ما هوالملفت للنظر هو مسألة كيف تري زمره مجاهدي خلق أو المجاهدين أنفسهم أو كيف يحبون أن يظهروا أنفسهم للآخرين. لقد مرت أكثر من 50 عاما علي تأسيس هذه المجموعة، وأفكارها وسلوكياتها معروفة جيدا لأولئك الذين يعرفون أو يحققون ويدرسون عن كثب هذه المجموعة. وبطبيعة الحال، في المقام الأول،
لم يتذكر الناس العلاقة الوثيقة مع مجاهدي خلق (المجاهدين ) وعنفهم في السنوات غير البعيدة. حاول مجاهدي خلق التكيف مع الظروف المفروضة المختلفة والأحوال المتغيرة من أجل البقاء على قيد الحياة في فترات زمنية مختلفة، ومواجهة التناقض بين واقعهم الداخلي وما يجري في مناسباتهم الطائفية من تقاليد رسمية وأساليب العيش في الزمره. إن الإطاحة بالدكتاتور العراقي السابق، الشخص الذي كان مجاهدي خلق تحت مظلة حمايته منذ ما يقرب من عقدين تحت ستار الشعارات المناهضة للإمبريالية والمناهضة للولايات المتحدة، والتغيير المفاجئ للمجموعة من العداء لأمريكا إلى الصداقة مثال على هذا التغيير الكبير. ومن المثير للاهتمام، الخدع والإدعاءات التي يتبجح بها المجاهدين التي لا تتفق بالضرورة مع الظروف الحالية والقائمة. فعلى سبيل المثال،تتعالي أصواتهم بدعم حقوق المرأة، وحرية المرأة في إرتداء ما يحلولها ولكن مئات النساء في معسكراتهن ومقرهن لم يكن لهن الحق في اختيار اللباس أو ترك المجموعة منذ انضمامهن إلي الأن. ومع ذلك، فإن المجموعة على موقعها الرسمي تحاول أن تعطي نفسها مظهراًوهيبة ديمقراطية بعيدة كل البعد عن الواقع بمئات الأميال.
وتُعرف فرقة رجوي نفسها في بيان لها إن المجاهدين يسعون إلى استبدال الحكومة الإيرانية بحكومة علمانية وديمقراطية وتعددية تحترم الحريات الفردية والمساواة بين المرأة والرجل! لم يعمل مجاهدي خلق بأي من الخصائص الخمسة التي تضمنها التعريف الذي قدموه عن أنفسهم، والأسس الهيكلية والتنظيمية لهذه المجموعة متناقضة بشكل جوهري مع السمات المذكورة أعلاه. والحكومة العلمانية، التي يطالب مجاهدي خلق بمحاولة تشكيلها، لديها متطلبات ولا توجد شروط مسبقة لذلك. والهدف الرئيسي من تشكيل الحكومة العلمانية هو خلق التعددية السياسية في المجتمع، في حين أن الخلفية السابقة والوضع الحالي لهم يشير إلى أن المجاهدين يسعون فقط إلي فرض مجتمع ونظام يحكمه صوت واحد، بشكل طائفة أو كولت. وتتناقض هذه الفكرة ذاتياً بشكل واضح من حيث المبدأ وحتى في المظهر مع الديمقراطية والتعددية (بلوراليسم). إن ما يسمى بالمجلس الوطني للمقاومة، الذي تشكل في عام 1981، وشكل نشاطه، إستطاع أن يكون اختبارا لقياس ولاء المجاهدين لشعاراتهم وإدعائاتهم في علاقاتهم مع مجموعات أخرى، في أقل من عامين بعد تشكيلها حيث واجهت الزمره فجوات عميقة و انفصالات واسعة في الهيكل التنظيمي.
إن السبب الرئيسي في الاختلافات داخل مجاهدي خلق يعود إلي هيمنة رجوي وطائفته، وحليف المجاهدين السابق في هذا المجلس، يعني أبو الحسن بني الصدر، يقول: إن السيد رجوي… ينتهك المبادئ الثلاثة للعهد (الحرية والاستقلال والهيمنة)… اليوم، لم يعد هناك أي قيمة لأي حق في هذا الكون الذي لم يكسر ولم ينتهك علي أيدي مجاهدي خلق… وأخيرا، ما يسمى بإصطلاح الشورى هو لعبة سخرية في أيدي مجاهدي خلق( المجاهدين ) والآن، على عكس ماتدعيه فرقة رجوي الشوري في العمل جزء من وجود المجاهدين هو مبادرة كاذبة في الديمقراطية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إدعاءات المجاهدين في تعريف احترام الذات، االذي يظهرونه أي احترام الحريات الفردية والمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء يتناقض من تلقاء نفسه، بشكل واضح مع الآلاف من التقارير المنشورة وبيانات مئات من أعضاء المجموعة حول كيفية تعامل قادة المجموعة مع النساء والأعضاء.
إن حرمان الأعضاء من الحق في اختيار البقاء أو الخروج من هذه المجموعة، وفرض الزي الرسمي والزي الموحد على جميع الأعضاء، بمن فيهم الرجال والنساء، ومنع الأعضاء من الحق في تكوين أسرة، وحرمان القوات من الالتقاء بأسرهم، وحظر الأعضاء من حرية الوصول إلى المعلومات والأخبار، الإنترنت والهاتف… هوجزء من القيود الصارمة وسلوكيات المراقبة والسيطرة لهذه الطائفة على أعضائها. وبصورة أساسية، فإن الهياكل التنظيمية في الفرقة التي تسيطر عليها الدول الأعضاء تمنع الأفراد من اتخاذ القرارات. لذلك، لا يمكن للفرق الإدعاء أبدا باحترام الحريات الفردية للأفراد. والسؤال هنا كيف ستقوم مجموعة ليس لها أي تدريب على سماع صوت الآخرين والديمقراطية ومنح الحرية الفردية لأعضاء مجتمعها الصغير بالحكم في إيران؟ والتي تقوم بقمع بكل من يعارضها وحتى حلفاؤها؟ والسؤال لا يتطلب الكثير من التفكير، ووضع مجاهدي خلق هو الجواب.