهم في العراق".
واوضح مهدي، ان "عوائل هؤلاء الافراد، وفي وقت سابق كانت تتوافد الى العراق من اجل رؤيتهم لكن دائما ما تواجه بالرفض من قبل المنظمة متحججين بان عناصرها لايريدون رؤية ذويهم القادمين من ايران".
وتابع مهدي، "نحن نحاول تقديم كل التسهيلات للعوائل من اجل رؤيا ذويهم وسنعمل على اخذ اسمائهم واسماء من يريدون رؤيتهم من اجل اتمام هذه المقابلة في حال وافق الطرفان على هذا الامر"، لافتاً الى ان "جميع المحاولات السابقة بأت بالفشل لان قيادة الافراد المتواجدين داخل المخيم دائما ما ترفض مثل هكذا زيارات او مقابلات".
وتأسست منظمة مجاهدي خلق (مجاهدو الشعب)، الإيرانية المعارضة، في عام (1965) بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية في (1979) عارضت النظام الإسلامي، والتجأ العديد من عناصرها إلى العراق في الثمانينات خلال الحرب بين البلدين (1980-1988)، وتعد المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في (حزيران 2001).
المدي برس/بغداد