اتهم أربعة عناصر من منظمة «مجاهدين خلق» تركوا معسكر أشرف (60 كيلومتراً شرق بغداد) أمس، قيادات المعسكر بممارسة ضغوط ضد الذين يطالبون بترك المخيم والخروج من العراق سواء الى ايران او أي دولة أخرى. وأكد أحدهم أن نزلاء «أشرف» منقسمون في موقفهم حيال «تقرير المصير»، فيما أشار عضو في اللجنة الحكومية العراقية للنظر في ملف «خلق» الى امتناع منظمة الهجرة الدولية عن النظر في ملفات سكان المعسكر بسبب خلفيتهم العسكرية
وعقد ولي خدا بنده وعلي كاكي وجعفر ابراهيمي وعباس عبدالكريم بادفارم من عناصر منظمة «مجاهدين خلق» المعارضة للحكومة الايرانية في معسكر أشرف مؤتمراً صحافياً في بغداد أمساتهموا فيه قيادات المعسكر بممارسة «ضغوط نفسية واجتماعية ضد الأفراد الذين يطالبون بترك المخيم والخروج من العراق سواء الى ايران او أي دولة أخرى».
وأوضح علي كاكي (20 عاماً) أن «من بين الأساليب المتبعة هناك تهديد العنصر الذي يرغب في العودة الى بلده أو الهجرة الى بلد آخر من المسؤولين عن المعسكر بأن حياته غير مضمونة في الخارج. وفي حال عجزوا عن ثنيه، يعملون على تحريض زملائه عليه بحجة أنه متخاذل وخائن. وقد يصل الأمر إلى حد الاعتداء عليه».
وأكد أن «المنظمة اعتمدت بعد سقوط النظام السابق استراتيجية عمل مختلفة داخل العراق تتمثل باستمالة ودعمشخصيات وحركات لتبني قضيتها أمام الحكومة العراقية الجديدة». وكشف ابراهيم اسمرار أن «برامج التدريب العسكري لم تنقطع داخل المخيم وتركزت في الآونة الأخيرة على كيفية الحصول على المعلومات الاستخباراتية».
أما بادفارم، وهو في العقد الرابع من عمره، فر عام 2000 من محافظة سيستان وبلوشستان في ايران الى باكستان حيث جند ودخل العراق بجواز سفر عراقي عام 2002، فأكد في تصريح الى «الحياة» وجود «انقسامات في الرأي داخل معسكر أشرف حيال تقرير المصير». وأضاف أن «غالبية السكان تحبذ الخروج من العراق الى دولة ثالثة وترك العمل المسلح والسياسي لاعتقادهم بعدم جدواه، وبأنهم فشلوا خلال ربع قرن من إحداث تغيير ولو طفيف في الوضع الايراني». وأشار الى أن «الظروف العامة ومنها عدم اعلان أي دولة ترحيبها بهم تحول دون تحقيق هذه الرغبة». وتابع أن «هناك قسماً من المقيمين في المعسكر يود العودة الى الوطن ويواجه مشكلة عائلية بسبب عدم الاتفاق مع بقية أفراد أسرته على هذا القرار الاخير». وزاد أن «هناك من هو مؤمن باستمرار العمل الثوري والمقاومة المسلحة ضد النظام الايراني ويرى بأهمية وجوده على أرض العراق من الناحية التعبوية والسوقية لعملياته».
الى ذلك، أشار عضو في اللجنة الحكومية العراقية المختصة بالنظر في ملف «خلق» الى امتناع منظمة الهجرةالدولية عن النظر في ملفات سكان أشرف بسبب خليفتهم العسكرية. وقال سعيد نعمة في تصريح الى «الحياة» إن «الاتصالات مستمرة مع دول الاتحاد الأوروبي وكندا واستراليا والولايات المتحدة بغرض التوصل الى اتفاق معهم يسمح لأعضاء منظمة خلق في العراق بالاقامة في بلدانهم»، مشيراً الى «محاولات أخرى تجري مع دول أوروبية كان 914 عنصراً من خلق يحملون تصريح الاقامة فيها قبل مجيئهم الى العراق. ونأمل منها تجديد هذه التصاريح بعد انتهاء مدتها. كما لدينا 35 شخصاً آخر يحملون تصاريح من دول غير أوروبية». وعن آخر تعداد لسكان مخيم أشرف، أكد أن «اجمالي عدد السكان هناك حالياً 3412 شخصاً بينهم 912 امرأة