كان أول عمل يقدم عليه " مسعود رجوي " في بغداد , هو تشكيل " جيش التحرير الوطني ". و بعد التمهيدات و الوعود و العهود الكثيرة , أتي العديد من أعضاء و أنصار الزمره و بعض المغرر بهم و المخدوعين الغير من غير التنظيميين , أتوا إلي بغداد , واستقروا في معسكر يطلق عليه اسم " معسكر أشرف " , وهناك انصبوا علي التدريب لتعلم فنون القتال العسكرية و الحروب الكلاسيكية
و هنا كان " مسعود رجوي " يسعي محاولا أن يظهر أن الزمره قد قطعت مرحلة الاغتيالات و حرب المدن , و أنها الآن تقدمت إلي مرحلة يمكنها فيها القيام بالحروب الكلاسيكية , مثل الحروب بين بلدين. و قام كيان صدام حسين بتقديم كافة أشكال الدعم الفني و التقني لهم. و بعد الثورة الإيديو لوجية الذاخرة بالأحداث , تمتعت الكثير من نساء الزمره في معسكر أشرف بصلاحيات واسعة و كبيرة.
و في الفترة الممتدة بين عامي 1364 هجري شمسي إيراني , و الموافق لعام 1985 ميلادي شمسي , و حتي عام 1372 هجري شمسي إيراني , و الموافق لعام 1993 ميلادي شمسي , وقعت أربع ثورات إيديو لوجية في داخل الزمره , و في كل مرة و تحت عناوين مختلفة كان يتم قمع معارضي " مسعود رجوي " بالقوة , و بعضهم كان يتم تصفيته جسديا , أو كان يختفي بشكل قسري. و تم إجراء استعراضات عسكرية و تم التطبيل و التزمير لها إعلاميا , حتي يتم ترميم حقيقة الماهية المتزلزلة و المكسورة للزمره عند أنصارها و بنظرهم , ويتم الحفاظ علي بقاء و استمرارية تشكيلات الزمره .
حتي أن زيارة وارث تم التلاعب فيها , فأصبحت كالتالي : " السلام عليك يا مسعود , السلام عليك يا مريم " , و تم نشرها بشكل علني في داخل الزمره و في منشوراتها العامة.
و صل " مسعود رجوي " إلي مرتبة القائد الأعلي , كما حصلت " مريم رجوي " علي منصب قيادة جيش التحرير , و من ثم رئيسة مجلس المقاومة , و أخيرا نصبت كرئيسة للجمهورية. و بين الحين و الآخر تجلس أيضا إحدي أعضاء الزمره مجتمعة بمجلس نسائي علي منصة القيادة العامة للزمره و تشغل أعضاء الزمره المتشائمين لفترة من الزمن بسرد المقدمات و الخواتم و التقارير و الأحداث و تحليلاتها و ما إلي ذلك
كتب أحد عناصر المعارضة اليسارية في الخارج حول وضع مجاهدي خلق في مثل هذا النوع من التصرفات , كتب ما يلي :
" إن حب مجاهدي خلق لسلطة الدولة , ليس له علاقة بالأرض. هو أفتتان نصف طائفي _ نصف طفولي… السلطة الحكومية تمثل حلما جذابا بالنسبة لأي عضو في الزمره … إن كلمات كمثل : " رئيس الجمهورية " , و " زعيم الزمره " , و " رئيس الوزراء " , و " مجلس الوزراء " , و " وزير " , و " قائد " , و مثل هذه الكلمات تلقي صدي عجيبا بين هؤلاء و في مسامعهم. و بشكل دقيق كالأطفال الذين يستفون ألعابهم و دماهم , و يلعبون مع أحلامها. إن هؤلاء علي الأغلب مشغولون بلعبة " الحكومة "… و في هذه الجولة الأخيرة التي من المقرر فيها أن تكون مريم رئيسة للجمهورية… حتما لن تكون اللعبة الأخيرة. غالبا و باحتمال قوي ما سيكون آخر هذه الأحداث هو إعلان الزعامة , و إقامة مراسم تتويج ".
في تلك الحكومة الذاتية لزمره مجاهدي خلق في العراق و الواقعة تحت سلطة صدام , قامت الزمره بإنشاء مصغرات من الوزارات المختلفة , و لكن لدي هذه الدولة الخيالية و الممتدة علي مساحة معسكر أشرف.. 12 كيلو متر في 10 كيلو متر.. هناك آكثر من 35 سجن و مجمع اعتقال………