في خطوة يلفها الغموض، تم نقل المئات من عناصر المعارضة الإيرانية مجاهدي خلق من العاصمة العراقية بغداد إلى البانيا، احدى دول البلقان في جنوب شرق اوروبا. يعيشون الآن في مخيمات مسيجة في العاصمة تيرانا.
موفدتنا جنان موسى ذهبت الى هناك لتتحرى عن الموضوع وعادت الينا بالتقرير التالي..
نحن في تيرانا، عاصمةِ ألبانيا، أفقرِ دولةٍ في أوروبا.
يبلغُ عددُ سكانِ ألبانيا ثلاثةَ ملايينِ نسمة، لكنْ في الآونة الأخيرة زاد عددهمُ قرابةَ الالف هم أعضاءٌ في فرقه مجاهدي خلق الإيرانيةِ المعارضةِ، سُمِح لهم بالانتقال من العاصمةِ العراقيةِ بغدادَ ليقيموا في مخيمات هنا على مشارف العاصمةِ الألبانية قربَ أحد المراكزِ التجارية في تيرانا.
أعضاءٌ في فرقه مجاهدي خلق الإيرانيةِ المعارضةِ، سُمِح لهم بالانتقال من العاصمةِ العراقيةِ بغدادَ ليقيموا في مخيمات هنا على مشارف العاصمةِ الألبانية قربَ أحد المراكزِ التجارية في تيرانا.
تفاصيلُ هذه الصفقةِ، التي سهلت خروجَ أفرادِ مجاهدي خلق من بغدادَ إلى تيرانا، لم تخرجْ إلى العَلن. لا يتحدثُ سكانُ تيرانا الجددُ إلى الإعلام وهم يعيشون في مخيماتٍ مسيجةٍ ومحروسةٍ على مدار الساعة.
يتجولُ أفرادُ مجاهدي خلق بحرية في تيرانا لكنْ لا يُسمحُ لأحدٍ بدخول مخيماتِهم، لذلك لم أتمكن من زيارتهم لكني تحدثتُ إلى بعضهم خارجَ المخيم.
1 – احدى عناصر مجاهدي خلق
من اين انت؟ انا من ايران. نحن من المعارضة الايرانية.
هل اتيتم الى البانيا للبقاء هنا للابد؟ نعم سنبقى هنا للابد. سنبقى هنا حتى سقوط النظام في ايران.
هل لديكم جوازات سفر البانية؟ كلا، لم نحصل عليها بعد. اعطونا فقط ورقة.
هل يمكنكم السفر؟ لا.
هل سيعطوكم جزاوات سفر في المستقبل؟ على الارجح نعم. وجودنا هنا هو تجربة جديدة ايضا بالنسبة لالبانيا.
زمره مجاهدي خلق كانت واحدةً من القوى التي أسقطتْ شاهَ إيرانَ سنة الف وتسعِمئةٍ وتسعٍ وسبعين. وبسبب فكرها الشيوعي، نَشِبَتْ خلافاتٌ بينها وبين القوى الإسلاميةِ الحاكمةِ حتى اليومِ في إيران، بعد سقوطِ نظامِ الشاهِ، وصلتْ إلى حد القتالِ بين الطرفين.
وعلى أَثَر ذلك انتقلت الزمره إلى باريس، ومنها إلى العراق، حيث قدَّم لها نظامُ صدام حسين الدعمَ لمساعدتها على الاستمرار في مناهضة النظامِ الإيراني. حتى وقت قريب كان أفراد مجاهدي خلق يُقيمون في مخيم ليبرتي في بغدادَ ولكن بعدَ سقوطِ نظامِ البعث، صاروا هدفًا لهجمات مستمرةٍ من قبل المجموعاتِ الموالية لإيران في بغداد. قُتل كثيرٌ من أفراد الفرقه ، وهو ما هدد وجودَهم، فقررتِ الولاياتُ المتحدةُ إخراجَهم من بغداد. الدولةُ الوحيدةُ التي أبدتِ استعدادَها لاستقبالهم هي ألبانيا، الحليفُ القويُّ لأمريكا في البَلقان.
ألدو بومشي/ الوزير السابق للشؤون الخارجية
نحن جزء من حلف شمال الاطلسي. ألبانيا والشعب الألباني في المنطقة استفادوا كثيرا من انهيار النظام الشيوعي، وتوسيع حلف شمال الاطلسي وكذلك تدّخل حلف شمال الأطلسي في كوسوفو حيث استطعنا تأسيس دولة ألبانية مستقلة. لهذا نحن ممتنون للغرب وللولايات المتحدة الامريكية وللدول الأوروبية. وحيث اننا الان جزء من هذا التحالف يجب علينا ان نساهم معهم. بالطبع ألبانيا بلد صغير، شاركنا بمهام حلف الاطلسي في العراق وأفغانستان وفي البوسنة. علينا المساهمة قدر المستطاع.
“تقضي الاتفاقيةُ بأن يُرحَّلَ ، في نهاية المطافِ، جميعُ أعضاءِ فرقه خلق، الذين يُقدَّرُ عددهم بثلاثة آلافٍ من بغدادَ إلى ألبانيا“.
احدى عناصر مجاهدي خلق
اذا عدت الى ايران، سيتم قتلي. بكل بساطة. تماما كما فعلوا بأصدقائي. اصدقائي وضعوا في السجن هناك والعديد تم قتلهم.
“على الرَّغم من أن فرقه مجاهدي خلق تتعهدُ باستمرار القتالِ حتى إسقاطِ النظامِ في طهران، يبدو هذا الهدفُ صعبَ المنال، فهم بعيدون كلَّ البعدِ عن إيرانَ ، وهذا ما يدعو إلى الاعتقاد بأن معركتَهم انتهتْ في الوقت الراهن.”
أخبار الان | تيرانا – البانيا –