السيد صافي الياسري،
قرأت مقالكم المنشور بتاريخ 21 كانون الثاني (يناير) 2016 في موقع "صوت العراق" على الرابط التالي:
ttp://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=202022#axzz41hVPldHS
فأود أن أقدم أيضاحات للقراء لأنك نفسك مطلع تماما على الحقائق وواقع الحال ولكن مع الأسف تتجاهلها لأنك عشت لعدة سنوات مع عائلتك في فندق أشرف حيث كنت ضيفا لرجوي ومستفيدا من جميله وخدماته الجليلة لك فيما حولت قيادته الزمره إلى طائفة إرهابية غير ديمقراطية معادية لوطننا إيران ولكنك وبالتزامك التام بشيمة العرب أردت عرفان الجميل لأن نكران الجميل عمل مذموم خاصة لدى العرب ويا حبذا لك بهذا الالتزام!!.
أما إن قولك بأن بنتي سمية تبلغ من العمر 36 عاما وليست طفلة قول صادق وحقيقة ولكنه ليس كل الحقيقة لأن بنتي سمية كانت تبلغ من العمر 17 عاما عندما أرسلتها إلى العراق لزيارة قبر خالتها الشهيدة (حورية حمزة دولابي
إني كنت عضوا نشطا في زمره مجاهدي خلق في تنظيماتها في كندا وأميركا وأوليت ثقتي التامة برجوي فعلى ذلك لم أكن أتصور إطلاقا أن يقف رجوي يوما ما بجانب ديكتاتور مثل صدام حسين ليصبح هو نفسه أيضا ديكتاتورا تابعا له فيما كانت زمره رجوي تقاتل يوما ما بجانب الشعب الإيراني من أجل الحرية والاستقلال.
إن مسعود رجوي وبلجوئه للخدعة والكذب أبقى عشرات الفتيان والفتيات من المراهقين البسطاء ومنهم بنتي سمية وابني محمد في معسكر أشرف لكي تقضي مدة سريان وثائقهما الخاصة للإقامة والمواطنة في كندا حتى يتمكن من احتجازهما في معسكر كان يسيطر فيه بشدة على أفكار ونفوس هؤلاء الفتيان والفتيات والأعضاء الآخرين في الزمره لكي يحولهما إلى مواطنين بدون هوية وبدون جواز سفر وباتهام الإرهاب بحيث لم تكن أية من الدول الحرة مستعدة لاستقبالهما كلاجئين لأن الزمره كانت مدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية.
حضرتك كتبت في مقالك أنك قابلت شخصيا في معسكر أشرف بنتي الأسيرة، ولكني أقول إنك إذ تقدم نفسك بأنك كاتب صحفي وباحث عراقي فكيف ولماذا لم تتصل بي أنا هاتفيا لتجري مقابلة معي أيضا ولو لعدة دقائق بصفتي والد سمية أو مع شقيقها وشقيقتها أو مع أمها؟ لماذا قابلت طرفا واحدا فقط من القضية والدعوى؟ ولهذا السبب حكمت بانحياز وأحادي الجانب.
إن حكمك المنحاز هذا يشبه بحكم صدام في حرب أميركا ضد غزوه الكويت الذي تسبب في تدمير الجيش العراقي ومقتل آلاف العسكريين العراقيين نتيجة أنانية صدام وعدم حكمته وهو الغزو الذي كان الشعب العراقي يتصور أنه عملية مقاومة بطولية بقيادة صدام حسين لأن الشعب العراقي كان في عهد صدام حسين محروما من الحرية في الإعلام والتعبير كما لم يسمح مسعود رجوي بحرية التعبير والإعلام في معسكر أشرف لكي لا يطلع أعضاء الزمره عن واقع ما يجري في العالم…
حضرة السيد الياسري،
لقد سألت رجوي قبل ذلك ولكن لم أتلق أي رد منه قط، فحاليا أوجه السؤال إلى حضرتك: كيف تنظيم هذا التنظيم الذي لا يمكن لأعضائه الوصول إلى الإنترنت ولا إلى الهاتف النقال؟ فيما أنت تعرف أنه حتى الرعاة في العراق وفي كل العالم يوجد بحوزتهم الهاتف النقال في المرعى!. حقا لماذا لم تتصل أنت بي؟ ألم يكن يوجد جهاز هاتف في أشرف أو لم يسمحوا لك بأن تقوم بالتحقيق وتقصي الحقائق من جانبي القضية كليهما؟ ما هو هذا التنظيم الذي لا يمتلك أعضاؤه الإيميل (البريد الإلكتروني)؟ لماذا لا يحق لأعضاء الزمره داخل المعسكر أو المخيم أن يتصلوا بأهلهم؟ أنت كتبت أن أبناء وأعزاء العوائل الواقفة أمام باب مخيم الحرية (ليبرتي) قد نقلوا في وقت سابق إلى بلدان أخرى. فحضرتك لكونك صحفيا وكاتبا وباحثا تفضل بتسمية موقع إلكتروني تابع لرجوي يكون قد نشر أسماء المنتقلين من معسكر أشرف أو مخيم الحرية (ليبرتي)؟!! كلا، لا يوجد. تفضل بتسمية موقع تابع لرجوي يكون قد نشر أسماء المنتقلين من مخيم الحرية (ليبرتي) إلى ألبانيا على يد الأمم المتحدة. فعلى ذلك لا تعرف أية عائلة ما إذا كان عزيزها لا يزال في معتقل ليبرتي أم لا؟ من يقف وراء هذا الواقع المر؟ من المسؤول عن تزويد العوائل بالمعلومات عن أبنائها وأعضائها؟ أليس من أبسط واجب أخلاقي لتنظيم سياسي إيصال معلومات شفافة؟ لا يبدو أن يكون لديك رد على هذا السؤال؟ لأنك تعرف أن الواقع شيء آخر وهو أن رجوي يريد منع زمرته من الانهيار والانفضاض.
سيادتك تعرف جيدا أن رجوي كان ربيب جهاز مخابرات لم تقم حكومته قط بالإعلان عن أسماء آلاف الأسرى الإيرانيين في الحرب خلافا لاتفاقيات جنيف.
والأدهى أن صدام لم يعلن قط حتى أسماء العديد من السجناء العراقيين الذين لا تزال أمهاتهم بآلاف تنتظر رؤية أبنائهن الذين اعتقلهم جهاز مخابرات صدام الرهيب اللاإنساني والذي حضرتك تعرفه جيدا ثم اختفت آثارهم تماما في ما بعد.
هل يجوز أن نتهم أولئك الأمهات العراقيات اللواتي مازلن يبحثن عن أبنائهن المفقودين المقتولين على يد صدام أو قوات الاحتلال (قوات التحالف الأمريكي) بأنهن عضوات في أجهزة التجسس والاستخبارات وو…؟؟!!
إني والد يعمل منذ 17 عاما ولحد الآن ليلا ونهارا لتحرير بنته سمية. وأنا قلت وأقول دوما: أنتم انقلوا سمية إلى بلد ديمقراطي حر منفتح من دون حضور عناصر رجوي كآمرين فوقها واجعلوها حرة في اتخاذ القرار حول مستقبلها وحياتها.
كما وفي الوقت نفسه أقترح أنك ورجوي الذي يعطيك أجرا مقابل كتابتك مقالات دفاعا عنه ابحثوا عن تهمة جديدة لتلصقاها بي لكون هذه التهمة بأني تابع لنظام الحكم القائم في إيران تهمة قديمة ومستعملة ومتكررة. كما أملي أن لا تكون قد بعت نفسك وضميرك وذمتك بثمن رخيص.
وأخيرا أقول لك يا صافي، ليس ولد لك قد وقعت في الأسر ولهذا السبب لا يمكن لك أن تدرك وتلمس ما نعانيه ونتحمله نحن العوائل من ألم وحزن شديدين لعشرات السنين بسبب فراقنا من أعزائنا المحتجزين الأسرى لدى زمرة رجوي. والله من وراء القصد.
مصطفي محمدي
ريجموندهيل – كندا
مارس2016