إني علي رضا حسيني من مواليد عام 1977 في مدينة إيلام غربي إيران وأقيم حاليا في أوربا كنت قد ذهبت إلى معسكر أشرف لمجاهدي خلق في العراق بعد سقوط الحكومة العراقية السابقة لألتقي بأقاربي هناك. في بداية دخولي المعسكر التقى بي عدد من المسؤولين في زمره مجاهدي خلق الذين كانت مهمتهم الرئيسية والمهنية اصطياد أفراد العوائل الذين كانوا قد جاءوا للقاء بأعزائهم في المعسكر.
إنهم وبصنوف المراوغات والوعود والكلام المعسول خدعوني لكي لا أعود إلى إيران وأبقى معهم في المعسكر. فعلى أي حال أنا أيضا انخدعت مثل مئات من الشباب الإيرانيين الآخرين المنخدعين فبقيت هناك. ولكن بعد ما دخلت صفوف التنظيم وتعرفت عن كثب على سلوكيات ونظامات وأعمال هذه الزمرة الطائفية فسرعان ما شعرت بالندم لأني رأيت بوضوح تام وبأم عيني أن هذه الأعمال والسلوكيات تتعارض تماما مع كل ما كانوا قد قالوا لي عند انضمامي إلى صفوف الزمره ولهذا السبب ندمت ندما تاما من قراري ولكن لم يكن طريق أمامي للعودة إلى عيشي في بيتي ومدينتي في إيران لأني وفي هذه الحالة كنت أتعرض للاعتقال والسجن وعواقب سيئة في إيران. ففكرت تماما في إنقاذ نفسي من براثن هذه الزمرة.
أما موضوع آخر كان يعذبني بشدة في تنظيم رجوي بشدة فهو كان الإهانة والتطاول على أفراد العوائل الذين كانوا قد جاءوا إلى معسكر أشرف للقاء بأعزائهم.
إن هذه الزمرة وبفعل عملية غسل إدمغة أعضائها كانت قد أظهرت الأب والأم والأخت والأخ كأنهم أعداء لنا بحيث أن قادة زمره مجاهدي خلق (زمرة رجوي) يجبروننا على أن نرمي الحجارة أو ما يشابهها على أفراد العوائل المحتشدين خلف الأسلاك الشائكة المحيطة بالمعسكر منادين أسماء أبنائهم رازحين تحت قيظ الحرارة وقر البرودة في العراق مما أدى إلى إصابة عدد كبير من الآباء والأمهات الطاعنين في السن والمرضى بجروح وكدمات. هذا السلوك كان بالنسبة لي أمرا معذبا.
بعد إخلاء معسكر أشرف ودخول مخيم ليبرتي طفح كيل صبري ولم أعد أريد البقاء في تنظيم زمرة رجوي وكنت أغتنم أية فرصة لرفع صوتي بالاحتجاج. فاستدعاني أحد قادة الزمرة وهو نادر دادكر واستجوبني وقال لي بكل غضب والتهديد والتوعد أن أراقب كلامي وتعاملاتي في صفوف التنظيم. فقلت له إني ضحيت بـ 12 سنة من أفضل سنوات شبابي وتركت عائلتي كل ذلك من أجلكم ومن أجل البقاء عندكم فلماذا هكذا تعامل معي؟ وقلت له اتركوني واسمحوني بأن أخرج وأعود إلى عيشي العادي وإلا سأقدم على ذلك من عند نفسي فأجاب قائلا: لا يمكن لك الخروج ولن تتجرأ على ذلك!. فأمهلت له يوما واحدا وخرجت من مكتبه غاضبا.
في تلك الليلة ذاتها خرجت إلى فناء المقر في الساعة التاسعة ليلا وصرخت قائلا: يا جماعة إني أريد الخروج وأنا ذاهب فتعالوا وامسكوني!! وما إن انطلق حراس الزمره نحوي ليمسكوني حتى بدأت أركض بسرعة ووصلت إلى قوات الشرطة العراقية فلم أقع اسيرا في يد حراس الزمره (زمرة رجوي) فهكذا نجحت في الهروب من مخيم ليبرتي ومن تنظيم رجوي في عام 2015.
إن زمرة رجوي لا تهمها الإنسانية والشرف الإنساني ولا فرق لديها بين الإنسان والمكينة وهي تستخدم أبناء البشر كمكينة من أجل تمرير أهدافها. إن السنوات الاثنتي عشرة التي كنت خلالها في صفوف تنظيم رجوي كانت أسوأ سنوات عمري وحياتي وتعرضت خلال تلك السنوات الـ 12 لصنوف العناء والحرمان والمحنة بحيث يعذبني حتى التفكير فيها. وحاليا يخيم علي الكابوس ليلا عند منامي خوفا من المسؤولين في الزمره ومن جلسات غسل الأدمغة الإجبارية.
واليوم أتمنى التحرر والتخلص لقليل من الشبان الذين مازالوا أسرى في تنظيم رجوي في ألبانيا لكي يلمسوا مثلي عالم الحرية والخلاص والعيش بالحرية والاستقلال.
هناك كثير من الكلام لدي عن تنظيم زمرة رجوي أريد أن أكتبه ليكون تجربة للآخرين وللجيل الشاب وجميع القراء الذين يريدون المزيد من المعلومات عن طبيعة هذه الزمرة.
علي رضا حسيني
أوربا – 14 تشرين الثاني (نوفمبر2017