كانت الأولوية الرئيسية لزمره مجاهدين خلق خلال السنوات الأخيرة محاولة محو تاريخ الزمره السياسي الماضي عبرإستراتيجيات وبرامج مختلفة اتبعتها الزمره وعلي الرغم من أن هذه التغييرات بدت واضحة للعيان إلا أن النقطة المهمة في هذا الصدد هي فهم جوهر هذه التغييرات والأهداف التي تحاول زمره رجوي تحقيقها من خلال هذه التغييرات. في هذه المقالة نسلط الضوء علي التغييرات التي قامت بها الزمره والغاية منها.
إن مقدمة موضوع التغييرات التي استهدفتها مجموعة المجاهدين هي
1 – تغيير في القيادة ، وهو التغيير الذي حدث عن طريق عزل مسعود رجوي فجأة وتنصيب مريم رجوي بدلاً عنه. وعلى الرغم من أن هذه التغييرات لم تحدث في الحقيقة استجابة لطلب أعضاء وتشكيلات الزمره بل كانت في الواقع أمراً دستورياً مفروضاً علي الأعضاء ولم يكن الأمر فقط لوضع مسعود رجوي في دائرة من الإبهام والغموض وعدم معرفة حقيقة إن كان حياً أو ميتاً بل كذلك لنفي كل الشكوك حول مكان تواجده وسكنه هذا الأمر الذي مازال حتي الأن محل مناقشة وبحث. من جهة أخري بالإضافة إلى التغييرات أعلاه تم انتخاب زهرا مريخي في تلك الفترة كأمين عام للزمره أو بالأحرى رئيسة فريق التمثيل في الزمره وهذا يدل علي أن كل هذه الإجراءات حدثت للتلاعب بعقول أعضاء الزمره والهدف من سياسة الزمره الخادعة والمزيفة السياسة تغيير النظرة المأخوذة عن قيادة الزمره وأن القيادة موروثة بين عائلة مسعود رجوي ومن جهة أخري إظهار أن فرص الوصول للقيادة متاحة لجميع أعضاء هذه الزمره.
2-السعي لمحو تاريخ الزمره الإرهابي وتعاونهم مع العدو البعثي في فترة الثمانية سنوات من الحرب المفروضة ، والتجسس والعمل كالعمود الخامس للعدو وقيامهم بتعذيب الأسري الإيرانيين بأسوأ شكل وأمورأخري قامت بها الزمره .فإتبع أنصار الزمره استراتيجية جديدة شملت التخطيط والتنفيذ لكتابة تاريخ جديد لايمت لها بأي صلة كما اتخذت زمره رجوي سياسة التلاعب بأراء الناس في داخل إيران حينما حصلت المظاهرات وإعترض الناس علي الغلاء وإرتفاع الأسعار قدمت مجاهدين خلق نفسها كداعمة للشعب وظهرت للشعب بوجه متعاطف معهم وسعت لإظهار تأييدها للشعب وأن ذلك من حقوقهم الطبيعية كل هذا لم يكن سوي لعبة قذرة قامت بها الزمره ولم تنجح الزمره بكتابة تاريخ جديد لها فلايمكن نسيان جرائمها الوحشية بحق الشعب الإيراني ومافعلته من تفجيرات وتعذيب أودي بحياة الألاف من الأبرياء.
3- التخفيف من الميول الإيديولوجية الماركسية التي تمثل نوع التفكير والبصيرة والشخصية والقيمة والمعتقد والعمل التنظيمي لزمره رجوي خلال هذه السنوات من بين القضايا التي هي على هامش الافكار العملية العامة للزمره. في الواقع ، هم يحاولون التظاهر وإظهار صفات مصطنعة لإقناع الناس حولهم بحقيقة واهية ويتصرفون بشكل راقي وحضاري لمحو كره وتنفر الناس منهم وكسب تعاطفهم ومن ناحية أخرى ، لديهم تركيز خاص ومخطط على الدين الشيعي.
فجعلوا الدين الشيعي وسيلة للدعاية والإعلان عن أرائهم وأفكارهم وأظهروا تقاربهم اليوم من الإنسانية والمجتمع الدولي وهذا يخالف حقيقة الدين الشيعي الذي نعرفه والذي وصل إلينا على أساس التعاليم والأحاديث وهذا يعني أن الزمره تستغل كل شئ حتي الدين والأخلاق من أجل تحقيق أهدافها السياسية.
4- تعمل الزمره بالإضافة إلي ماذكرناه لإقامة علاقات مع السلطات الأوروبية والأمريكية ، فتمكنوا من اختيار نخبة مؤثرة في المجتمع الامريكي من سياسيين واعلاميين وتقديم الرشاوى والحوافز المالية لهؤلاء المسؤولين من جهة ،والمشاركة في عقد مؤتمرات عدائية ضد إيران وإغراقهم بالأموال مقابل الدفاع عن الزمره في المحافل الجماهيرية من جهة أخري لتحقيق عدد من الأهداف المهمة منها:
أولاً ، يريدون نشر حجم عداءهم ومعارضتهم للحكومة الإسلامية على مستوى العالم بشكل يشمل الرأي العام للأمم والحكومات.
ثانيا باستخدام أسلوب الضغط علي الشعب الإيراني والنظام الإسلامي في إيران وكسب التأييد العالمي بأنها أفضل بديل لحكومة و مستقبل إيران
5- الإستفادة من العناوين المزورة والمزيفة في شكل شركات تجارية واقتصادية ،التي كانت قد جذبت انتباه زمره مجاهدي خلق في الماضي ، فقاموا بإختلاق شركات إقتصادية لتطوير نشاطاتهم الإقتصادية و الاستثمارات في المجالات التجارية والاقتصادية وتمديدها إلى مجالات أخرى ، مثل المؤسسات الخيرية والمنظمات ذات الصلة بالبيئة وحقوق الإنسان وإستغلال تعاطف الناس وما إلى ذلك الذي حقق لهم النجاح في جمع مبالغ طائلة من الأموال.
6- استفادت الزمره لتحقيق أهدافها أيضاً من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها ومواقعها الإلكترونية ومواقع التواصل فقد أدركت الزمره حقيقة أن الإعلام والبرمجيات لها تأثيركبير علي أفكار الناس وأنفقت الكثير من الأموال علي هذا الأمر. لذلك يحاولون استخدام وسائل الإعلام ليس فقط للكذب والنفاق وتدمير الممتلكات العامة وخلق حالة من الذعر وعدم الاستقرار وتهديد الأمن الداخلي في إيران بل أيضاً لجذب وإستقطاب أعضاء جدد للزمره وكسب دعم الدول الأوروبية. بشكل عام ، ما قيل عن التغير في تشكيلات وسياسة زمره مجاهدي خلق على مدى السنوات القليلة الماضية هو جهد شامل لتحقيق أهدافها من خلال ربط مستقبل حياتها السياسية بالدعم العالمي لها ضد حكومة إيران وكان من الأحري للزمره بتغيير سياستها الداخلية من قمع وتوهين لأعضائها قبل إطلاق أكاذيب أخري عن إحترام حقوق الإنسان.