كثيرة هي الخفايا التي بدأت تظهر لنا في العلن لبعض السياسيين العراقيين الذين امتدت أياديهم الآثمة لتنال من أبناء العراق من خلال التآمر والتنسيق مع المنظمات الإرهابية التي دخلت العراق منذ سقوط النظام السابق والى اليوم والمتمثلة بتنظيم القاعدة والفصائل المسلحة التابعة لها.
ها هي اليوم تظهر لنا الحقائق وتتضح بصورتها الناجعة لتكشف لنا عن قبح بعض العاملين في السياسية العراقية اليوم وهم يتلاعبون بأرواح الناس ومقدراتهم وعرضهم وأموالهم متغلفين بروح الدين وسماحة الإسلام تحت مسميات دينية والمصيبة منهم من ارتقى أعلى منصب للثقافة العراقية وهو قاتل مجرم مع سبق الإصرار والترصد ومنهم من يجلس تحت قبة البرلمان ليشرع القوانين التي يمكن أن تحمي المواطن العراقي فكيف لنا أن نحمي هذا المواطن ونضع مقدرات هذا الشعب المظلوم تحت سطوة هؤلاء القتلة الذين يتآمرون مع مجرمين من الحثالات العربية القادمة إلينا من تقنين قانون القتل الجماعي بحق أبناء العراق.
بالأمس أدلى المجرم أبو عمر البغدادي باعترافات خطيرة كشفت عن إستراتيجية كبيرة بينه وبين الحزب الإسلامي الذي كان يُعد من الأحزاب المعتدلة على الساحة السنية العراقية وكان لها وقعها في زمن المعارضة العراقية لتكشف حقائق كبيرة وخطيرة عن عمق هذا التزاوج في العمل لتعبر لنا عن وضعهم لقَدَم في العملية السياسية وقدَم أخرى مناهضة للعملية السياسية في العراق والتغيير الجاري فيها وهو ما قد يفسر لنا أمرين.
1- إما أن يكون هذا الحزب يعمل باتجاهين مختلفين ليصل إلى غاياته عن كلا الطريقين سواء العملية السياسية التي حصل فيها على العديد من المناصب السيادية في ظل حرمان باقي المكون السني منها وهناك أطياف وفعاليات سياسية سنية لم تحظى بما حظي به الحزب الإسلامي.
2- وإما أن يكون التناغم والتواصل والتنسيق مع هذه الجهات التي تعارض العملية السياسية أملا منها أو تخمينا في وصول هؤلاء الشذّاذ إلى مبتغاهم ويكونوا بذلك ضامنين لوضعهم فيما لو حصل هذا التغيير في البوصلة باتجاه شركائهم من التنظيمات العابثة بالوضع العراقي.
هذه الخطوط الخطرة التي بدأت تظهر لنا تنبئ عن خاصية يجب الالتفات اليها في العملية السياسية خصوصا بعد المؤتمر الذي عقدته إحدى القياديات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والتي كشفت عن خفايا خطرة جدا في علاقة هذه المنظمة مع النظام السابق أولا وهو طالما تحدثنا فيه سابقا وفي مقالات عديدة عن الجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء العراق من خلال ارتباطهم الوثيق بالنظام السابق وهذا ما كان معروفا للجميع من ممارسات إجرامية لتلك المنظمة الإرهابية في ترويع الآمنين في عدة مناطق من العراق أبان انتفاضة آذار عام 1991 وما خلفته تلك الانتفاضة من مجازر على يد هؤلاء.
لكن ما هو الأخطر في مؤتمرها الصحفي هو علاقة بعض السياسيين الحاليين بالمنظمة وعملها ومخططاتها في قيام الحرب الأهلية ومحاولاتها زج الخلاف الداخلي العراقي وخصوصا في محافظة ديالى وهذه المنظمة التي آوت العديد من عناصر القاعدة الإرهابية الهاربين من عملية السهم الخارق قبل سنتين في المحافظة حيث تقول السيد بتول سلطاني حول علاقة البعض بهذه المنظمة(( أكدت السيدة سلطاني قيام منظمة خلق وعبر سياسة الإغراء المادي واستغلال فقر البعض وحاجته من الشباب وإغراء شيوخ العشائر وذلك لكسبهم بجانبها وتسخير أصواتهم لصالح المنظمة في الأوساط السياسية والاجتماعية حتى أنها قامت بتأسيس مؤسسة اجتماعية تعمل على كسب الآراء واستمالة الرأي العام لصالحهم وخلق قاعدة شعبية تؤيد وجودهم غير المشروع في العراق وفي معرض ردها على أسئلة الصحفيين أفصحت بتول سلطاني عن قيام بعض الجهات السياسية العراقية بتقديم العون والدعم للمنظمة في نشاطها للتغلغل داخل المجتمع العراقي وقالت ان تلك الجهات معروفة للشعب العراقي ولا حاجة لذكر الأسماء كما أكدت تقديم الدعم اللوجستي من قبل الجانب الأمريكي لمنظمة خلق ومساعدتها للبقاء طوال الفترة الماضية في معسكر أشرف رغم رفض الجانب العراقي لها)) وهو ما يوضّح لنا وبشكل جلي أن هنالك الكثير من السياسيين المخادعين لعامة الشعب العراقي يعملون لمصالحهم الذاتية والشخصية ولجبروتهم الذي تربوا عليه خلال العقود الماضية وما استطاعوا الخروج من هذا الثوب والعودة إلى أحضان الشعب العراقي ليُخلصون له بل على العكس نجدهم تمادوا كثيرا وها هي الحقائق بدأت تظهر لنا ولذلك أصبح لزاما أن تكون هنالك نظرة ثاقبة في الوضع العراقي وتوخي التحالفات السياسية مع المتمترسين خلف العملية السياسية.
فراس الخفاجي