لقد کانت الطريقة المعروفة تقريبًا التي يستخدمها مجاهدي خلق في عملية تدمير الشخصية وإخلاء مکنونات وأسرار أعضائهم هو الأسلوب المستخدم في مدارس التحلیل النفسي الـي اخترعها فروید . بهذه الطريقة الفظيعة ، یُجبر الضحايا علی التعبير عن كل رغباتهم الحسية والمثيرة والتحدث عن أفكارهم حول العلاقات والمیول الجنسية ، ویتم نوجیه النقد الذاتي بلا رحمة في المناقشات الداخلیة لمجاهدي خلق .
خلال هذه العملية ، يتعين على كل فرد من أفراد الزمرة کتابة أفكاره ورغباته في إنتقاد لذاته علی الورقة ثم قراءتها أمام عدد من زملائه الذین یقومون بنقده لكن يجب القول إن هذه العملية النفسية اللاإنسانية أكثر من كونها منتقدة هي عملیة محطمة لشخصیة الإنسان و في الواقع ، يقوم قادة الزمرة بذلك بهدف إخضاع مختلف أعضاء الزمرة لسیطرتهم وإذلالهم بمختلف الطرق لتحقیق أهدافهم الخبیثة .
فمن خلال معرفة نقاط الضعف للأعضاء یمکن الضغط علیهم ومن خلال تدمیر شخصیاتهم یخلقون أشخاصاً مطیعین لأوامرهم إطاعة عمیاء دون تفکر أوتدبر ممایؤثر علی کیانهم وإستقلالهم ویرتبطون لاشعوریاً بالزمرة یوماً بعد یوم . لكن استخدام هذا النوع من العمليات النفسية لم یکن عمل مجاهدي خلق فقط فقد إستخدمت جمیع الفرق والطوائف علی مدی التاریخ هذا الأسلوب لتحسين كفاءتها التنظيمية ، ولكن ما هو أكثر أهمية بالنسبة للمجاهدين هو الضربة التي تسببها هذه العملیات لأعضاء وقادة الزمرة .
ببساطة کان لهذه العملیات نتیجة عکسیة ، فبدلاً من تقوية العلاقات بين أعضاء الزمرة الذي یؤدي بدوره إلى استدامة الزمرة أدی إلی مواجهة الزمرة لموجات مختلفة من عملية انشقاق الأعضاء والكوادر الواحدة تلو الأخرى ومن خلال دراسة الوضع الحالي للمنظمة نجد أن أسالیبهم الملتویة اللاإنسانیة أدت إلی نتیجة لم یتوقعها قادة الزمرة وسببت خسائر کبیرة لهم .
ویجب القول إذا لم یتوقف قادة الزمرة عن هذه الأعمال فسیواجهون عواقب أسوأ من إنشقاق الأعضاء وموجة الإنهیار التنظیمي في المستقبل القریب وبصرف النظر عن القيام بذلك ، فإن هذا الفعل المشين لا يزال إلى حد كبير محط الأنظارفي محاكم التحقيق في العصور الوسطى ،وکذلك يمكن أن يكون هذا الأمر إلى حد كبير إلی دعایة سیئة للمنظمة وإنهیار صورة مریم رجوي في أوروبا الغربية.