شهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم امس السبت مؤتمرا أقامته زمرة المجاهدين الإرهابية شارك فيه رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، تركي الفيصل، ليؤكد بذلك التحالف الدموي بين تكفيريي آل سعود ومجرمي زمرة المجاهدين .
منذ ان قامت الثورة الإسلامية في إيران، اعلن آل سعود العداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد اتخذ هذا العداء ألوانا مختلفة على مدى العقود الماضية انطلاقا من دعم المقبور صدام في حربه ضد إيران وصولا الى دعم العمليات الارهابية داخل إيران، ومر هذا المسار بمحطات مختلفة منها ارتكاب السعودية مجازرا ضد الحجاج الإيرانيين في بيت الله الحرام والضغط على الادارة الامريكية لاحباط الاتفاق النووي مع إيران، وحثها على الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران تعجز السعودية عن دخولها.
أما زمرة المجاهدين ، فعلى الرغم من حصولها على دعم بعض رجال الدين قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، إلا أنها انخرطت في صراع مسلح مع نظام الشاه في حين كان الإمام الخميني يؤكد على سلمية الحراك، وتعرضت قيادات الجماعة للتصفية من قبل نظام الشاه ليتزعمها تقي شهرام و بهرام آرام اللذان قاما بتصفية العناصر المتدينة في الزمره واغتيالهم، ثم اعلنوا اعتناق الزمره الفكر الماركسي، واستمروا في تصفية المعارضين.
الزمره لم تكتفِ بخيانة اعضائها، بل تطور الامر الى خيانة الوطن، حيث فشلت الزمره في الحصول على الدعم الشعبي مما جعلها أقلية معارضة من دون قاعدة اجتماعية، فما كانت تستطيع تحقيق مآربها، وشاركت الزمره في التجسس على إيران لصالح العراق خلال الحرب التي فرضها نظام البائد صدام على إيران، ثم امرت عناصرها بالفرار من إيران الى العراق بالتعاون مع القوات العراقية، وهناك شكلت ما يُدعى بـ “جيش التحرير الوطني” الذي قاتل مع الجيش العراقي ضد الشعب الإيراني في الحرب المفروضة على إيران.
وبعد انتهاء الحرب، لم يكن سفاحو الزمره قد شبعو من الدماء، لذلك شاركوا في قمع الانتفاضة الشعبانية بالعراق وسفكوا دماء الكثير من العراقيين خلال ذلك؛ فكانت حصيلة أعمال الزمره الارهابية اغتيال أكثر من 17000 إيراني منهم الرئيس رجائي، وآية الله بهشتي؛ اما في العراق فكان للمنظمة دور في تصفية عشرات الآلاف من العراقيين الى جانب النظام البعثي بعد انتفاضة عام 1991.
ما الذي جمع آل سعود الذين اعتنقوا الفكر السلفي الوهابي المتطرف مع فرقة المجاهدين التي يمكن تلخيص منهجها بانه شتات من الماركسية والرأسمالية تجمعه تفاسير خاطئة للإسلام وضعها متزعمي الجماعة؟! ربما يكمن الجواب في ان الطرفين يرون أن الهدف يبرر الوسيلة، هكذا ينظر كل من آل سعود والمجاهدين الى احدهما الآخر، فزمرة المجاهدين التي لا تحظى باي تأييد داخل إيران حتى من قبل العناصر غير المتدينة تحتاج الى تمويل كبير من اجل الاستمرار في الظهور العلني في المحافل الدولية وبث الدعاية، أما السعودية التي لا تجد لنفسها موضع قدم في إيران فإنها تراهن على هذه الزمره لتنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وبعد أشهر من انتخابات إيرانية شارك فيها قرابة 41 مليون مواطن؛ احتفل الاعلام السعودي بظهور رجل المهمات القذرة وعراب التطبيع مع الكيان الصهيوني الى جانب الارهابية مريم رجوي ليقول بكل وقاحة أن النظام الإيراني “لا يرقى إلى أن يكون نظاما ديموقراطيا”، فيما لم يجف بعد حبر قرار الملك السعودي بعزل ولي العهد بن نايف وتعيين ابنه وليا للعهد بدلا منه، وتغييب بن نايف ووضعه قيد الاقامة الجبرية.
العلاقة بين آل سعود والديمقراطية، تشبه كثيرا العلاقة بين زمرة المجاهدين والوطنية المزعومة؛ واخيرا يبقى الحقد على الشعب الإيراني والتخطيط للمزيد من العمليات الارهابية هو مربط الفرس في اجتماع المجاهدين مع آل سعود.
كتب بواسطة: ياسر الخيرو