يحيي الإيرانيون اليوم (29 اغسطس) ذكرى اغتيال رئيسهم الأسبق محمد علي رجائي ورئيس وزرائه آنذاك محمد جواد باهنر، على يد جماعة "خلق" الإرهابية، والذي تم تسميته باليوم الوطني لمكافحة الإرهاب.. وتشير المناسبة إلى عشرات الآلاف من الإيرانيين الذي قضوا في عمليات إرهابية نفذت غالبيتها زمره خلق التي رعتها دول غربية وأنظمة دموية في المنطقة والتي تقوم بمحاولات يائسة لإعادة إحياء الزمره التي فقدت حتى إمكانية استخدامها كأداة على غرار داعش في المنطقة.
ليست إحياء لذكرى أليمة فقط، تلك المتعلقة باغتيال الرئيس الإيراني الأسبق محمد علي رجائي ورئيس وزرائه آنذاك محمد جواد باهنر قبل 35 عاما، وإنما استرجاع لآلام شعب أصبح هدفاً لجرائم جماعة إرهابية أطلقت على نفسها "زمره خلق" فيما كانت قوى الثورة منهمكة في بناء مؤسسات الدولة الجديدة على أنقاض نظام الشاه.أكثر من 17 ألف شخص معظمهم من المواطنين المدنيين حصدتهم العمليات الإرهابية لهذه الزمره خلال عدة عقود، وبعضها استهدف كبار مسؤولي الدولة الإيرانية الفتية، ومن بينهم رجائي وباهنر في عملية تفجير استهدفت مكتب اجتماع رئيس الجمهورية.
"أكثر من 17 ألفاً من الإيرانيين ضحية إرهاب جماعة "خلق""
وتوالت التفجيرات والاستهدافات عبر استخدام أساليب وحشية شكلت مدرسة للتنظيمات الإرهابية التي نشأت بعد ذلك بعقود في المنطقة كتنظيم القاعدة وأخيراً داعش، برعاية غربية ودول إقليمية كالسعودية فكراً وتمويلاً وغطاء. ونجحت إيران في مكافحة جماعة خلق أو ماتوصف اليوم بدواعش الثمانينيات من القرن الماضي، داخل حدودها، ولكن سرعان ما تحولت الجماعة الإرهابية إلى أداة بيد أنظمة نزاعة لشن الحروب كنظام صدام حسين في العراق، مقدمة له خدمات استخباراتية وعسكرية خلال عدوانه الذي استمر ثمانية أعوام على إيران. وتحولت أيضاً لأداة بيد النظام لقمع معارضيه، وخرجت وثائق دامغة حول دور زمره خلق في قتل الآلاف من العراقيين ومن بينهم الأكراد بشهادة كثيرين ممن عاشوا أحداث تلك الحقبة.
""زمره خلق" أداة استخدمت ضد شعوب المنطقة قبل القاعدة وداعش"
ومن بينها شهادات لعناصر انشقت بعد ذلك من الزمره كمسؤول اللجنة المركزية السابق للزمره كريم حقي الذي كشف لصحيفة الحياة السعودية الجرائم التي قامت بها الزمره في الكويت أثناء اجتياحها من قبل النظام العراقي السابق، وقمع الأكراد في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث ينقل حقي عن مريم رجوي زعيمة الإرهابيين قولها للمسلحين المكلفين من صدام بقمع الأكراد، بأن عليهم استخدام الدبابات لسحق الأكراد المنتفضين. كما أكد منشق آخر وهو محمد رضا إسكندري أنه كان ضمن قوات خلق في محور "سليمان بيك" حيث وقعت المجازر ضد المدنيين، مضيفاً أن القوات استخدمت المدرعات والدبابات لسحق الأكراد. كما أشار إلى دفن القتلى في قبور جماعية، موضحاً أن عناصر خلق سلموا كل من تشير هويته إلى أنه كردي إلى الجيش العراقي والمخابرات.
وظلت الدول الغربية ترعى زمره خلق خلال العقود الماضية رغم إدراجها ضمن المنظمات الإرهابية قبل أن تخرجها من القائمة في السنوات الأخيرة. وقبل أيام رحلت الولايات المتحدة سراً نحو 155 فرداً من أعضاء وقادة زمره خلق الإرهابية المتواجدين في مخيم ليبرتي قرب مطار العاصمة العراقية بغداد إلى ألبانيا.
"محاولات الغرب وحلفائه لاستخدام زمره خلق بعد انتهاء جدواها"
هذا فيما سمحت فرنسا في الشهر الماضي للزمره بتنظيم اجتماع استعراضي شارك فيه الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية تركي الفيصل ووجه من خلاله خطابات ضد إيران ونظام الجمهورية الإسلامية. ولعل الرياض ومعها الحليفات الغربيات ليست قادرة على ترك عاداتها في دعم الجماعات الإرهابية حتى وإن بقي شبح منها بعد انتهاء تاريخ استهلاكها وفقدان أي جدوى لها في إيران أو في المنطقة