قل ما يكون الانتحار وسيلة للخروج من النفق المظلم الذي تفرضه زمره مجاهدي خلق الإيرانية الإرهابية، ضد أعضائها، وبهذا يفتح موقع “أشرف نيوز” سجل الانتحار في صفوف أعضاء الزمره للخلاص من هذا الجحيم.
فقبل الهجوم الامريكي على العراق لإجبار نظام صدام حسين على الإنسحاب من الكويت بعد احتلالها صدرت الأوامر بنقل اعضاء زمره مجاهدي خلق إلى منطقة كفري في شمال العراق وعند استقرار الاعضاء في كفري ادخلوا اعضاء الزمره في دورات تدريبية عسكري شاقة لإشغالهم بالتفكير بما يجري في الساحة السياسية.
وبالتوازي مع ما كان يحدث في “كفري”، لم يهدئ بال لمريم رجوي وكانت تحاول دق آخر مسمار في نعش العوائل، بحجة أن الأطفال في خطر، أقنعت الآباء بترك أطفالهم إلى الأبد وقبول إرسالهم جميعًا إلى أوروبا، وعلى الرغم من أن الذريعة الرئيسية كانت إنقاذ أرواح الأطفال في الوضع الخطير في العراق، سعت رجوي إلى إنهاء موضوع الأسرة في زمره مجاهدي خلق إلى الأبد، وكانت هذه الخطوة الثانية المهمة التي قامت بها في هذا الصدد وكان قصف العراق قد هيء أفضل أرضية لتفنيذ هذه الخطوات.
وبحسب مريم رجوي، فإن تكلفة نقل الأطفال من العراق إلى الأردن ومن هناك إلى أوروبا بلغت 15 مليون دولار، لكن إذا كان الهدف الحقيقي الوحيد لمريم هو الحفاظ على سلامة الأطفال، فكان بالإمكان إبقائهم تحت رعايتها في أوروبا وتوفير مكان للعيش لهم، لكنها تركت معظم هؤلاء الأطفال في أيدي أشخاص غير صالحين، وبعضهم تعرضوا للاستغلال من قبل عناصر وجماعات في أوروبا.
وعانى عدد من الأطفال في وقت لاحق من صدمة نفسية ولم يصل بعضهم إلى آبائهم أبدًا، وأخيرًا، قبل أسبوعين من عيد النيروز في إيران 1991، قبل صدام حسين الهزيمة في الحرب واستسلم للقوات الأمريكية، مما يمثل بداية حرب أهلية ضخمة للمستقبل، أثرت على العراق وعلى زمره مجاهدي خلق.
فاطمة فرتوك زاده انتحار مرير!
إحدى ضحايا الفكر العنيف للزمره في السنوات التي سبقت انتصار الثورة في ايران هي فاطمة فرتوك زاده.
وفي البداية، كان من المفترض وبإذن من زوجها أن تجد منزلًا لرؤساء الزمره في غضون أيام قليلة. وكان دليلهم بأن لديه مقبولية شعبية ويمكنه التواصل بسهولة مع شرائح مختلفة من المجتمع ويمكنها القيام بأشياء كثيرة لا يستطيع الآخرون القيام بها.
بعد فترة، اكتشف أحد أعضاء اللجنة المركزية في زمره مجاهدي خلق أن وجود مثل هذا العنصر رائد في زمره كان ضروريًا ومشرفاً، وفي البداية، كانت هي وزوجها على علاقة بالزمره كمتعاطفين، ولكن خلال “الثورة الايدلوجية” للزمره ، رفض زوجها التعاون مع الزمره ، لذلك تركت زوجها وطفليها وتوجهت إلى الحياة السرية!
وفي عام 1976 تزوجت “بهرام آرام” وبدأت حياة جديدة، كانت وظيفته في البداية ربط روؤساء الخلية مع روؤساء الخلايا الأخرى كما كان تقوم بعمل التواصل بين بهرام آرام بمجموعة والأشخاص تحت مسؤوليته.
وبعد مرور بعض الوقت، وفي 1977 ترأست مجموعة الطباعة و النشر، وبعد مقتل بهرام آرام 1977، ولم يمض وقت طويل على وفاة بهرام حتى ارتبطت بـ “محسن طريقت”، وتزوجها لأنها تعرضت للاعتداء من قبله، وعلى ما يبدو كان تقي شهرام قد خطط للارتباط معها ولكن عندما تزوجها محسن طريقت وفي أحد الاجتماعات الذي انعقد في احد الفنادق في شتاء 1977 تم طرح موضوع ارتباطها مع محسن طريقت بشكل مشين ومهين، ووجهت له انتقادات حادة.
وبعد الاجتماع، تركت وثائقها وأسلحتها في المنزل، وأخذت قنبلة يدوية معها وانتحرت في ركن الأنقاض في شارع انوشیروان دادكر (بعثت)، وانهت حياتها التنظيمية بعد حوالي عام مليء بالأحداث المريرة!