كشف خوسيه ماريا إيروغو ، وهو خبير إسباني في الإرهاب ، في مذكرة نشرها في جريدة ألبایس أن زمره مجاهدي خلق الإرهابية تبرعت بنحو مليون يورو عام 2013م إلى عدد من أعضاء الحزب الشعبي الإسباني ، وشجعهم على الانقسام وتشكيل حزب جدید یدعی فوکس فیه میل للیمین المتطرف والقومیة .
وفقًا للمذكرة ، قامت الزمره في الفترة ما بين ديسمبر 2013م حتی أبريل عام 2014م بدفع حوالي ملیون يورو لنفقات الحزب بما في ذلك الإيجار واللوازم المكتبية ، ونفقات الحملة الانتخابية ، بالإضافة إلى رشاوى لأعضاء الحزب في البرلمان. تبرعات زمره مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لحزب فوكس الأسباني المتطرف ليست عادية، فقد جاءت في لحظة فارقة في تاريخ الحزب مكنته من الإنطلاق في وقت كان حزباً هامشياً ضعيفاً. ولكن قصة تبرعات زمره مجاهدي خلق الإرهابیة لحزب فوكس الإسباني قد تكون أكبر من مجرد أموال تأتي من زمره سياسية ودينية غامضة إلى حزب يميني يقدم قراءة متطرفة للتاريخ.
إن الأمر قد يكون جزءاً من عملية دعم واسعة تنفذها دول عربية متنفذة لليمين المتطرف، دول غيرت بوصلة تبرعاتها من دعم التيارات الإسلامية المتطرفة إلى دعم اليمين الغربي المتطرف وقال خواكين غيل، أحد صحفيي البایس الذيين تحدثوا لأول مرة عن تمويل فوكس المرتبط بزمره مجاهدي خلق : «منذ يوم تأسيس الحزب في ديسمبر/كانون الأول 2013 –وهو اليوم نفسه الذي سُجِّل فيه كحزبٍ سياسي لدى وزارة الداخلية الإسبانية- بدأ فوكس تلقِّي تمويلاتٍ من زمره إیرانیة. وجاءت التبرعات من عشرات المصادر المنفردة من العديد من البلدان بينها الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا وكندا وإيطاليا بمبالغ تتراوح بين 60 يورو إلى 35 ألف يورو بلغ إجماليها نحو 972 ألف يورو، في الفترة بين ديسمبر/كانون الأول 2013 وحتى أبريل/نيسان 2014، أي قبل فترة قصيرة من إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي. ووفقًا للصحيفة الإسبانية، فإن الأموال نقلت عن طريق أليخو فيدال كوادراس، الذي كان حينها رئيس الحزب، والذي استقال عقب خسارته في الانتخابات الأوروبية عام 2014. وقد أبلغ خليفته، سانتياغو أباسكال بالأمر.
تم تسليط الضوء على ثلاث نقاط مهمة حول تبرعات مجاهدي خلق لهذا الحزب : 1 – یعود تاريخ هذه العلاقة إلى أوائل الاتصال مع فيدال كوادراس ، مؤسس الحزب ، عندما كان ممثلاً في البرلمان الأوروبي في بروكسل .
2 – تم تحويل هذه الأموال إلى الحزب من خلال 140 وسیط بين زمره مجاهدي خلق وحزب فوکس.
3 – تم إخفاء هویة حوالي ألف متبرع في ألمانيا وإيطاليا وسويسرا وكندا والولايات المتحدة. في هذا الصدد ، يمكن للجهاز الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية أن یقف ضد نشاطات زمره مجاهدي خلق علی الصعید الدولي من خلال : الدبلوماسية الرسمية: استنادًا إلى التاريخ الإرهابي لمجاهدي خلق داخل البلاد وخارجها ، ينبغي بذل جهود جادة لإدراج هذه الجماعة في قائمة الجماعات الإرهابية للحكومات الغربية وعلى الأقل إظهار تناقضها في مواجهة الإرهاب. ومن الضروري أيضًا تقوية العلاقة بين البعثات الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي مع نواب البرلمان الأوروبي و ویجب أن تأخذ إیران مکانها المناسب في قضايا حقوق الإنسان ، حتى تمنع مجاهدي خلق من إستغلال عدم تواجدها ودفاعها عن نفسها.
الدبلوماسية العامة: ربط البعثات الدبلوماسية الإيرانية أو الناشطين في مجال الإعلام بالأحزاب الاجتماعية الديمقراطية والمنظمات غير الحكومية المناهضة للإرهاب في الاتحاد الأوروبي ، وكذلك جماعات الضغط السياسية والإعلامية التي تعارض المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ، بهدف شرح سجل حقوق الإنسان في المجتمع الدولي مثل تعاون مجاهدي خلق مع نظام صدام البعثي خاصة الأكراد الذين يمكنهم تعريض موقف الأحزاب اليمينية الموالية للمجاهدين في الغرب للخطر.
من الناحیة القانونیة : تتبع أعمال غسيل الأموال الأعمال المخادعة لمجاهدي خلق من خلال تلقي ودفع التبرعات وکشف غطائهم مثل الجمعيات الخيرية والمنظمات الخاصة.