كشف تقرير للصحافي جوردن مايكل سميث، الأحد، أن إذاعة صوت أمريكا باللغة الفارسية أصبح الذراع الإعلامي لزمره مجاهدي خلق الإيرانية المتورطة بعمليات اغتيال داخل إيران.
وكتب الصحافي الذي عمل في عدة صحف أمريكية منها “الواشنطن بوست، ونيويورك تايمز، ومجلة ذا أتلانتيك”، إن “إذاعة صوت أمريكا Voice of America، تقوم بتغطية أنشطة زمره مجاهدي خلق بشكل كبير ومؤيد، على الرغم من عدم وجود شعبية لها داخل إيران بسبب تاريخ العنف الإرهابي لديها، وسمعتها السيئة”.
وأوضح مايكل سميث في تقريره الذي ترجمه موقع “أشرف نيوز”، إن أحد موظفي صوت أمريكا، الذي طلب التحدث بشكل مجهول خوفًا من الانتقام، قال: “صوت أمريكا الفارسي، للمرة الأولى منذ عقود، يعمل كذراع إعلامي لزمره مجاهدي خلق ويقدم تغطية حية من الجدار إلى الجدار لتجمعاتهم وأحداثهم”.
وأضاف إن “إذاعة صوت أمريكا الفارسية نشرت عدة مقالات متعددة كتبتها شخصية وهمية يدعى حشمت علوي (Heshmat Alavi) الذي تبين فيما بعد أنه لا وجود له أصلاً، وكان يركز في مقالات على تأييد زمره مجاهدي خلق”، مشيراً إلى أن “موقع الإذاعة الأمريكية الفارسية تعهد برفع المقالات للشخصية الوهمية حشمت علوي بعدما اكتشاف الفضيحة”.
ولفت التقرير الصحافي الأمريكي إلى أن إذاعة صوت أمريكا بالفارسية “مؤيدة لترامب بطريقة تتجاهل الطريقة التي تضر بها سياسات ترامب الإيرانيين، سواء من خلال العقوبات أو أي شيء آخر”.
وقالت أزاديه موفيني وهي صحافية أمريكية من أصول إيرانية، إن “تراجع صوت أمريكا يزيد من احتمالات الانخراط بين الولايات المتحدة وإيران”، مضيفة إن “إذاعة صوت أمريكا قد تكون بمثابة وسيلة تعلم الإيرانيون عن الولايات المتحدة ليفهموا سياساتها بشكل أفضل، لكن حالة الإذاعة أصبحت لسان دعاية لا تساعد العلاقات”.
وتابعت إن “هدف العاملين في إذاعة VOA Persian هي الحفاظ على وظائفهم وتغيير توجهاتهم بما يتناسب مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. متخلين عن مهمتهم المعلنة في توفير أخبار متوازنة للإيرانيين. لذلك ربما ليس من المستغرب أن يعمل مراسلوها على وسائل التواصل الاجتماعي مثل ترامب نفسه”.
المفارقة هي أن تلك المحطة، التي تم عرضها لأول مرة كمحطة إذاعية في أربعينيات القرن العشرين، كانت معروفة على نطاق واسع بعدائها للحكومة الإيرانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وقال علي سجادي، الذي كان كبير المحررين الإداريين هناك قبل التقاعد العام الماضي: “كانت دائمًا مناهضة للنظام، وأخبرني رئيس التحرير التنفيذي السابق محمد منزبور أنه صُدم عندما وصل إلى إذاعة صوت أمريكا الفارسية في عام 2013، بعد سنوات عديدة في بي بي سي البريطانية، ليكتشف أن مقر عمله الجديدة مليئة بالملوك وأنصار مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني”.
في الوقت نفسه، بعد وقت قصير من انتخاب ترامب، بدأ حلفاؤه في حملة لتغيير VOA الفارسي، كتب الناقد اليميني كينيث تيمرمان مقال رأي يقول إن المحطة “كانت كارثة منذ فترة طويلة”. سرعان ما كتب عمودا آخر وصفه بأنه “صوت طهران”.
وفي ديسمبر 2016، قام الجمهوريون في الكونجرس بحل مجلس إدارة مجلس البث الإذاعي، الوكالة المستقلة التي تشرف على صوت أمريكا، وركزوا سلطتها في أيدي رئيس تنفيذي معين سياسيًا.