رسالة حسين نجاد إلى مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران
السيدة عاصمة جيلاني جهانغير مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران؛
تحية طيبة؛
أهنئك بتعيين سيادتك مقررا جديدا للأمم المتحدة في واقع حقوق الإنسان في إيران؛ إني علي حسين نجاد المترجم الأقدم السابق لقيادة زمره مجاهدي خلق الإيرانية ودائرة العلاقات الخارجية فيها في العراق انفصلت عن صفوف الزمره بعد أن كنت عضوا ومسؤولا فيها لمدة ثلاثين عاما وذلك قبل أربع سنوات وبمساعدة من فريق رصد حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إثر نقلي من معسكر أشرف إلى مخيم الحرية (ليبرتي) في بغداد؛ أعتقد أن قضية انتهاك حقوق الإنسان في إيران لا تقتصر على ما يجري داخل إيران والسجون الإيرانية على يد نظام الحكم القائم في إيران وإنما تشمل انتهاك الحقوق الإنسانية لكل إيراني على يد إيراني آخر في أي مكان في العالم.
أحيطك سيادتك والمجتمع الدولي علما كشاهد عيان بأن زمره مجاهدي خلق الإيرانية ومنذ سنوات عديدة لم تعد تعتبر زمره مناضلة من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية في إيران وإنما صارت طائفة بعقائد وأفكار وأعمال وإجبارات مناقضة للمبادئ والأعراف الإيرانية والإسلامية والإنسانية والعالمية وكانت سياسات وأعمال قيادة هذه الزمره ولاتزال قائمة على أساس هذه العقائد والأفكار بما فيها أعمالها وممارساتها الإرهابية وذات طابع العنف والطائفية مما أدى إلى وصول أقسى وأعنف الأشخاص والتيارات في جزء من النظام إلى السلطة في إيران والانتهاك المستمر لحقوق الإنسان فيها على أيديهم خاصة في ثمانينيات القرن الماضي وفشل جهود كل المنظمات والتيارات التحررية والإصلاحية الناشطة من أجل تحقيق الحريات وحقوق الإنسان في إيران. وحتى الآن وبسبب كراهية الشعب الإيراني الشديدة لهذه الزمره باتت هذه الأعمال والسياسات التي اعتمدتها قيادة الزمره مانعا وحاجزا أمام نجاح الأجهزة الدولية المختصة بحقوق الإنسان في تحقيق غايتهم في إيران.
فعلى سبيل المثال وفي محاولة لمنع انهيار التنظيم نتيجة استمرار انفصال الأعضاء لا تزال قيادة الزمره تقوم حتى في الوقت الحاضر الذي تم فيه نقل كل أعضائها من العراق إلى أوربا بعد تواجده في العراق لمدة ثلاثين عاما وحتى في ألبانيا أيضا بمنع الأعضاء من التعبير عن عواطفهم وأي اتصال أو لقاء بعوائلهم سواء بالرسائل أو بالهاتف ووسائل الاتصال والتواصل العصرية؛ كما تمنع قيادة الزمره أعضاءها من التواصل في ما بينهم واستخدام وسائل الإعلام ليس فقط الإنترنت والهاتف النقال والصحف والقنوات التلفزيونية وإنما حتى من احتياز جهاز الراديو والاستماع له وقراءة الكتاب وكتابة ما يريدونه أيضا. إذا فإن وجود هذه الظاهرة والطائفة بقيادتها وتنظيماتها وفرض سلطتها على موقع أو مكان تمكنت من احتجاز قرابة 3 آلاف إيراني فيه في فخه من دون أي اتصال بعالم الخارج وبعقد صنوف الجلسات الخاصة للتعذيب النفسي والتي كنت أنا وأمثالي من ضحاياها لعشرات السنين يلقي مسؤولية كبرى على الزمره الدولية باعتبارها راعية حقوق الإنسان لإنقاذ الإيرانيين الأسرى بيد هذه الزمرة خاصة أن ذلك لا يقع في بلدان العالم الشاسعة بعيدا عن أنظار العالم وإنما يقع في أوربا، وإن هذه الأعمال تمثل انتهاكا لأبسط الحقوق الإنسانية لإيرانيين وإن الخطوة الأولى الضرورية لتحمل هذه المسؤولية هي ممارسة الضغط على قيادة هذه الزمرة لإلغاء فتواها بتحريم الاتصال بخارج التنظيم وخاصة بأفراد العوائل الذين يشعرون بقلق بالغ من مصائر أعزائهم الذين انقطعت أخبارهم عن عوائلهم منذ عشرات السنين.
السيدة المقررة الكريمة،
إن قادة زمرة مجاهدي خلق الإيرانية كانوا يمنعوني من اللقاء بابنتي الكبرى زينب حسين نجاد (38 عاما) وحديثي معها حتى عندما كنت أنا داخل التنظيم وفي معسكر "أشرف" بالعراق ولم يكونوا يسمحون لنا باللقاء والحديث إلا مرة في كل عام وهي في عيد رأس السنة الإيرانية (21 مارس) فقط لمدة ساعة أو ساعتين وحتى ذلك بمراقبة وسيطرة من قبل قيادة الزمره ، وحاليا أنا لم أر بنتي زينب منذ أكثر من خمس سنوات وهي تتواجد حاليا في مقر هذه الزمرة في ألبانيا وهي محرومة مثل جميع أسرى الزمرة من أي اتصال خارجي وحتى من الزواج.
كما وإن بنتي الصغرى منى (آذر) حسين نجاد (34 عاما) والتي تعيش في إيران لم تر شقيقتها الكبرى زينب حتى الآن في حياتها وهي سافرت مرتين إلى العراق وذهبت إلى أمام باب مخيم الحرية (ليبرتي) في بغداد وهو كانت مقرا لأفراد زمره مجاهدي خلق لتلتقي بشقيقتها لأول مرة في حياتها ولكن قادة الزمره منعت من اللقاء بين هاتين الشقيقتين اللتين لم تلتقيا قط في حياتهما. فإني أسأل سيادتك هل توجد هناك في عالم اليوم وفي عصر الاتصالات الحديثة ووسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي وفي أي بلد وفي أي سجن في العالم ولو كان خاضعا لأوحش وأعتى نظام حكم هل توجد شقيقتان سليمتان تبلغان من عمرهما أكثر من ثلاثين عاما تكونان لم تر بعضهما البعض في حياتهما؟ هل توجد هذه الظاهرة عند أية جهة إلا في زمره مجاهدي خلق الإيرانية الرهيبة؟
هذا وإني راجعت مرات عديدة مقر مريم رجوي زعيمة زمره مجاهدي خلق الإيرانية في ضاحية باريسية للتعبير عن احتجاجي على قطع اتصالات بنتي بي وبشقيقتها الصغرى ولطلب إتاحة الإمكانية لنا للتواصل، ولكني تعرضت كل مرة للملاحقة والهجوم والضرب والجرح من قبل عناصر مريم رجوي ورجال الأمن التابعين لها.
وفي ما يلي بيان صادر عني طلبت فيه من الشخصيات المساندة والداعمة لمريم رجوي أن يطلبوا منها إطلاق الحرية لبنتي في اتصالها بالعالم الخارجي وبي أنا والدها المقيم في فرنسا وبشقيقتها المقيمة في طهران والتي لم ترها قط في حياتها، إضافة إلى ترتيب لقاء ولو للحظة بين هاتين الشقيقتين. والبيان الذي أرسلته مرات عديدة إلى مسؤولين وصحف وشخصيات وأجهزة مختصة بحقوق الإنسان في فرنسا أيضا مرفق طيا بصورة للشقيقتين:
نداء إنساني للعمل على أول لقاء بين شقيقتين
زينب (37 عاما) المنتقلة من مخيم الحرية (ليبرتي) ببغداد مقر زمره مجاهدي خلق الإيرانية إلى ألبانيا وآذر (33 عاما) المقيمة في إيران شقيقتان لم تر بعضهما البعض حتى الآن في حياتهما ولم يمكن أي اتصال بينهما لا بالإنترنت ولا بالهاتف ولا حتى بالتراسل في هذا العصر وهو عصر الاتصالات. زينب محتجزة في مقر أعضاء زمره مجاهدي خلق الإيرانية في مدينة تيرانا العاصمة الألبانية بعد نقلها من مخيم الحرية (ليبرتي) ببغداد إليها وآذر تنتظر للقاء العمر مع أختها لأول مرة في حياتهما ولكن قيادة الزمره تمنع عن اللقاء بينهما مع أن آذر كانت قد ذهبت مرتين من إيران إلى بوابة مخيم الحرية (ليبرتي) في بغداد طلبا للقاء بشقيقتها ولكن قيادة الزمره لم تسمح باللقاء بينهما خشية انفصال زينب عنها وذلك بحجة أن زينب نفسها لا تريد اللقاء بأختها. أرجو المنظمات الدولية والجهات والشخصيات التي لها علاقات مع زمره مجاهدي خلق الإيرانية في العراق والبلدان الأخرى المساعدة في تحقيق هذا الطلب الإنساني بالتوسط لدى قادة الزمره في العراق وزعيمتها مريم رجوي المقيمة في فرنسا للموافقة على هذا اللقاء العائلي. وشكرا
والد الأختين: علي حسين نجاد لاجئ مقيم في فرنسا
رقم الهاتف: 0033641361770
البريد الإلكتروني: ghorbanali1329@gmail.com
لهذا أطالب سيادتك بإدراج هذه الحالات من انتهاك حقوق الإنسان من قبل زمره مجاهدي خلق الإيرانية أيضا في تقريرك عن انتهاك حقوق الإنسان في إيران لكونها تجرى بحق قرابة ثلاثة آلاف إيراني في العاصمة الألبانية تيرانا يعتبرون في الحقيقة سجناء سياسيين خاضعين للأسر وصنوف التعذيب النفسي في هذه الزمره وبأمر من قيادتها.
علي حسين نجاد المترجم الأقدم السابق لقيادة زمره مجاهدي خلق في العراق
باريس – 25 تشرين الأول أكتوبر2016