بعد موافقة إيران على القرار 598 الصادر من مجلس الأمن الدولي، بادر الجيش البعثي إلى العدوان على مناطق في محافظة خوزستان.
هذا العدوان البعثي ـ الذي تكرر مرتين ـ لم يسفر سوى عن الفشل بسبب المقاومة الباسلة لجنود الإسلام ما أجبر المعتدي على الانسحاب إلى الخطوط الحدودية.
وبعد يأسه من احتلال خوزستان، بدأ العدو هجوما آخر من مركز كرمانشاه وباستخدام عناصر زمرة المجاهدين بتاريخ 25 يوليو 1988.
بينما كانت أكثر الوحدات العسكرية الإيرانية مستقرة في جبهة الجنوب، تقدم زمرة المجاهدين إلى منطقة (جهارزبر) (بين إسلام آباد وكرمانشاه).
وعقب تحرك قوات العدو، نفذت القوات الإيرانية البطلة عملية باسم عملية (مرصاد) بغية التصدي للإرهابيين.
وقد خصص عناصر المجاهدين 30 لواء قتاليا للهجوم على الأراضي الإيرانية، كل لواء كان يملك 170 عنصرا (20 امرأة و 150 رجل)، وكان يصل عدد عناصر اللواء إلى 280 شخصا بالإضافة إلى قوات الدعم، بالإضافة إلى كتيبتين للمشاة، كتيبة للدبابات، كتيبة للأسلحة الثقيلة، وكتيبة للأركان ودعم القتال. وبالمجموع 5200 عنصر من عناصر زمرة المجاهدين شاركوا في العمليات.
المعدات العسكرية للإرهابيين: 120 دبابة كاسكا،40 ناقلة PMP ، 30 مدفعية 122 م م، 240 قذيفة، 1000 آر. بي .جي 7، 700 رشاشة، 20 مدفعية 106 م م، 60 رشاشة ثقيلة و 1000 سيارة.
أهداف العدو: احتلال طهران وإسقاط النظام الإسلامي في إيران
تفاصيل العملية: قبول القرار رقم 598 من قبل إيران، وضع نظام البعث العراقي سياسيا وعسكريا أمام طريق مسدود وصدم المجموعات المعارضة الإيرانية بقوة.
من بين هذه الجماعات، زمرة المجاهدين كانت الوحيدة التي راهنت على الحرب ونفذت مؤامرة جديدة بغرض الخروج من هذا الطريق المسدود.
ووصل العدو في تحليلاته الخاطئة، إلى أن إيران لا تقبل الهدنة وحينما تصل إلى الطريق المسدود ستقبل القرار الصادر من مجلس الأمن وتصور بان النظام في إيران يسقط في ظل هذه الظروف وتنتقل القدرة إلى المجاهدين فاستغل الفرصة وبالرغم من تخطيطه لشن الهجوم في ذكرى اندلاع الحرب لكن قدموا الموعد شهرين.
ونظام البعث العراقي دعم وساند المجاهدين بسلاح الجو والعتاد وحذر قواته من الدخول إلى عمق الحدود الإيرانية.
وشن الجيش البعثي هجوما شاملا على منطقة خرمشهر في الجنوب حتى يركز اهتمام الإيرانيين على المناطق الجنوبية ثم احتل مناطق سربل ذهاب وصالح آباد في الجبهة الغربية بعد هجوم عنيف وفتح الطريق لدخول عناصر زمرة المجاهدين.
بعد دخول عناصر زمرة المجاهدين الإرهابية إلى إيران، قصف الجيش العراقي خطوط القوات الإيرانية لمساندة الإرهابيين والمروحيات العراقية كانت تدعمهم بشكل متواصل.
كان من المقرر أن يصل عناصر خلق في السادسة مساءاً من يوم 25 يوليو إلى (كرند) وفي الساعة 8 مساءاً إلى مدينة إسلام آباد وفي العاشرة مساءاً إلى مدينة كرمانشاه ويعلنون تشكيل حكومتهم من هذه المدينة.
ورغم وصولهم إلى كرند وإسلام آباد في الساعة المقررة لكن الأبطال الإيرانيين تصدوا لهذه العناصر في طريق إسلام آباد – كرمانشاه ومضيق حسن آباد.
وفي الساعة الثانية والنصف ظهرا من يوم 25 يوليو 1988 بدأت عناصر زمرة المجاهدين الإرهابية عمليات برية مشتركة بالتعاون مع الجيش العراقي ودخلت إلى إيران من قاطع سربل ذهاب ومن جنوب مضيق (باطاق) (بالقرب من سربل ذهاب) بمساندة جوية.
وتقدمت هذه العناصر نحو مدينة (كرند غرب) وفي السادسة والنصف مساءا، دخلت أول دبابة عراقية تحمل شعار وشارة عناصر المجاهدين إلى المدينة وبعد احتلال المدينة تقدموا نحو مدينة إسلام آباد غرب.
وفور وصولهم إلى أبواب المدينة قاموا بقطع الكهرباء والاتصالات وإطلاق النار بغرض إرعاب الأهالي كما اشتبكت الناس وقوات حرس الثورة مع هذه العناصر التي تسللت بين الأهالي وبالتالي احتلت المدينة، ثم تحركت نحو مدينة كرمانشاه لكن القوات الإيرانية تصدت لهم في منطقة حسن آباد (بالقرب من إسلام آباد).
وأخذت القوات الإيرانية البطلة مواضعها على ارتفاعات جهارزبر بفاصل 200 متر عن عناصر الإرهابيين واشتبكت معهم وفي الرابعة مساءا ً من 26 يوليو حاصرت القوات الإيرانية مدينة إسلام آباد وقطعت الطريق بين إسلام آباد وكرند.
وفي 27 من يوليو، بدأت القوات الإيرانية، عملية المرصاد برمز يا علي بن أبي طالب عليه السلام وبعد ساعات قتلت المئات من قوات المجاهدين وأجبرت الآخرين على الفرار.
وهلك 2500 من عناصر زمرة المجاهدين الإرهابية في هذه العمليات وتم تدمير أكثر من 400 سيارة وناقلة ودبابة كما تم أسر أكثر من 250 منهم.
وهكذا انهزمت عناصر الخيانة والغدر، العناصر التي خانت الوطن والشعب والتراب من قبل قوات الإسلام حيث كانت لها بالمرصاد.
موقع الولاية