بعدما أقدمت قناة “إيران اينترنشنال” المعارضة التي تبث من العاصمة البريطانية لندن والممولة من السعودية، الليلة الماضية على تغطية المؤتمر السنوي لزمره مجاهدي خلق الإرهابية، الذي تم عقده “عبر الإنترنت” هذا العام بسبب جائحة كورونا، دشن إيرانيون هاشتاغ عبر موقع “تويتر” رفضاً لتغطية هذا المؤتمر الذي تقيمه زمره “المجاهدین الإرهابية”.
وقد هاجم الآلاف من الإيرانيين في داخل البلاد وخارجها قناة إيران اينترنشنال بسبب تغطيتها لكلمة مريم رجوي التي أكدوا أنها “إرهابية” وتغرد خارج السرب.
وبهذه الخطوة كشفت القناة التي تدعي الاستقلالية المستورة في التعاون بينها وبين باقي الجماعات الإيرانية الإرهابية والمتطرفة.
وكتبت الناشطة الإيرانية المقيمة في كندا “سودة قاسمي” في حسابها على “تويتر”، “قناة إيران اينترنشنال طلبت تغطية أنشطة اللجنة الإيرانية الكندية وإجراء مقابلات ثلاث مرات، وفي كل مرة كان جوابنا إنه لن نتعاون مع هذه الشبكة (القناة) حتى تعلن عن مواردها المالية بشفافية وتتوقف عن دعم الجماعات العنيفة والمتطرفة”.
وأضافت الناشطة الاجتماعية قاسمي إنه “اليوم، مرة أخرى، تأكدت من أننا اتخذنا القرار الصحيح”، في رفض التعاون مع هذه القناة الممولة من السعودية لدعم الجماعات المتطرفة.
بدوره، انتقد الصحافي الإيراني “روح الله أفقهي” الذي يعمل في موقع “المانيتور” الأمريكي، ما أقدمت عليه قناة “إيران اينترنشنال”،
وكتب مغرداً “تقدم “إيران الدولية” الممولة من السعودية تغطية مباشرة لإرهابيين من زمره مجاهدي خلق”.
كما كتبت الصحفية الإيرانية “زهراء شفيعي”، إنه “مرة أخرى، يغطي تلفزيون إيران الدولي الممول من السعودية المؤتمر السنوي لإرهاب زمره مجاهدي خلق المعروفين باسم NCRI. وذكرت العربية أيضا خطط الجماعة الإرهابية لتغيير النظام والانقسام والغزو العسكري في إيران.
كما كتبت الصفحية الإيرانية العاملة في عدة وسائل إعلام منها “بي بي سي” و كذلك “الاندبندنت” البريطانية، نجار مرتضوي في حسابها، “خلفية أخرى: يتم تمويل قناة إيران الدولية ومقرها لندن من خلال كيان سري خارجي وشركة مديرها رجل أعمال سعودي له علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
وأضافت “قناة إيران اينترنشنال السعودية، تقوم مرة أخرى بتغطية نشاط زمره مجاهدي خلق بشكل مباشر، مع لدغات الصوت من رجوي، وكثير من الإيرانيين غاضبون من تغطية أنشطة هذه الزمره الإرهابية بدون دعم حقيقي لها التي انحازت إلى صدام في الحرب الإيرانية العراقية وقتل المدنيين الإيرانيين”.
وقبل أن تقوم زمره مجاهدي خلق الإيرانية الإرهابية بعقد هذا المؤتمر في ألبانيا، روج بعض أنصار الزمره وإعلامهم نبأة وفاة مريم رجوي بفيروس كورونا المستجد، ولا يخفى على الذين يدركون الشؤون السياسية، أن “مثل هذا الشيء غالبًا ما يكون مخفيًا، حتى إذا كان صحيحًا؛ وكما هو الحال في وفاة زوجها مسعود رجوي، فإن القصة كانت مخبأة لسنوات، وأخيرًا تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي، الذي حضر أحد اجتماعات زمره مجاهدي خلق في باريس قبل نحو خمس سنوات، استخدم عبارة الراحل مسعود رجوي. لذلك كان من الطبيعي أنه إذا كانت وفاة مريم رجوي صحيحة، فمن المحتمل ألا تنتشر الأخبار بهذه السهولة”.
وتم نشر نبأ وفاة مريم رجوي قبل يومين فقط من التجمع السنوي لزمره مجاهدي خلق، وقام بعض النشطاء السياسيين بتحليل أن نشر مثل هذه الأخبار كان مقصودًا ودعاية إعلامية حتى يكون اسمها في الأخبار عشية تجمع فرقة رجوي، وكان هذا التحليل مطابقاً لما جرى، وفي الليلة الماضية عقد اجتماع لزمره مجاهدي خلق وتحدثت فيه مريم رجوي.
وبدأ الكثير من الإيرانيين في مقاطعة قنا “إيران الدولية” لأنهم قدموا زمره إرهابية كمجموعة معارضة رئيسية للإيرانيين، فيما انتقد آخرون التعاون الفظيع لتلفزيون إيران الدولي في البث المباشر لادعاء مريم رجوي، بأن المتظاهرين في إيران كانوا من أنصار زمره مجاهدي خلق الإرهابية.
من يمول قناة إيران الدولية
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية كشفت في أكتوبر 2018، إن قناة إيران الدولية ومقرها بريطانيا يتم تمويلها من خلال كيان سري خارجي وشركة مديرها رجل أعمال سعودي له صلات وثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال مصدر لصحيفة الغارديان إن الأمير محمد، الذي يعتقد الكثيرون أنه مسؤول عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، هو القوة وراء قناة إيران الدولية، ولم تنفِ المحطة، الادعاءات بأنها تتلقى تمويلها من الديوان الملكي السعودي.
وظهر التلفزيون الإيراني الدولي فجأة في المشهد الإعلامي بلندن 2017، وعُرض على العديد من شبكة الموظفين التي تضم 100 فرد رواتب سخية ، وغالبًا ما تضاعف ما دفعه المنافسون، لكنها كانت بعيدة المنال بشأن مصدر تمويلها.
وأصبحت لندن مركزًا لهذه القنوات الإيرانية المعارضة، والتي تشمل أيضًا خدمة BBC الفارسية وتلفزيون Manoto ، الذي بث إصدارات إيرانية.
وقال المصدر أن سعود القحطاني، الإعلامي المقرب من لولي العهد السعودي، الذي كان من بين اثنين من كبار المسؤولين الذين تمت إزالتهم فيما يتعلق بقضية خاشقجي، كان متورطًا في التمويل وراء التلفزيون الإيراني الدولي.
في حين أن المملكة العربية السعودية لا تظهر أي تسامح مطلق مع انتقاد ملكيتها المطلقة، كما أكد ذلك مقتل خاشقجي، فإنها تنشئ منظمات إعلامية بلغات أخرى تعزز حرية التعبير، خاصة حول إيران.
إعداد ـ أزهر الحلفي ـ أشرف نيوز