من الجدير بالذكر في الدرجة الأولى أن الواقع الأمني العراقي خطير جدا؛ ففي هكذا ظروف خطرة لا يريد أحد أن يبقى في بغداد وفي مخيم الحرية (ليبرتي) الواقع فيها؛ بحيث أن بعضا من سفرات العوائل من إيران إلى العراق قد تأجلت بسبب انعدام الأمن للسفرات المكوكية المستمرة. وبشكل عام تكون الظروف صعبة جدا بالنسبة للعوائل من جميع الجوانب بما فيها حرارة الجو. فعلى سبيل المثال ولسبب المشاكل في العراق اضطر كاتب هذه السطور إلى المشي بالأقدام لمدة ساعة والنصف ليصل إلى موقع عمله لأن جميع الشوارع كانت مغلقة ومهددة بتفجير قنابل.
ولكن أفراد العوائل الذين عدد كبير منهم طاعنون في السن ومرضى يستمرون بأعمالهم ونشاطاتهم التي لا تمكن لهم بالتأكيد ممارستها في الظروف العادية لكونهم قد عقدوا العزم على استحصال معلومات عن أحوال أعزائهم ومصائرهم بأية طريقة كانت لأن أخبار أعزائهم قد انقطعت عنهم سنوات عديدة تبلغ في ما يتعلق ببعض منهم أكثر من ثلاثة عقود.
وتدعو العوائل جميع المنشقين والمنفصلين عن زمره مجاهدي خلق وآخرين من أهالي سكان مخيم الحرية (ليبرتي) وكل من يسمع صوت العوائل المعتصمة أمام باب المخيم دعوة ملحة وملتمسة إلى الدعا لها أولا والعمل ثانيا أينما كانوا وبقدر وسعهم على إيصال صوت هؤلاء الأهالي إلى أسماع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة UNHCR والأخرى من المنظمات الدولية المختصة بحقوق الإنسان ليقولوا لها: "إن رجوي هو زعيم زمرة أو طائفة قامت باحتجاز أفراد كرهائن وغسل أدمغتهم ومنعهم من أي اتصال بالعالم الخارج عن التنظيم وهذه أعمال تعتبر جريمة يتم النظر فيها قضائيا في أي مكان في العالم إلا في هذا المخيم الخاضع تحت إشراف الأمم المتحدة وإدارتها في العراق".
أما واقع ما حدث يوم أمس فهو كالتالي:
كان أعضاء زمرة رجوي ولغرض منع العوائل من رؤية داخل المخيم أو ربما منع سكان المخيم من رؤية العوائل قد نصبوا أقمشة وستائر في مدخل المخيم وكل موقع كان يمكن فيه رؤية داخل المخيم أو بالعكس. كما كانوا قد أحدثوا ثقبا على هذه الأقمشة أو الستائر ليستخدموها لعملية تصوير العوائل بالصور الفوتوغرافية أو الفيديوية.
فيوم أمس قام أحد من أفراد العوائل بمد يده إلى داخل أحد تلك الثقوب لغرض المصافحة أو بتعبير آخر لتقديم السلام والاحترام لهم ولكن أحدا من أعضاء الزمرة أعاد يد الشخص بشدة وبضرب وبالتالي تعقدت يده بالقماش فتمزق قدر من القماش؛ مما أدى مباشرة إلى وقوع مواجهة وفي هذه الأثناء انضم إلى أعضاء الزمرة أعضاء آخرون في موقع المواجهة. وخلال ذلك قام أفراد آخرون من العوائل بتمزيق ونزع الستائر الأخرى؛ وكانت الشرطة قد فقدت سيطرتها على الأوضاع.
فتم فورا إبلاغ المسئولين في مكتب الأمم المتحدة في بغداد بالموضوع فحضر الموقع ممثل عنهم وشاهد صور المواجهة الفتوغرافية والفيديوية؛ كما شهد أن أغلبية أفراد العوائل هم من النساء اللواتي تعرضن للضرب والشتم على أيدي رجال زمرة رجوي. وبشكل عام سجل هذا الحادث لحساب العوائل وعلى حساب زمرة رجوي حيث تم إدانة واستنكار ما قام به أعضاء الزمرة من هجمات على عوائل سكان المخيم.
مؤسسة "سحر" الإيرانية للأسرة
بغداد – الجمعة 27 أيار (مايو)