أقر الأسری المحررین بعد الحرب المفروضة (حرب إیران والعراق ) في ثمانینات القرن الماضي ، وكانوا في معسكر الأسرى عن المضایقات وأنواع التعذیب النفسي والجسدي الذي تعرضوا له علی ید قوات صدام حسین وزمرة مجاهدي خلق مما أدی إلی إستشهاد بعض الأسری تحت وطأة التعذیب .
نصت العديد من المواثيق الدولية على تحريم التعذيب ووضع حد لسوء المعاملة داخل السجون أو المعتقلات و يفرض كل من القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان حظراً مطلقاً على التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وعلى الاعتداء على الكرامة الشخصية.
و حظر التعذيب وغيره من أشكال المعاملة السيئة مستمد من اتفاقيات جنيف لعام 1949 (المادتین 12 و129 ) والبروتوكولين الإضافيين إليها لعام 1977 ، ومن اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984 ، وصكوك دولية أخرى في المعاهدات الدولية ، يتمتع أسرى الحرب بحقوق صريحة في المادتين 12 و 129 من اتفاقيات جنيف لعام 1949 وفقًا لهذه المواد ، يجب على المحاكم الخاصة محاكمة ومقاضاة مجاهدي خلق باستخدام آليات قضائية وسياسية وثقافية ودعائية مختلفة لإرتکابهم أسوأ انواع التعذیب بحق الأسری الإیرانیین ولتعریف العالم بحقیقتهم.
للتحدث عن هذه الموضوع بشکل أدق أجرینا مقابلة مع الدکتور کوهستاني أستاذ في القانون الدولي .
هابیلیان : مع النظر إلی المعاهدات الدولية التي تؤكد على المعاملة الإنسانية لأسرى الحرب ، ما رأيك في الفظائع التي ارتكبها مجاهدي خلق في معسكرات الأسرى؟
فيما يتعلق بأسرى الحرب في العراق ، فإن مسؤولية تطبیق قوانین حقوق الإنسان یقع على عاتق الحكومة العراقية و أكدت العديد من القوانين الدولية علی أهمیة احترام حقوق أسرى الحرب ، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949 التي لم یتم مراعاة أي منها على سبيل المثال ، تؤكد المادة 13على وجوب معاملة أسرى الحرب في جميع الأوقات بإنسانية ويعتبر أي فعل أو إهمال من جانب الحكومة المحتجزة يتسبب في وفاة أسير حرب أو تهديد صحته أو خرق حقوقه بمثابة انتهاك كبير لهذه الإتفاقیات على وجه الخصوص ، لا يجوز إصابة أي أسير حرب جسديًا أو إجراء إختبارات جسدية علیه تسبب له الأذی بأي طریقة غیر مصرح بها.
وجاء في المادة 17 أنه لا يجوز إجراء أي تعذيب جسدي أو نفسي لأسرى الحرب للحصول على معلومات من أي نوع ما سبق ذکره مثالان لعشرات من حالات انتهاك حقوق أسرى الحرب الإيرانيين في المعسكرات العراقية ، والتي تم للأسف انتهاكها بشكل صارخ ، لكن ما يجعل من الصعب تحمل انتهاكات هذه الحقوق الأساسية بموجب الوثائق الدولية هو أنه في كثير من الحالات ارتكبت الانتهاكات من قبل مجاهدي خلق المرتزقة الذين خدموا نظام صدام الظالم .
إن تعرض أسری الحرب للضرب والتعذیب عل ید الدولة العدوة صعب جداً ولکن أن یتعرض الأسری الإیرانیین للتعذیب علی ید خونة ومرتزقة عملوا لصالح صدام أبشع بکثیر مما یمکن للعقل تصوره .
هابیلیان : تعاونت مجاهدي خلق الإرهابیة مع محققين من حزب البعث وعذبت السجناء تعذیبا جسدیاً ونفسیاً بأسوأ طريقة ممكنة ، فهل اتخذت الجمهورية الإسلامية (القضاء أو وزارة الخارجية) أي إجراء؟
قامت زمرة مجاهدي خلق بتعذیب الأسری الإیرانیین في السجون العراقیة لیس بسبب أسر جنودنا في معسكرات الأحزاب البعثية فقط ، بل بسبب حقدهم وقساوة قلوبهم فهم أیضاً قاموا بتعذیب الألاف من الإیرانیین في خلایاهم داخل إیران منتهكين بذلك العديد من القوانين الدولية وهم یعرفون ذلك ویجب محاکمتهم علی إغتیالاتهم وتفجیراتهم التي أودت بحیاة عشرات الآلاف من الإيرانيين الأبرياء الذين استشهدوا علی ید هذه الجماعة الإرهابية.
ومن طرق التعذیب الشائعة علی ید مجاهدي خلق منع الأسری من الذهاب الی دورات المیاه لفترات طویلة الصعق الکهربائي واطعام الاسری الصابون واجبار الاسری علی النوم علی قطع الزجاج المکسورووضع جاسوس بین الاسری بواسطة مجاهدي خلق – السب والشتم والاساءة لمسؤولين في الجمهوریة الاسلامیة الإيرانیة خلال تواجد الاسری .
تحقيقًا للعدالة من الضروري محاکمة مجاهدي خلق علی الجرائم التي ارتكبها هؤلاء القتلة الإجراميون والخونة على المستوى المحلي ، خاصة وعلى المستوى الدولي یجب الإستفادة من مختلف الآليات القضائية والسياسية والثقافية والدعائية لمحاسبة هؤلاء الخونة المرتزقة.
الدکتور کوهستانی