بغية استعراض قوتها العسكرية والسياسية، أجبرت زمره مجاهدي خلق الإيرانية الإرهابية، عدداً كبيراً من أسرى الحرب من الجانب الإيراني لدى القوات العراقية على الانضمام إلى قواتها من أجل ضمان مغادرة إسراء الحرب للمعتقلات في العراق.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مؤخراً تقريراً لها، نقلاً عن مصادر مقربة من زمره مجاهدي خلق، قولها إن “الأسير الإيراني لدى القوات العراقية بقبول شرطين يمكن له مغادرة معتقل إسراء الحرب وينقل إلى معسكرات خاصة لأعضاء زمره مجاهدي خلق”.
وقالت المصادر دون الكشف عن هويتها لقضايا أمنية، إن الشرطين هما: أولاً: قبول العلاقات التنظيمية، وثانيا: الحرب المسلحة ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، وبحسب هذه المصادر “فإن حالة الأسرى الإيرانيين في معسكرات ما يسمى بجيش التحرير (تابعة لزمره مجاهدي خلق) تكاد تكون أفضل من أوضاع معتقلات أسراء الحرب لدى الجيش العراقي”.
وقال عضو (36 عام نشاط في الزمره ) رفيع المستوى في مجاهدي خلق، لبي بي سي فارسي شريطة عدم الكشف عن هويته: “بالنسبة للزمره ، كان لأسر الجنود الإيرانيين فائدتان: استعراض القوة العسكرية والسياسية للزمره ؛ لأن إمتلاك الأسرى يعتبر ورقة قوة، وثانياً استقطاب إعضاء جدد لزمره مجاهدي خلق من هؤلاء الأسرى للتظاهر بعددها لباقي التيارات والدولة الحاضنه لها (العراق) والذي كان يسميها مسعود رجوي “صاحب البيت”.
وأضاف العضو في مجاهدي خلق “ومن أجل تحقيق الهدف الثاني كانت الزمره تتحمل تكاليف باهضة على المحل النوم ومرافق الرفاهية من اجل استمالت وتشجيع الأسرى وتوسيع الاستقطاب “.
بدوره، كتب ایرج مصداقي، وهو من أوائل الذين عملوا بشكل مستقل في موضوع “الأسر الملتحقين بالزمره “، “من بين مقاتلي جيش التحرير الـ 1304 الذين قُتلوا في عملية “فروغ جاويدان”، تظهر أسماؤهم وسيرهم الذاتية القصيرة في كتاب” مذكرات شهداء فروغ جاويدان “.
وأضاف مصداقي إن “202 منهم أسرى من قوات الجيش الإيراني أرسلوا إلى العملية العسكرية التي قامت بها زمره مجاهدي خلق ضد الجيش الإيراني، وبعبارة أخرى كان عدد الأسرى القتلى هو سدس إجمالي قتلى الزمره “.
أسير حرب إيراني: زمره رجوي استغلت أوضاعنا في العراق
من جانبه، السيد يوزمند، أمضى ثماني سنوات وثمانية أشهر في معسكر اعتقال الأسر لدى الجيش العراقي ثم 25 سنة في مخيم زمره مجاهدي خلق في ديالى العراقية، وفي حديثه لوسائل الإعلام لأول مرة يقول “إنه عندما أصبح عضوا في زمره مجاهدي خلق، بعد عام من انتهاء الحرب كنا مأيوسين وكان أملنا الوحيد للمجاهدين، وأثناء وقف إطلاق النار، ساء الوضع الاقتصادي في العراق، مما أثر على وضع الأسرى”.
وبدأت إعادة تجنيد زمره مجاهدي خلق في وقت أصيب فيه أسرى الحرب الإيرانيون بخيبة أمل بعد فترة من الأمل، وكان هذا الإحباط في الواقع نتيجة عدم تبادل الأسرى الإيرانيين والعراقيين في نهاية الحرب، وفي ذلك الوقت، توقف تبادل الأسرى بشكل كامل لمدة عامين (من صيف 1988 إلى 1990).
وخلال هذه الفترة انضم إلى زمره مجاهدي خلق الإرهابية الأسرى الذين أمضوا سنوات في الأسر في المعسكرات العراقية.
حول سبب التحاقه بالزمره الإرهابية، قال السيد يوزمند: “كانت الغرف صغيرة للغاية، وكان في كل غرفة 70-80 شخصًا، وكانت المساحة المتاحة لكل شخص بلاطة ونصف (كاشية واحدة ونصف)، وكان المخيم مليئًا بالأمراض ومشاكل الجلد والقمل والفطريات، لم يكن هناك مخرج من أجل الحرية إلا مناشدة زمره مسعود رجوي، وهم كانوا أيضاً على علم بهذه الظروف واستغلوها”.
ويوزمند الذي كان يقضي أسره في المعسكر رقم 13 في مدينة الرمادي، ويقول إن “زمره مجاهدي خلق اتصلت به من خلال سجين كانت عائلته من أعضاء المجاهدين، وطالبوا في مقابلة مع التلفزيون العراقي بالإفراج عن سجناء المرضى وفي نفس المقابلة أعلنوا دعمهم لجيش التحرير”.
ويقول هذا العسكري الإيراني السابق: “في ربيع عام 1988، أرسلت زمره مجاهدي خلق التي اطلعت على مقابلاتنا فريقًا للزيارة، وجرى الاجتماع في أحد فنادق مدينة الرمادي، وأحضر لنا وفد المجاهدين الملابس والكتب والطعام وطلب منا العمل في المخيم ودعونا نشاهد تلفزيون المجاهدين ونجذب الأسرى المعارضين للنظام الإيراني”.
وفي ذلك الوقت، في بعض المعسكرات العراقية كان يبث للسجناء الإيرانيين قناة المجاهدين التلفزيونية، وتشير التقديرات إلى أنه تم أسر حوالي 42 ألف جندي إيراني خلال الحرب في العراق.
وبعد عام واحد من لقاء مجموعة من السجناء في معسكر الرمادي 13، أعد المجاهدون الظروف لنقلهم وخلال هذه الفترة كان من المفترض أن توفر هذه المجموعة من السجناء الأرضية لمزيد من السجناء للانضمام من خلال أنشطة دعائية لصالح الزمره.
وأخيراً أرسلت زمره مجاهدي خلق وفداً برئاسة مهدي أبرشمجي إلى المعسكر رقم 13 في الرمادي في يونيو 1989، وتكرر هذا الإجراء بالنسبة لبقية معسكرات أسرى الحرب العراقية.
ويقول السيد يوزمند عن تلك الأيام، عندما كان من المفترض أن يتم نقلنا من المخيم، كنا مجتمعين في مبنى خارج المخيم حيث كان الجنود العراقيون يقيمون، وكان من المفترض أن نبقى هناك لمدة أسبوع، وعندما أحضروا الطعام، كانت هذه هي المرة الأولى منذ ثماني سنوات التي رأينا فيها الخبز العراقي.
وألقى مهدي أبريشمجي كلمة مفصلة هناك، وأوضح لنا الموقف، فلا يجب أن تفكر في تحصيل منصب وهذه الأشياء، ولدينا ملابس واحدة وسرير هناك، وقد يستشهد بعضكم، لكن اطمئنوا أننا سننتصر”.
يقول أصغر يوزمند: “عندما دخلنا المجاهدين، تغيرت الأرض فقط ومنطقة المخيم واللغة، وبقي السلوك نفسه: انقطع الاتصال بالخارج، حتى داخل المخيم كان هناك قيود على التحرك، باستثناء المنطقة المعروفة بمنطقة عسكر، ولم يسمح لنا بالتنقل “.
أصغر يوزمند يقول: “عندما كان من المقرر نقلنا إلى معسكر زمره مجاهدي خلق، في لقاء خاص مع السجناء، أخبرت المسؤول الذي كان يتحدث معي أنني اتخذت هذا القرار لإنقاذ نفوسي والالتقاء باسرتي، وهو قال نحن نعدك برؤية عائلتك عندما تأتي، لكن هذا الوعد كان فارغًا ولم يتحقق”.
وترك السيد يوزمند أخيراً زمره مجاهدي خلق الإرهابية في عام 2013.
“حجر الطاحونة الاسفل “؛ نهاية أسرى الحرب الذين التحقوا بمجاهدي خلق
بدوره، سياماك نادري، سجين سياسي في الثمانينيات وعضو سابق في زمره مجاهدي خلق، يقول إنهم – أسرى الحرب -عرفوا في التنظيم بـ “حجر الأساس للطاحونة”.
وأضاف “حتى في وجود مسعود ومريم رجوي، كانت زمره مجاهدي خلق تقول عن أسرى الحرب أن هذه الفئة هي الحجر الأسفل للطاحونة. كل الأعمال الشاقة من دروع ولوجستية وتكنولوجيا ومرافق ودعم (ووظائف)، المطبخ والمخابز والبناء والعمالة وغيرها…) كان يتكفل بها هذه الفئة، واعتبر المسؤولون هذه الصعوبة بمثابة تكريم لهذه الطبقة من التنظيم”.
وقال مجتبى زرجر، عضو آخر انضم إلى خلق الإرهابية عام 1991 وأمضى 23 عامًا معها في معسكرات في أشرف وليبرتي وألبانيا: “كانت معاملة الأسرى الملتحقين بالزمره تمييزية وكانوا يُعتبرون عمليًا أشخاصًا من الدرجة الثانية، وهذا كان يسيء إليهم دائمًا”.
ويقول السيد زرجر: “في الأساس، كانت معاملة الزمره لأسرى الحرب الذين انضموا إلى الزمره تعامل استغلالي ومزدوج. بمعنى، طالما كان الشخص لأي سبب، سواء كان بسبب الإيمان أو الإكراه ضمن علاقات المجاهدين، فقد كان يعتبر جوهر ثورة مريم رجوي الذي لا يمكن تعويضه. وكان “الاخ المجاهد” وإذا قتل لقب بـ “المجاهد الشهيد”. لكن عندما يغادر هؤلاء السجناء أنفسهم الزمره ، ترى أن الزمره تشير إليهم دائمًا على أنهم أسرى حرب سابقون أو أسرى حرب مفرج عنهم، وهو يستخدم هذا المصطلح لإذلالهم والتعبير عن حقيقة أنه ليس مجاهدًا حقيقيًا بل أسير حرب”.
وعلى مدى سنوات، كانت قضية انفصال وإنشقاق عدد كبير من الأعضاء في زمره مجاهدي خلق الإيرانية ترافقها قضايا ومسائل هامشية كثيرة.
وسيامك نادري يقول “رجوي أخبر الأعضاء مرارًا وتكرارًا أن من ينفصل يجب أن يذهب إلى إيران (لا يوجد سفر او ترحيل إلى الخارج) ويجب أن يصبح ملك و عميل للخميني. حتى بعد انفصال الدكتور کریم قصیم و محمدرضا روحاني، قال إن أي انفصال عن التنظيم” والمجلس سينضم الى النظام وكل انشقاق عن الزمره هو اتصل وارتباط وعمالة للنظام ووزارة المخابرات”.
الترجمه:أشرف نیوز