في أعقاب دعم الدولتين العراقية والغربية لزمرة مجاهدي خلق الإرهابیة في وقت متزامن مع بداية عام 1999 ، بدأ ت مجاهدي خلق بالتخطیط لاغتيال رفيق ثوري آخر ، وكان هدفهم هذه المرة الشهيد الجنرال امیر سبهبد صیاد شیرازي الذي وقف في جبهة الحق ضد الباطل ودافع عن كيان الإسلام وإیران لعدة سنوات .
يعود کره وحقد مجاهدي خلق للشهید شیرازي إلی عام 1988م حیث لعب الشهيد صياد شيرازي دورًا حاسمًا في هزيمة المجاهدين في عملیت مرصاد ففي الوقت الذي انشغلت فیه زمرة مجاهدي خلق بإغتیال القوات العسکریة وغیر العسکریة وکل من یُشتبه به بأنه موالي للحکومة استطاع في خطوة مفاجئة توجیه ضربة قاسیة لهم أدت إلی تدمیرهم .
لذلك اعتبرت مجاهدي خلق أن الشهید صیاد هو السبب الرئیسي لفشلهم وتکبیدهم خسائر فادحة وبعد انعدام الأمن في الأجواء التي نشأت بعد الانتخابات الثانیة في خرداد في البلاد فقاموابإغتیاله أمام بیته .
کان صیادشیرازي القائد الأعلی للقوات المسلحة الإیرانیة وعضوفي المجلس الأعلی للدفاع تم استهداف الجنرال صياد الشيرازي في اليوم العاشر من ابريل 1999 با القرب من منزله من قبل الارهابيين و استشهد باثرها هوجم الشهيد الجنرال صياد الشيرازي في الساعة6.45 دقيقة صباحا امام منزله في منطقة فرمانیة عندما كان خارجا من بيته متجها الي محل عمله من قبل شخص یرتدي ملابس عامل النظافة الذي اقترب منه بحجة تسلیمه رسالة.
عندما علم الجيران و الاهالي بالحادث نقلوا الجنرال الي مستشفي فرهنك بسرعة لكن مع الاسف وافت المنية الجنرال في المستشفي نتيجة الجراحات الخطيرة التي اصيب بها قال شهود ان الشخص الارهابي كان يرتدي لباس الكناسين و كان حول منزل الجنرال صياد الشيرازي بانتظار خروجه من منزله و عند خروجه فتح النار باتجاهه و بهذا النحو اصيب الجنرال صياد الشيرازي بثلاث رصاصات .
في اعقاب هذا الحادث اعلنت زمرة مجاهدي خلق الارهابية التي کانت مطمئنة من الدعم الخاجي مسؤوليتها عن هذه الجريمة بعدما اتصلت مع وكالة الانباء الفرنسية في العاصمة القبرصية نيقوسيا وذکرت زمرة مجاهدي خلق الإرهابیة في البیان الذي أصدرته أسباب إغتیال الجنرال والتي تتلخص بثلاثة محاور : دور الجنرال صياد الشيرازي في الدفاع عن سيادة الاراضي الايرانية خلال الحرب العراقية – الايرانية ، ثانیاً دوره و ادائه في احتواء و اخماد قضية كردستان ابان الثورة عام 79 و ثالثا ًدور الجنرال في افشال عملية الفروغ الخالد (مرصاد ) التي قامت فیها زمرة مجاهدي خلق في هذه العملية بمهاجمة الاراضي الايرانية عسكريا بدعم الجيش العراقي .
بعد ذلك خاطب المرشد الأعلی للثورة الإسلامیة مجاهدي خلق وداعمیهم المستکبرین مشیراً إلی عدم جدوى هذه الأعمال الإرهابية الـي یقومون بها وذکرهم بحقوق الأمة المؤمنة والمستمرة في إيران قائلاً : لیعرف مجاهدي خلق الإرهابیین أن بإرتکابهم هذه الجریمة جعلوا الشعب الإیراني یکرههم ویبغضهم أکثر وأن دماء الشهداءالصالحین مثل صیاد شیرازي ولاجوردي سوف تُلطخ سمعتهم وتسود تاریخهم طوال العصور .
عملیات قصف مدن ایران بالهاون
قامت زمرة مجاهدي خلق الإرهابیة بقصف مدن ومناطق في ایران بقذائف الهاون المدفعیة واشتدت الهجمات خصوصاً في المناطق الحدودیة مماسلب الناس راحتهم الأمر الذي أدی في بعض الحالات إلی حصول معرکة مباشرة وهائلة بین قوات إیران وأعضاء مجاهدي خلق علی الحدود . أعلن المنافقون عن هدفهم من توجیه هذه الضربات وهو خلق حالة من انعدام الأمن ، وبالتالي إثارة سخط الناس في المجتمع وإذا ماتحقق ذلك فإن مجاهدي خلق ستکون قادرة بدون أي مشکلة علی تشکیل جبهات قتال في داخل إیران مماسیمنحهم القوة لتنفیذ خططهم الشریرة بالطبع ، إلى جانب ذلك قصدت مجاهدي خلق بهذه الطريقة ، خلق اشتباكات حدودية ، وصراعات مع القوات الإيرانية وإجبارهم على شن حرب غير مخططة مع العراق ، بحيث يتم تشويش القوات العسكرية الإيرانية والهجوم علیهم بشکل مفاجئ .
شجع هذا التحليل الخاطئ لقادة الزمرة الأعضاء على القيام بعمليات إرهابية في البلاد ، وفي عامي 1999و2000م ، قام حرس الحدود للجمهورية الإسلامية وقوات المخابرات في البلاد بتفكيك وحدات الزمرة أوإجبار وحدات الزمرة الإرهابیة علی الإنسحاب والتراجع .
ولكن في بعض الأحيان ، قامت الزمرة بقصف مدینة طهران بقذائف الهاون ففي 18 فبراير 1999 ، هزت عدة قذائف هاون مباني تحيط بمجلس تشخيص مصلحة النظام وقصر الرئاسة ومقر إقامة صلاة الجمعة.
أعلنت زمرة مجاهدي خلق أن الغرض من هذه العملية هو إصابة بيت القائد الأعلی للثورة الإسلامیة الإمام الخامنئي ومجلس تشخيص مصلحة النظام و في صيف عام 1999 بعد أحداث 18 يوليو ، شن المنافقون عدة هجمات بقذائف الهاون وحاولوا إظهار أن ظروف البلاد لا تزال حرجة ، ولكن يقظة الطلاب والأمة الثورية حالت دون تحقیق الزمرة لأهدافها لكن في حادثة قصف الهاون تم قتل وجرح عدد من المواطنین .
على الرغم من أن المجاهدين لم يستفيدوا من أعمالهم الإرهابية ، و بسبب إيماءة الدعاية التي قام بها قادة الزمرة لخداع أعضائهم بالإطاحة بجمهورية إيران الإسلامية ، لم يكن هناك خيار الآن سوى توجيه الأعضاء إلى حدود الجمهورية الإسلامية ، لأنه بخلاف ذلك كان من الممكن لهؤلاء الأعضاء أن يكونوا متحمسين لإحداث مشاكل تنظیمیة في داخل الزمرة نفسها ؛ ففي الواقع ، كانوا يعملون فقط کقتلة وإرهابيین بسبب إعتقادهم بقداسة الزمرة .
في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2000م، تسللت عدة وحدات إرهابیة من مجاهدي خلق الإرهابیة إلى جمهورية إيران الإسلامية وکان أقصی ماتصل إلیه، و تراجعت معظم هذه الوحدات عند اشتباکها مع القوات الإیرانیة علی الحدود الإيرانية تراجعت الهجمات الإرهابية التي قام بها المنافقون ضد القوات العسكرية الإيرانية فیما بعد إلی الصفر بسبب قيود زمرة مجاهدي خلق في العراق وهجوم القوات الأجنبیة من جهة أخری علی العراق واعتراف المنظمات الدولية في السنوات اللاحقة بمجاهدي خلق کزمرة إرهابیة .
في لمحة مختصرة ، يمكن تلخيص الغرض من عملیات مجاهدي خلق الإرهابیة على النحو التالي منع تحسن العلاقات بین إیران والعراق منع حدوث مشاکل واضطرابات داخلیة في الزمرة تعزيز الموقف الدولي للزمرة کجماعة معارضة ناشطة ضد الحکومة الإسلامیة الإیرانیة.