في عام 2000م كنت في قاعدة فائزة بمحافظة واسط العراق ، في ذلك الوقت كنت أعمل في قسم تصليح السيارات حتى طُلب مني ذات يوم الذهاب إلى مقر الفرقه عندما دخلت الغرفة ، رأيت امرأة جالسة على الطاولة ، وبعد التحية الحارة قالت: لدي بعض الأسئلة لك . بدأت المرأة تسألني “من أين أنت؟” وتابعت “هل تتواصل مع أحد من أفراد عائلتك ؟ ماذا یعمل أفراد عائلتك ؟ لم أستطع تحمل أسئلتها وقلت ما الذي ترمین إلیه ؟ لم تعطني إجابة مقنعة ، لكن في لحظة ما قالت إن عائلتك قد تکون مناسبة للعمل الذي نریده . قلت لها أختي لم يكن لي أي تواصل مع أسرتي منذ عام 1986م ولا أعرف ماذا یفعلون على الإطلاق ، لكنها لم تتقبل کلامي وظلت تقول إن هؤلاء هم عائلتنا وأنهم من أنصار الفرقه .
هذه الفظاظة الخيالية ناتجة عن عدم المعرفة بالأسرة والمعيشة ، وهذه الأفكار والأحلام الواهیة التي غرسوها في عقول الجميع بعد غسل أدمغتهم هل كان لأي شخص الحق في الاعتراض ؟ على الإطلاق ، غادرت الغرفة بعد الكثير من النقاش. بعد مرور بعض الوقت تم إبلاغي أن علي الذهاب إلى البصرة والانتقال إلى قاعدة أخرى ، وكنت أعرف مدى خطورة اللعبة التي كنت أدخلها لکن تعريض حياة العائلات والأشخاص للخطر أمر أبداً لم أفهمه . شاهدت وصول أعضاء جدد إلى المقر الجديد ، تم الترحيب بهم في مكتب القائد حيث اكتشفت أن معظم سكان المحافظة الجنوبية قد تم جمعهم لغرض في أنفسهم .
ثم أبقى أعضاء الفريق الجميع في الحجر الصحي ، وخضع كل فريق لتدريبه الخاص وفي الوقت نفسه رکزوا انتباههم على موضوع الأسرة ، وطبعوا لساعات على أي من الأقارب يجب أن يذهب الفريق. عائلاتنا التي لم نسمع عنها شيء منذ سنوات وليس لدينا عنوان أو خبرعنهم أصبحوا أعزاء جداً على الفرقه في ذلك الوقت ، لقد أشادوا بهم كثيرًا لدرجة أننا جميعًا صدقنا کلامهم ، ولكن بهذه الحيلة خدعوا الجميع . ذات يوم سألوني عن سبب عدم إحضار بعض أفراد أسرتي فقلت للمرأة التي كانت مسؤولة عن عملي أنني عالق هنا ألایکفي هذا ؟ مرت الأيام والأسابيع وفي كل يوم تم شرح تداعيات العملية داخل البلاد وخاصة الاعتقال أو قتل الأشخاص ، قالوا إن الخوف والرعب قد انتشر في كل مكان تم حل بعض الفرق وكل يوم بسبب نزاعات الفریق الداخلية. کانوا یضطرون إلى تغيير التشكيلة مما أدى إلى إبطاء العملية وإرباك قادة الفرقه.
في إحدى المرات على الرغم من أن المعبر كان منطقة حمراء ، لکن قادة الفرقه قرروا إرسال الفريق إلی تلك النقطة وهناك قُتل أحد أعضاء الفرقه . في تلك الأيام ، من أجل تعذیب الناس وإرسالهم إلى المسلخ ، كانوا يعطونك كل ما تطلبه ، و رجوي كان يعلم جيدًا أن نسبة العائدين من قبضة الحکومة الإیرانیة هي صفر لأن الحكومة الإيرانية أصبحت أکثر يقظة وتم إلقاء القبض على معظم الأعضاء وقصفت بیوت الفرق .
ثم بدأت اجتماعات رجوي حول مواضيع سياسية استراتيجية واجتماعات تسمى الطعم ومثل هذه الأکاذیب والخزعبلات التي استمرت قرابة أربعة أشهر التي کانت فقط للتستر على التخريب الخاص به. کلما مضینا قدمًا أصبحت طبیعة هذه الفرقه أكثر وضوحًا للجميع حتى وصلنا إلى نهاية عام 2003 ونهاية حكم صدام في العراق ، ورأينا نفس العائلات التي ادعى رجوي أنها عائلته كيف أصبحوا جميعًا وزارات ومخابرات و مرتزقة. أصبح رجوي وغيره من قادة الفرقه معروفاً لدی الجمیع . كان رجوي يقول لا أحد یمتلك حق الاحتجاج في إيران فهل لأحد في منظمتك له حق التنفس ؟ (بالطبع ، كانت مريم نفسها تزعم أن الفرقه ديمقراطية ولم یکن کلامها سوی وسیلة أمام الكاميرا لذا نعم ديمقراطيون ، لكن بالطبع لم يكن انتخابها الاستعراضي دائمًا مقنعاَ وبدیلاً عن الحکومة الإسلامیة ).
هابیلیان