المترجم الأقدم السابق لقيادة مجاهدي خلق في العراق يجيب على سؤال
مقابلة أجراها موقع “إيران واير” من مواقع الإيرانيين في المهجر مع علي حسين نجاد المترجم الأقدم السابق لقيادة زمره مجاهدي خلق في العراق. ونشرت المقابلة موقع “كويا نيوز” أيضا.
علي حسين نجاد كان المترجم الأقدم لقائد زمره مجاهدي خلق الإيرانية مسعود رجوي باللغة العربية في العراق لمدة 25 سنة وهو انفصل عن الزمره قبل خمس سنوات.
تعرف حسين نجاد على زمره مجاهدي خلق الإيرانية في عام 1971 عندما كان طالبا في جامعة طهران عبر إذاعة كانت تدار وتبث من العراق من قبل زمرتي مجاهدي خلق وفدائيي خلق الإيرانيتين. وكان يقوم هو مع طلاب آخرين أنداد له في الفكر والرأي بكتابة ما كانت تبثه الإذاعة من بيانات وخطابات وتوزيعها على الطلاب.
وإثر هجوم شرطة الشاه السرية (السافاك) على المجمع السكني لطلاب جامعة طهران اعتقل وسجن حسين نجاد فتعرف في السجن على قادة الزمره الذين كانوا قد سجنوا قبله حتى صار بعد كونه لسنوات عديدة من أنصار زمره مجاهدي خلق قبل الثورة الإيرانية وبعدها صار في السنوات اللاحقة من الأعضاء والمسؤولين في الزمره لمدة ما يقارب ثلاثين عاما.
كان حسين نجاد نزيلا في زنزانة سجن سافاك الشاه مع الكاتب والمفكر الإسلامي الشهير المرحوم الدكتور علي شريعتي لمدة ما يقارب أربعة أشهر.
التحق حسين نجاد بعد الثورة الإيرانية بالركب التعليمي والتربوي الإيراني حيث أصبح مدرسا في المدارس الثانوية بعد أن كان لمدة ما مترجما لرئيس الوزراء الإيراني الأسبق الدكتور محمد جواد باهنر في مجلس الثورة الإيرانية. ثم تم نصبه حاكما (قائم مقام) لمدينته “ميانه” في أذربيجان الإيرانية قبل ترشيحه من قبل زمره مجاهدي خلق للنيابة في الدورة الأول لمجلس الشورى (البرلمان) الإيراني بعد الثورة.
وبعد إعلان الزمره خوضها الكفاح المسلح ضد الجمهورية الإسلامية وتعرض العديد من مرشحي الزمره للبرلمان للإعدام غادر حسين نجاد إيران وبعد أن عاش وعمل لزمره مجاهدي خلق لسنوات عديدة في تركيا واليونان وأوربا بما في ذلك في مقر الزمره في فرنسا انتقل إلى مقرات الزمره في العراق ومنها معسكر أشرف حتى انفصل عن الزمره بعد نقل جميع أفراد الزمره من معسكر أشرف إلى مخيم ليبرتي في بغداد وذلك بمساعدة من مكتب رصد حقوق الإنسان التابع لممثلية الأمم المتحدة في العراق حتى عاد إلى فرنسا حيث يعيش حاليا.
وكان حسين نجاد مسئولا في الزمره عن فحص وترجمه الصحافة العربية وترجمة بيانات الزمره ورسائل وكتب وخطابات قيادة الزمره (مسعود ومريم رجوي) لكونه خريجا واختصاصيا في اللغة العربية والترجمة منها وإليها. وهو بسبب مهنته وموقعه في الزمره مطلع على علاقات الزمره مع نظام صدام حسين وحزب البعث العراقي والقيادة العراقية خاصة في تسعينيات القرن الماضي.
إنه فقد زوجته وشقيقيه خلال عمليات الزمره ضد النظام الإيراني انطلاقا من الأراضي العراقية وبنته كانت في صفوف الزمره حتى قبل أشهر وهي أيضا انفصلت عن الزمره مؤخرا وتعيش حاليا مستقلة في ألبانيا وذلك بعد نقل جميع أفراد الزمره من العراق إلى ألبانيا.
وعلي حسين نجاد الذي كان يعمل في قسم العلاقات الخارجية (العلاقات مع الحكومة العراقية) للزمره في العراق كمترجم أقدم لقيادة الزمره ومسؤول عن إدارة وترجمة نشرة وموقع الزمره باللغة العربية مطلع لهذا السبب على ما كانت الحكومة العراقية تقدم من الدعم المالي واللوجستي والتسليحي للزمره وكذلك على استثمارات الزمره في مختلف أنحاء العالم باستخدام الأموال العراقية.
يقول حسين نجاد: “كانت جميع أجهزة الزمره وتنظيماتها الإدارية والسياسية جزءا من مخابرات العراق وجميع جهازه العسكري المسمي بجيش التحرير جزءا من جيش صدام ووفقا للوثائق والكتب التي ترجمتها او تقارير اقرب افراده التي قرأتها بخصوص آخر لقاء له مع صدام حسين في أيلول عام 2000 بحضور كل من أعضاء القيادة العراقية عزة إبراهيم وطه ياسين رمضان وطارق عزيز ورئيس جهاز المخابرات العراقي الذي كان مشرفا على أمور مسعود رجوي طلب رجوي من صدام حسين (علاوة على زيادة عدد الدبابات المقدمة لجيشه الطلب الذي رفضه صدام وحماية الجيش العراقي لجيشه بدخولها الأراضي الإيرانية في حالة استئناف عمليات الزمره الكبيرة) طلب زيادة حصة النفط الى 100 الف برميل في اليوم (اي 3 ملايين برميل في الشهر) على هيئة كوبونات كان يستلمها من صدام حسين ثم يرسلها الى الخارج ليحولها الى دولارات.. وكانت حصة رجوي من نفط العراق قبل تلك السنوات مابين (50 – 70) الف برميل وبشكل مستمر هذا اضافة الى ملايين برميل أخرى متفرقة تدفع له بين الحين والآخر عند زيادة الانتاج (فائض الإنتاج) حسب مذكرة التفاهم الدولية حول النفط مقابل الغذاء والدواء تقدم كهدية من قبل صدام الى رجوي. ومقابل ذلك طلب صدام حسين من الزمره أن تتخذ موقفا علنيا ضد إسرائيل وأميركا في وسائل أعلامها وأن تقطع علاقاتها مع الأمريكان ولكن رجوي وبالرغم من وعده لصدام بالإيجابية لم يف بوعده في ذلك..كما وفيتشرين الأول (أكتوبر) عام 2002 أي قبل 6 أشهر من اندلاع الحرب في العراق وحسبما ترجمته أنا من رسالة كتبها قسم الشؤون المالية في الزمره إلي وزارة النفط العراقية تسلمت الزمره كوبينات 18 مليون برميل من النفط عن حصتها لمدة 6 أشهر دفعة واحدة أي بالجملة متحججا بكون الآفاق المستقبلية مجهولة واحتمال اندلاع الحرب حسب المحللين وغلق الطرق وعدم إمكانية نقلها الكوبينات إلي الخارج لبيعها وعدم إمكانية تصدير النفط. هذا هو مصدر المليارات التي لا ينتهي لرجوي حتى الآن حيث أن هذه الأموال تستثمر في الخارج بشراء الأسهم المالية من قبل أفراد وتجار وشركات وهميةوباسمهم في دور سينما وفنادق ومطاعم ومعامل حتى مطارات في أفريقيا…”.