اغتیال الشهید سید اسدالله لاجوردي
في هذا الوقت ربما کان من أهم أهداف مجاهدي خلق اغتیال الشهید سید أسد الله لاجوردي وفي الواقع یعود الحقد والضغینة للاجوردي قبل الثورة عندما أعلن المجاهدون أنفسهم ماركسيين وأعلنوا الإسلام إستراتيجية للنضال کان الشهید لاجوردي علی علاقة مع بعض القوی الدینیة في زمرة مجاهدي خلق وعندما تم إلقاء القبض علیه وسجنه من قبل السافاك في مارس من عام 1974 م لاحظ التغییر في مواقفهم الإیدیولوجیة أذعن الجميع بأن السيد كان يتميز ببصيرة واضحة ورؤية عميقة في معرفة التيارات الانحرافية في داخل السجن، ووقف أمامها بكل وعي وصلابة وواجه في السجن أشخاصاً غلفوا بظاهر إسلامي، و اتخذوا المارکسیة كأساس لعملهم، وأخذوا يهمسون عن تغيير آيديولوجية زمرة (مجاهدين خلق).
وانطلاقاً من معرفة السيد أسد الله لاجوردي العميقة بالإسلام الأصيل، وإحاطته بمباني الفكر الماركسي، فقد قام إلی جانب قوی دینیة ورجال دین آخرین في السجن بتوعیتهم وإصلاح أفکارهم وحرموا المارکسیة الإسلامیة وأخذ يحارب تلك العناصر التي تدعي الإسلام زوراً. ومن هنا فقد حقد عليه المنافقون الذين تظاهروا بأنّهم مجاهدين بعد انتصار الثورة ذهب الشهید إلی مکتب الإدعاء العام للثورة ومع أخذه بالاعتبار حرکات وأعمال مجاهدي خلق خلال السنوات الأولی للثورة واجه بکل صلابة خطط وأهداف الزمرة .
إن معرفة الشهيد لاجوردي العمیقة بالمواقف الالتقاطیة للمجاهدين وخططهم . دفعت به وبأصدقائه الأخرین في مکتب الإدعاء العام للثورة إلی مواجهة مجاهدي خلق بطریقة حازمة ، وعمل على فضحها بلا مؤاربة أو مداهنة وهو ما جعل بعض الأفراد والمسؤولين الحكوميين في ذلك الوقت –( الذین لم یعرفوا ماهیة مجاهدي خلق الحقیقیة وکانوا یمیلون إلیهم )- يحتجون على تصرفات الشهيد لاجوردي لتعامله مع المجاهدين بقسوة وشدة .
كان سيد أسد الله لاجوردي في النهاية هدفًا لحقد وکره زمرة خلق الإرهابیة فاستغلت الزمرة الأوضاع السیاسیة واغتالت لاجوردي لتثبت حقیقة وجودها بعد استقالة لاجوردي من منصب المدعي العام الثوري ورئاسة سجن (اوين ) عمل في دکان في سوق طهران و في 23 آب من عام 1998 قام أعضاء من زمرة مجاهدي خلق بإطلاق الرصاص علیه لینال لقب الشهادة .
ومن بين الأشخاص الآخرين الذين استشهدوا معه السید أصغر إسماعيلی ، والمدير العام السابق لمكتب المدعي العام ، و زين العابدين مسعودي کان موظفاً في وزارة الدفاع ، وكذلك أصیب السيد علي أصغر فاضل ، مدير مقر المحكمة العليا ، في هذه الحادثة أیضاً نفذ عملیة الإغتیال إرهابیان من الزمرة کانا قد قدما من العراق إلی طهران للمرة الثانیة ففي المرة الأولی فشلا في تنفیذ خطتهم الإجرامیة وعادا إلی العراق وفي المرة الثانیة قاما بإستئجار دکان مقابل دکان الشهید لاجوردي ویدعی أحد الإرهابیان بإسم علي اصغر غضنفر نجاد وإسمه المزیف ساويش وإسمه الحقیقي علي اكبر دحبلاوي الذي تم القبض علیه قبل ان يستطيع الفرار لكنه انتحر بتناول حبة سيانور في اليوم نفسه وألقي القبض علی الإرهابي الثاني وهو يهم بمغادرة الاراضي الايرانية والتسلل عبر الحدود البرية” بين ايران والعراق.
واكدت المصادر انه كان محمّلاً بأسلحة وقبل إعدامه إعترف بعملیة الإغتیال وتحدث عن هدف الزمرة من الإغتیال قامت زمرة مجاهدي خلق بعدما تلقت خبر استشهاد لاجوردي بتبني عملیة الإغتیال وأعلنت مسؤولیتها عن العملیة بکل فخر وأن منفذا العملیة الإرهابیة بطلان قومیان ونظمت بهذه المناسبة إحتجاجات وتجمعات علی مستوی أوروبا والولایات المتحدة واعتبرت هذه العملیة کإنتقام لها من لاجوردي في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي قام به المنافقون وإغتیالهم للشهید لاجوردي وصمتت الدول الأوروبیة حیال هذه الجریمة فدعا وزیر الأمور الخارجیة کمال خرازي الحکومات الغربیة والأوروبیة في مقابلة أجراها في 3 آب من نفس العام ، إلى منع استمرار أنشطة زمرة مجاهدي خلق الإيرانية في بلدانهم ولکن الدول الأوروبیة لم تفعل ذلك وعلى هامش الدورة الثالثة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة أدان روبن كوك فقط الأحداث الإرهابية الأخيرة (اغتيال الشهيد سيد أسد الله لاجوردي) داخل إيران التي قامت بها زمرة مجاهدي خلق الإرهابیة خلال اجتماع بين وزيري الخارجية الإيراني والبريطاني. كانت الجماعات الإرهابية التابعة لزمرة مجاهدي خلق تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية بمساعدة أعوانها الداخليين ، بعد أن اكتسبت نفوذاً من الحدود الغربية داخل البلاد .